مقالات

مصارع الأبطال … مطالع النجوم:آدم الحاج موسى

9-Jan-2011

المركز

يقول أهلنا ( التقرنيا ) والتقرنية التى هى من أهلنا ليست تقرنية أفورقى الطائفية الإقصائية ولكن التى نقصد هى التى تشكل جزءاً عزيزاً من مكونات الشعب الاريترى الاصيل المناضل الذى يعي ويفهم أن يفرق بين المكون العرقى والدينى والوطنى يقولون هؤلاء الحكماء العقلاء فى أمثالهم وتراثهم الاصيل ( حربنيا أي نبرن ، تارخو إيو زى ورث ) وما يقارب معناها بالعربية ( لا يعيش المحارب ولكن يخلد تاريخه )

ولهذا المثل دلالات عميقة فى الحراك الانسانى وبخاصة ذلك الذى يتطلع الى الحرية والعدالة الاجتماعية حيث أن تلك المعانى والقيم لا تتأتى إلا من خلال التنافس والتدافع بين الناس من أجل ايجاد مساحات يتطلع فيها الناس الى إشباع رغباتهم وطموحاتهم المادية بمعنى الحسية والمعنوية ولهذه الغايات النبيلة والأهداف السامية يلتف الناس حول مشروع وطني شامل يشكل لهم الخلاص من حياة الذل والهوان كـ ( الحياة البائسة التى يعيش فيها شعبنا اليوم فى ظل نظام أسياس ) لذلك يكون من الطبيعى جداً أن يتولد احتكاك عنيف متفاوت فى درجاته بين قوتين متصارعتين على طرفي نقيض قوى تريد أن ترسخ دعائم الشر والباطل من قبيل ( الاستعباد ، القتل ، السجن بلا ذنب مقترف ومحاكمة عادلة ، والسلب والنهب ، إفشاء الفساد بكل انواعه ومشاربه ، إشاعة حكم الفوضى وتعليق العمل بالقوانين ) وقوى أخرى تريد أن ترسخ دعائم الحق والخير والنماء ( حرية ، عدالة ، ديمقراطية ، سلام ، تنمية ، ترقية العقل الانسانى ) وبما أن الحق والباطل لا يتعايشان فان حتمية الاصطدام بينهما واقعة لامحالة فللحق أتباع وللباطل أتباع فأتباع الحق أبطال يخلدون فى ذاكرة التاريخ يكتبه بمداد من نور وإن تطاول عليهم الأمد والصفة الذميمة الأخرى وهى المنعوتة بالخيانة والغدر هى لأتباع الباطل وهم فى ذاكرة التاريخ كمثل وعبرة لمن لا يعتبر ولأن الابطال هم أصحاب الحق هم أشد غيرة وإيماناً من نظرائهم الأقذام الخونة فهم أشد فتكاً بأعدائهم لأنهم يؤمنون بأنهم على حق لذا فان لمصرعهم قيمة للقضية وفخر للشرفاء ومصدر وفاء وثقة بالنفس لرفقائهم فى المسيرة والسيرة والمصير وهو نوع من أنواع قدسية الثمن الذى يستحقه الحق لاعلائه عالياً شامخاً كشموخ الجبال ولهذا المبدأ المقدس فانهم دائماً هم المنصورون فى نهاية المطاف وهذا ما ثبت شرعاً فى الاعراف والاديان السماوية كقصة ( طالوت وداؤد الذى قتل جالوت) وما انتصرت تلك الفئة القليلة إلا بإيمانها كما أخبرنا الله عز وجل وفى تاريخنا الاريترى المعاصر لنا اسوة حسنة بعدة بنادق عتيقة وبفئة تعد على أصابع اليد انتصر شعبنا (4) مليون نسمة على جيش محترف عدد سكانه (60) مليون نسمة أى يزيد عليه (15) ضعفاً ومدعوماً لسبب وأسباب من كل قوى الاستكبار العالمى من الغرب والشرق تدريباً وتسليحا ومباركاً من قوة الثالوث المقدس عندما كان يحكم الكهنوت أثيوبيا ومن ثم بالنظرية القاصرة الناقصة التى فشلت من أن تقدم حلولاً جذرية لمشاكل البشرية فى جميع بقاع العالم والمساة بالنظرية الماركسية واحياناً بالاشتراكية اليسارية لإلهاء السذج من الناس عن الفطرة إن الدافع الذى يجب أن يدفعنا الى ذلكم الطريق الذى سلكته فئة من أبناء جلدتنا الذين قضو نحبهم من أجل أن نحيا نحن أبناء أمتهم الحياة الكريمة يجب أن يكون بنفس المستوى والفعل إن لم يكن الأحسن والأفضل بحكم تطور الامكانات والوسائل المتاحة لإختصار عاملي الوقت والجهد فى وقتنا الحاضر نتيجة لتقدم العلوم الطبيعية والانسانية وما كان مصرعهم إلا من أجل الأهل والديار وحماية الحرمات والمقدسات فهل أوفينا نحن بما يستحقون ؟ كلا والله لم نفعل ولو بمقدار عشر من معشار ما صنعو وقدمو لنا بل فرطنا فى كل شيئ صنعوه لنا بدءأ من إهدار تلك الحياة الكريمة وما فيها والتى قدموها لنا على جماجمهم من أجل أن نحيا فيها بسلام وانتهاءاً بتسليم رقابنا لعدو يتربص بنا الدوائر ولا نفعل شيئاً إلا العويل والنحيب والبكاء على الاطلال فى المجالس والركبان على شاكلة من نوع ( قفا نبكى من ذكرى حبيب ومنزل ) ناهيك من أن نحافظ على أسمائهم ودروب مسيرتهم وسيرتهم بل أصبحنا هشيماً لا يستقيم أمام أضعف عقد الرياح فهلا انتفض الشباب الاريترى الذين هم فى الاصل أشقاء وأبناء أولئك الشهداء الكرام البررة من أجل أن نعيد لشعبنا عزته وكرامته وكبرياؤه الذى أريق ردحاً من الزمن ولأن من بعد كل ضعف قوة فإن شعبنا العظيم اليوم قادر ومؤهل والظروف مواتية ومهيئة له تماماً أكثر من ذى قبل لاسباب ذاتية وموضوعية محلية وإقليمية وما زال شعبنا يمتلك إرادة المقاومة التى لاتهتز الى النهاية لذلك ومن أجل بقاء وطننا وتحقيق غايات شعبنا علينا استنهاض ههم شبابنا وتفجير طاقاته الشجاعة وينبغى علينا فى نفس الوقت أن نسعى الى تأطيرهم وتنظيمهم دون ضجيج لحمل الراية من جديد ولعهد جديد وبفكر جديد ومن أجل تلك الأمانة علينا أن نغرس فيهم ثقافة المقاومة والفروسية والتضحية والفداء والبذل والعطاء ولا شيئاً سيذهب هباءاً لأن مصارع الأبطال هى مطالع النجوم ولا عاشت أعين الجبناء .enf_ch@yahoo.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى