مقالات

وقفات مع بيان جبهة التضامن الإرترية :محمد عمر مسلم

4-May-2009

المركز

في الوقت الذي يتآكل فيه النظام ويتناقص من أطرافه، نشهد في معسكر المعارضة تقارب وتضامن بين التنظيمات التي تتماثل في أهدافها وبرامجها, آخرها ما تم بين حركة الإصلاح والحزب الإسلامي، وجبهة التحرير، والحركة الفيدرالية، وإذا نظرت في حقيقة تلك التنظيمات الأربعة تجدها تمثل الأكثرية من الشعب التي وقع عليها الظلم والتهميش والإقصاء من قبل النظام الطائفي، لذلك من الطبيعي أن يحدث هذا التقارب والتضامن الذي طالما انتظرته الجماهير الإرترية، وهذه الخطوة المباركة سيكون لها دور في تفعيل التحالف الديمقراطي، واستنهاض الأمة وتفعيل دورها في عملية التغيير، أيضا سيرفع هذا التضامن من سقف الأمل لد الأمة، ما يجعلها تقدم الدعم المعنوي والمادي للتحالف الديمقراطي.

أكد البيان على الثنائية الدينية والثقافية باعتبارها حقيقة قدرية لا يمكن تجاوزها، وبهذا تكون جبهة التضامن أمنت وأكدت على أهم قضية ظل الطائفيون يتجاهلونها، فعلى سبيل المثال تجاهل النظام الثنائية في المجتمع، وأسس على أنقاضها أحادية طائفية وبهذا تؤكد جبهة التضامن أن الحلول التي لا تستوعب ثنائية المجتمع حلولا غير عملية، أيضا أشار البيان أن أول شرخ في جدار الوحدة كان بسبب العصبية التي دفعت بالبعض لتبني مشروعا مناهضا للاستقلال الوطني، كما كان لتلك العصبية والنظرة الإقصائية دور في القضاء على حاملة المشروع الوطني جبهة التحرير، أيضا تلك النظرة الاقصائية العصبية هي التي أوجدت الجبهة الشعبية ومكنتها من بناء مشروعها الاقصائي، أيضا أشار البيان أن جبهة التضامن جاءت تلبية لرغبة وتطلعات الجماهير الإرترية، التي كانت تطالب قيادات المعارضة في كل لقاءاتها بالوحدة والتوحد، ولا شك أن تلك الرغبة التي صارت واقعا سوف تدفع بالجماهير الإرترية للالتفاف حول جبهة التضامن التي تمثل أقوى شريك في التحالف الديمقراطي، وقوة جبهة التضامن هي بدون شك قوة للتحالف الديمقراطي. وقد حددت جبهة التضامن جملة من الأهداف والمبادئ منها، العمل على استنهاض الأمة واستيعاب دورها لتسترد حقوقها المسلوبة، ما يعني أننا سوف نشهد حراكا سياسيا وجماهيريا لجبهة التضامن في أوساط الجماهير الإرترية، في المرحلة القادمة، كما أخذت الجبهة على عاتقها التصدي لمجمل التجاوزات والانتهاكات التي أحدثها النظام في البنية الثقافية والاجتماعية والديمغرافية، وهذا يتطلب من الجبهة حراكا ثقافيا واجتماعيا مناهضا لسياسات النظام، لمعالجة ما أحدثه النظام من خلل في البنية الثقافية والاجتماعية والديمغرافية، أيضا جعلت جبهة التضامن من مسؤولياتها الحفاظ على التحالف، لأنها ترى فيه البوابة الرئيسية نحو التحول الديمقراطي الحقيقي وإقامة دولة القانون وتحقيق الوحدة الوطنية، أيضا تبنت الجبهة عدم إقصاء الدين من حياة الشعب لما يمثله من قيمة تعبدية وأخلاقية ولكون الدين مكونا أساسا في تحديد الهوية بجانب الثقافة والتراث، وأي دعوى تنادي بإقصاء الدين من الحياة ترى فيها جبهة التضامن مسحا للهوية الإرترية وتهديد لقيم الفضيلة في المجتمع، أيضا أن إقصاء الدين من الحياة هو تجاوز وتعدي على الثنائية الدينة والثقافية التي قام عليها المجتمع، كما تبنت جبهة التضامن اللامركزية الدستورية نظاما للحكم، لأنها تلبي حاجيات الثنائية في المجتمع دون أن تصادم ما قامت عليه تلك الثنائية من دين وثقافة وتراث، فاللامركزية الدستورية تملك من الآليات والمرونة ما يجعلها تحقق التوازن بين متطلبات الوحدة الوطنية ومتطلبات خصوصيات مكونات المجتمع الإرتري، واللامركزية الدستورية ما يميزها عن اللامركزيات الأخرى ( الإدارية والإقليمية) أن منشأها والضامن لها الدستور وليست الحكومات المركزية أو البرلمان، الذي يتحكم في مصير وسير عمل اللامركزيات غير الدستورية، ومما تتميز به اللامركزية الدستورية عن غيرها أنها تعطي للأقلية حق الفيتو ضد الأكثرية، متى ما أحست الأقلية باستهداف من الأكثرية في حق من حقوقها، وفي الختام أكد دعمي ومباركتي لجبهة التضامن الإرترية، ومما يسرنا جميعا أن يلحق بركبها الميمون حزب النهضة وحزب المؤتمر الإسلامي،،، لتكتمل فرحتنا ويلتئم شملنا وتتحقق وحدتنا فكفانا تغريدا خارج السرب، وإذا استمر الحزبين لفترة طويلة خارج سرب التضامن، فسوف يخسران الكثير من مصداقيتهما، كما أرجو من جبهة التضامن أن تذلل الصعاب التي تحول دون انضمام الحزبين في جبهة التضامن،،،،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى