مقالات

تعقد مؤتمرها في أديس : المعارضة الإريترية في مهب التحولات .. عبدالمنعم أبو إدريس

18-Feb-2007

المركز

جريدة الصحافة :18/2/2007م
منذ يوم 14 فبراير الحالي يعقد التحالف الارتري المعارض مؤتمره العام في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا والمؤتمر يأتي بعد عامين من تأسيس التحالف في الخرطوم عام 2005 ويضم ثلاثة عشر تنظيما مختلفا تتراوح ما بين الاسلامي المتشدد والعلماني.

ومع الانتقال من المجال الحيوي والتاريخي للحركة الارترية في السودان يواجه التحالف تحديات تفعيل عمله فحتى الآن رغم ان اول معارضة للحكومة الارترية اعلنت عن نفسها عام 1996 إلا ان دورها خافت ولم تؤثر على الداخل الارتري كما انها حتى لم تتفق على برنامج سياسي موحد لتباعد الرؤى بين قطبيها (الاسلاميون والعلمانيون). ومن التحديات التى تنتظر مؤتمر اديس اجازة النظام السياسي وابتدار برنامج عمل حقيقي فقد قال لي احد اقطابها طالبا حجب اسمه بان اثيوبيا لم تعد تحتمل الدور الساكن للمعارضة فهي تريد منها عملا حتى تستطيع استخدامها كواحد من كروت ضغطها في معركتها مع الحكومة الارترية. كما ان المعارضة تواجه واقع تقليص نشاطها في السودان ففي نوفمبر 2006 تم ايقاف بث اذاعتها صوت الشرق والتى كانت تبث من منطقة خشم القربة في ولاية كسلا تم ذلك على اثر التحسن في العلاقات بين الحكومتين السودانية والارترية ونجاح ارتريا في طي ملف تمرد جبهة الشرق ،ورغم ان رئيس المكتب التنفيذي للتحالف حسين خليفة قال في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر إننا نتفهم ظروف السودان التى ادت للتحول في نشاطنا .والنقطة الثانية ان المعارضة تعقد مؤتمرها في اديس التى هي للتو خارجة من نجاحها الدبلوماسي والعسكري في الصومال وانعكاس ذلك على علاقاتها بالمحاور الدولية وما قامت به من خدمة للولايات المتحدة الامريكية في القضاء على ما تسميه بؤر الارهاب ،وتجلى اهتمامها بالمؤتمر ان اوكلت ضيافة شرفه لحبور فير كيدان سكرتير تجمع صنعاء والذي كان في وقت سابق اتخذ قرار دعم المعارضة الارترية في وقت كانت علاقات البلدان الثلاثة المكونة للحلف سيئة مع ارتريا ولكن السودان واليمن تحسنت علاقاتهم مع اسمرا وما عادتا معنيتين بدعم معارضة لحكومة اسياس ولكن اثيوبيا تريد الابقاء على رمزية حلف صنعاء رغم جنسية فيركيدان الاثيوبية جاء اغلب اقطاب المعارضة الارترية من السودان وهي قيادات تاريخية مرتبطة بحركة التحرير الارتري والبقية جاءت من اوربا اضافة للموجدين في اثيوبيا .سألت الدكتور الامين عبدالرازق المختص في شؤون القرن الافريقي عبر الهاتف امس عن هل يمكن لاثيوبيا ان تستخدم المعارضة الارترية للضغط على حكومة اسياس فقال إن المعارضة الارترية الآن ضعيفة للغايةوهي مجموعة من القيادات التاريخية وحتى الاسلاميين فيها يعانون من انقسامات منذ عام 1992 وبحديث عبدالرازق هذا فالاسلاميون الارتريون منقسمون قبل اعلان استقلال ارتريا في عام 1993 والامين يعدد نقطة اخرى تؤدي لضعف المعارضة الارترية وهي انها فقدت خلفيتها الاستراتيجية في السودان الذي ظل منذ ايام الثورة المسلحة يمثل الخلفية الاستراتيجية لارتريا بسبب ان الاراضي الارترية المتاخمة للسودان عبارة عن سهول مقابل مرتفعات شاهقة في حدود ارتريا مع اثيوبيا كما ان السهول المجاورة للسودان يسكنها المسلمون وهم رصيد طبيعي للمعارضة في حين يسكن على حدود مع اثيوبيا مسيحيون مرتبطون ثقافيا وتاريخيا مع اثيوبيا .في ظل هذا الوضع ماذا تريد اثيوبيا بالمعارضة الارترية؟ الامين عبدالرازق يرجح ان اثيوبيا تريد استخدام المعارضة الارترية في تسوية مع حكومة افورقي خاصة وان ارتريا لديها كروت متمثلة في المعارضة الاثيوبية عبر جبهتي الارومو و الاوغادين. والامر الآخر المواجه للمعارضة الارترية هو خلافاتها حول البرنامج السياسي فقد قال لي احد القريبين منها ان اللجنة التحضيرية للمؤتمر عندما كانت تعد المسودة للمؤتمر، اصر الاسلاميون في حركة الاصلاح على تضمين الشريعة الاسلامية والامر الذي عارضه غير المسلمين كما ان طرح القضية مثل احراجا للمسلمين من خارج التنظيمات الاسلامية عندما اصر مندوب الاصلاح على التصويت على البند الخاص بالشريعة والامين عبدالرازق يرى ان طرح الشريعة الآن غير مناسب في ظل حالة الضعف البائن للمعارضة الارترية ويضيف ان اقوى تنظيم موجود الآن في الساحة الارترية هو الجبهة الشعبية وقد ظل اسياس افورقي منذعام 1971 يرسخ الى ان الساحة لاتحتمل الا تنظيماً واحداً وحتى بعض رموز المعارضة يعترفون بان الجبهة الشعبية هي الاقوى في الساحة ويعتقد الامين بان القوى العظمى التى لديها مصالح في المنطقة تتعامل مع اثيوبيا وارتريا بتركيبتهما الراهنة .

نص التقرير من جريدة الصحافة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى