مقالات

جيهان هنرى : على الاتحاد الاوروبى ان يضع السودان تحت المجهر

9-Dec-2017

عدوليس ـ نقلا عن

دعت جيهان هنرى ، المديرة المشاركة لقسم افريقيا بمنظمة هيومن رايتس ووتش – الاتحاد الاوروبى لتجديد التزامه بوضع حقوق الانسان فى صميم عمله ، بما فى ذلك استجابته للهجرة .وفى مقال بايو ابزيرفر (Euobserver) ، أوضحت جيهان هنرى ان الاتحاد الاوروبى تعهد بتقديم مئات ملايين اليورو لـ(عملية الخرطوم) – وهى جهد متعدد الدول لادارة الهجرة من القرن الافريقى لاوروبا .وأضافت ان برنامج عملية الخرطوم يوفر للسودان مزيجا من المساعدات الانمائية والانسانية ، ولكن يدعم ايضاً عمليات مراقبة الحدود المثيرة للجدل .

وقالت ان القمة القادمة للاتحاد الافريقى والاتحاد الاوروبى الاسبوع القادم بساحل العاج تشكل فرصة للاتحاد الاوروبى لتجديد التزامه بوضع حقوق الانسان فى قلب عمله ، بما فى ذلك استجابته للهجرة . وقد انتقدت برامج الاتحاد الاوروبى فى السودان على نطاق واسع ، ويرجع ذلك الى حد كبير لأن مراقبة الحدود تدعم قوات الدعم السريع سيئة السمعة والمسؤولة عن ارتكاب الفظائع فى دارفور . وقد نفى الاتحاد الاوروبى بشكل قاطع تمويل قوات الدعم السريع ، ولكن وجود تصور بذلك يظهر كلفة ممارسة الاعمال مع الحكومة السودانية المنتهكة . ويتعزز هذا التصور فى كل مرة يزهو فيها قائد قوات الدعم السريع ، محمد حمدان حميدتى ، بالقبض على المهاجرين على الحدود السودانية الليبية بناء على طلب من الاتحاد الاوروبى .
وأضافت ان نهج اغماض العين يغذى تحولا اعمق فى السياسة تجاه السودان ، ليس فقط من قبل الاتحاد الاوروبى ولكن ايضاً الولايات المتحدة ، والتى رفعت فى اكتوبر عقوبات اقتصادية واسعة على السودان .
وأوضحت جيهان ان قوات الدعم السريع تتواطأ مع المتاجرين بالبشر والمهربين بدلاً من ان تحقق معهم ، كما كشفت هيومن رايتس ووتش وحكومة الولايات المتحدة الامريكية . وعلاوة على ذلك ، فان العنف الذى يزهو به حميدتى يحرض على انتهاكات أخرى . ويخلط موظفو انفاذ القانون والمسؤولون القضائيون فى السودان , بما يؤدى الى ملاحقة جنائية لضحايا الاتجار . وفى عام 2017 كانت هذه احدى المشاكل التى ابقت السودان فى الدرجة الثالثة – وهى ادنى تصنيف فى التقييم السنوى الذى تجريه الحكومة الامريكية لمكافحة الاتجار بالبشر .
ويتعرض المهاجرون فى السودان لمجموعة من الانتهاكات ، تشمل الاغتصاب والاعتقال والسجن . ويمكن القبض عليهم فى أى وقت , وسجنهم وتعذيبهم وترحيلهم دون مراعاة الاصول القانونية ودون شفافية . كما يواجهون الابتزاز وغيره من اشكال الاستغلال .
وأضافت جيهان (عندما كنت فى الخرطوم اكتوبر ، اخبرتنى بائعة شاى اريترية ان اثنين من رجال الشرطة اغتصوبها فى يونيو وهددوها بالترحيل اذا ابلغت عن القضية) . وأضافت (يبدو ان العنف الجنسى ، ضد عاملات المنازل ، وكثير منهن يتم الاتجار بهن ، صار شائعا الى حد مقلق).
وأضافت ان الحصول على وضعية اللاجئ لا يحمى من انتهاكات جهاز الأمن السودانى . (اخبرنى اثيوبى فى الستينات من عمره يحمل بطاقة لاجئ عن تجربته المروعة احدى ليالى اغسطس ، عندما اقتاده ثلاثة من عناصر الأمن من منزله بالخرطوم ، واجبروه على ركوب سيارة واعتقلوه لمدة تسعة ايام فى مبنى غير معروف حيث استجوبوه بشأن صلاته بمجموعة من الارومو فى اثيوبيا . وقال انه يشعر بان الحكومة الاثيوبية طلبت من السودان ترحيله رغم انه يعيش فى الخرطوم منذ أكثر من ثلاثين عاماً ).
واضافت ان النظام السودانى يقوم بانتظام بترحيل اللاجئين فى انتهاك للحظر الدولى والافريقى للاعادة القسرية – أى ابعاد اللاجئين الى بلدان يواجهون فيها الاضطهاد . فى اغسطس سبتمبر رحل النظام السودانى مئات الاريتريين ، بينهم 30 طفلاً ، بسبب مخالفة مزعومة لقانون الهجرة ، وهو ما انتقدته المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة باعتباره اخلالا بالتزامات السودان الدولية . وفى عام 2016 رحل النظام السودانى أكثر من 300 مهاجر ، معظمهم من الاريتريين ، من بينهم (6) لاجئين مسجلين اعيدوا الى اريتريا حيث واجهوا الانتهاكات . ومن المرجح ان تكون عمليات الترحيل هذه أكثر تواترا مما تشير اليه وسائل الاعلام .
وأضافت جيهان هنرى اذا كان الاتحاد الاوروبى يرغب فى دعم اهداف (عملية الخرطوم) فانه يحتاج الى الانخراط فى المهمة الصعبة المتمثلة فى الضغط على الحكومة السودانية لتحسين احترامها لحقوق الانسان ، ليس فقط للاجئين وانما ايضاً على النطاق الاوسع . ولا يكفى التنصل من الدعم المقدم لقوات الدعم السريع وانما ينبغى على الاتحاد الاوروبى تحسين المعلومات والخدمات القانوينة واعتماد منظومة واضحة من معايير حقوق الانسان تجاه السودان ، وان يعلن انتقاداته بقوة تجاه الانتهاكات المحددة والانماط التى تؤثر على الجميع فى السودان .* نشر المقال في نوفمبر الماضي.
(نص المقال أدناه):

https://euobserver.com/opinion/139980

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى