مقالات

هم أصحاب التـاريخ وهـم أصحاب الـوطـن:إريس عثمان شانينو*

19-Nov-2008

المركز

عنـدما اقول فى عنوان المقال هم اصحاب التاريخ فعلا اقصد بهذا العنوان الرجال الأوائل اى رموز الوطن الذى شــيدو لهذا الوطن تاريـخ فى احســن أيام من عمرهم عندما كانو فى ريعان شبابهم وعندما تركو اعمالهم واسـرهم من اجل كرامة الوطن والمواطن وفجرو ثورة الفاتح من سبتمبر سنة 1961.

انا لم اتشرف بمقابلة أغلب الرعيل الأول للثورة لكني قابلت بعضهم واذكر منهم الشهيد البطل/ عمر حامد ازاز وذلك فى سنة 1967 فى مدينة بورسودان، كان الشهيد مسافراً الى طوكر فى طريقه الى الميدان فنزل فى منزل المرحوم العم/ حســين ابراهيم إياسو وانا كنت مقيم فى ذلك المنزل فتعرفت بالبطل الشهيد فكم كانت فرحتى لمشاهدة هذا البطل الذى كنت اسمع عنه الكثبر عندما كنت فى داخل ارتريا فى مدينة كرن، وبالفعل وجدت فى شخصه الشخص القائد الذى تتجمع حوله جميع مواصفات القائد بما تعنيه هذه الكلمة. فى هذه الزيارة اقام الشهيد لمدة اسبوع وفي مدة مكوثه هذه كانت تتجمع حوله فى فتـرة المساء جماهير الأرتريين فى مدينة بورسودان فى منزل العم/ حسين ابراهيم إياسو وكان الشهيد يستمع اليهم ويناقش معهم جمبع امور الوطن. وعندما اذكر هذا البطل اذكره لأنه واحداً من الابطال الذى تجاهلهم الوطن والمواطن الذي ضحوا من أجله بكل غال ونفيس، تجاهلهم المواطن والوطن بعد التحرير حيث أصبحوا من سكان معسكرات اللاجئين ومن المتجولين فى شوارع مدينة كسلا حين تجدهم يقعدون فى ظل الأشجار ويرقدون فى “بروش” المساجد إنتظاراً لمواعيد الصلوات ولم يجدوا من يسأل عنهم أو يذكرهم أو يعينهم.فعلا قبل ايام كنت انا وبعد الاخوان جالسين نتحدث عنهم وكان معنا المناضل/ محمود محمد على ملكين وبدأ المناضل/محمود ملكين يحكى لنا عن بطولاتهم وحكمتهم ووطنيتهم وصدقهم فى العمل واخلاصهم للوطن وحبهم للمواطن، بعد هذا التاريخ المجيد والعمل الطويل عرج عن اوضاعهم الحالية وسنهم المتقدم وظروفهم الصحية وامكانيتهم المالية فى السـودان، ان هذا الحديث من المناضل محمود ملكين كان حديثاً مؤلماً ومحزناً ومؤسفاً لأبطال وشجعان ناضلوا وقدمو اعظم ايام شبابهم لهذا الوطن ولهذا الشعب، ونحن نتحدث اليوم عن وطن وعن تغيير نظام واقامة نظام ديمقراطي ومؤتمرات تعقد هنا وهناك فى عواصم العالم فماذا يعنى لهم هذا وهم فى هذه الظروف وفى هذا الحال التى يعرفها كل من سافر الى السودان وزار مدينة كسلا ومعسكرات اللاجئين. فأي شعب نحن لانسأل عن أبطالنا ورموزنا ومفجرين الثورة الوطنية.كما تعلموا ان الجبهة الشعبية بعد التحرير دفعت مبالغ رمزية لبعضهم وبعد ذلك عادو الى كســلا لأن أرتريا لم يجدوها كما توقعوها وضحوا من أجلها، لان للجبهة الشعبية مفاهيم خاصة للوطنية وللإنسان الأرتري ففي نظرها المناضل والمواطن هو مصدر دخل وخدم لاصحاب السلطة ورأس النظام لهذا لم تقدم اى شـى يذكر للشـعب، فالشعب الأرتري اليوم من دون عمل ولا تعليم ولا أمان، مهدد في كرامته وإنسانيته يعاني من الفقر والأمية والأمراض والمجاعة خاصة الفئة المتواجدة في الداخل، أما هم خارج الوطن حملة الجوازات الأرترية فيعيشون في قلق وأرتباك وخوف، تطاردهم الشعبية وترهقهم بضرائب لا أول لها ولا آخر تطلبهم بضريبة الدخل لمن يعمل وضريبة الوطن لمن لم يعمل، تبتدع لهم تبرعات وهمية وتبيع لهم أسهم خادعة وأحياناً تبيع لهم الطيور في الأشجار والسمك فى البحر! أما من قدم وأعطي وناضل لهذا الوطن فمجموعة هقدف لن تسال عنه ولا يهمها أمره وتتجاهل تأريخه ونضاله كما تجاهلت اللاجئين فى المعسكرات بشرق السودان. سابقا كتب عن هذا الموضوع الاخ/ ابرهيم محمود قدم (ابوحيوت) وكانت فكرة الاخ ابوخليل اقامت صندوق لدعمهم ومساندتهم فى هذه الظروف ولاحقا كتب فى الموضوع الاخ/ عبدالرازق كرار وهو من الشباب الذى عايشوا الوضع عن كثب، ومن هذا المنطلق أحببت ان أضيف فى ما قيل عن هذا الموضوع وأتمني من الاخوه المناضلين الذى ناضلوا وسمحت لهم الظروف وأتيحت أمامهم الفرصة للإستقرار في الأوطان الجديدة فى اروبا وامريكا واستراليا ودول الخليج ان يتذكرو اخوانهم ويبادروا بعمل شيئ ملموس من أجل تخفيف المعاناة ورفع الحاجة والسؤال عن كاهل الرعيل الأول للثورة الأرترية، هذه الفئة التي تعد من أكرم وأنبل فئات الشعب الأرتري في حاجة ماسة لإعلان وقفة شجاعة معها وخلق آلية وطنية يساهم فيها الجميع بما يستطيع، ونحن سنقف خلف أي خطوة مباركة نحو هذا الاتجاه وندعمها بكل ماأوتينا، وأضيف ندائي لكل النداءات الخيرة التي سبقتني والدافعة لبلورة هذا التحرك والدفع به بحيث يصبح واقعاً ملموساً، وأنا أوجه ندائي لشعبنا بالداخل والخارج ليتحمل مسئوليته تجاه رموزنا وأبطالنا الذين رووا بدمائهم الطاهرة شجرة الحرية وبعضهم كان ينتظر الإستشهاد من أجلنا، فوالله لا يستحقون منا هذا التجاهل واللامبالاة. وكما قال الاخ/ عبد الرازق كرار ان هذا الشعب يجب ان يستر عورته وان يساهم فى هذا المشروع ويقدم لهم المســاعدات التى يسـتحقونها مالياً وأدبياً ويشــكرهم فى ما قدموه لهذا الوطن حتي لو لم ينتظروا عرفاناً ولا شكراً. أدريس عثمان شانينـوأستراليا ـ ملبورن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى