مقالات

وداعا الأخ العزيز والمناضل الجسورمحمد عثمان يوسف صائغ. بقلم/ علي محمد صالح

21-Mar-2018

عدوليس ـ ملبورن

انتقل الى الرفيق الالأعلى في يوم الجمعة الموافق 16 مارس الجاري المناضل الجسور محمد عثمان يوسف صائغ بعد صراع مع المرض اقعده لفترة ليست بالقصيرة. التحق المناضل “أبوصلاح” بالعمل الوطني منذ نعومة اظافره تحت راية جبهة التحرير الاريترية رائدة النضال الوطني الارتري ، اشترك فقيدنا في العمليات البطولية لمنظمة “العقاب ” فكانت عملية فرانكفورت التي قام بها الراحل المقيم مع رفيقه المغفور له محمد علي افعرورة في العام 1969م

وهي العملية التي احرق فيها الفدائيان الطائرة الاثيوبية من طراز بوينغ ” 707″ في مطار فرانكفورت بالمانيا الغربية انذاك، كانت عملية الاحراق على اثر انفجار قنابل موقوتة وضعها الفدائيون تحت المقاعد الملاصقة لجناح الطائرة ، لتنقسم الطائرة الى جزئين حيث فصلت مقدمة الطائرة عن باقي الاجزاء، ولم يصب احدا باذي حيث كان التوقيت مناسبا مع خلو الطائرة من الركاب وكذا عمال النظافة ، اما الفدائيان فقد تمكنا من الخروج بسرعة البرق من المطار قبل انفجار الطائرة ، قدرت صحيفة Suddeutsche Zeitung (سودتش زيتونغ) الألمانية الخسائر بمبلغ 25 مليون مارك الماني ، وكان للحادث دوي اعلامي كبير لصالح القضية الارترية.
الراحل المقيم محمد عثمان صائغ عمل عضوا في مكتب جبهة التحرير الارترية بالجمهورية العربية السورية مع زميله الراحل “محمد علي افعرورة ” ، وفي العام 1968م كلفه القائد الشهيد عثمان صالح سبى بمهمة تنظيمية الى السودان فكانت معرفتنا في تلك الفترة.
في العام 1975م تم تعينه ممثلا لقوات التحرير الشعبية في المملكة المتحدة بريطانيا “لندن” وقد ابلا بلاءا حسنا ، كان فقيدنا طيب المعشر يحب الطرفة والمزاح ، قدم تسهيلات كثيره لأبناء وطنه دون تمييز وكان منزله العامر بلندن مفتوحا امام الجميع ، وكذا السيدة الفضلى ام صلاح لم تألو جهدا في خدمة ابناء وطنها.
تمتع الراحل المقيم محمد عثمان صائغ بعلاقات واسعة مع عدد كبير من الجاليات المسلمة في المملكة المتحدة وقد حظي باحترام الجميع.
قلت حركته في السنوات الأخيرة بسبب المرض الآ انه كان صابرا محتسبا ولم يستسلم حيث نجده حضورا في كل مناسبات الجالية كالافراح والاتراح وكذا المناسبات الوطنية.
ادى مناسك العمرة قبل اسبوعين من رحيله عن دنيانا الفانية على الرغم من ظروفه الصحية ، رحل عنا وايمانه بالله قوى لا يتتزعزع ، ومن غرائب الصدف ان عملية فرانكفورت الفدائية كانت في مارس في العام 1969 ورحيله المر في نفس الشهر “مارس” 2018م سبحان الله على المصادفة.
ندعو له بالرحمة والمغفرة وان يتغمده المولى عزوجل بواسع رحمته وان يلهم اهله وزويه ورفاقه الصبر وحسن العزاء.
انا لله وانا اليه راجعون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى