جرائم عِصابة إسياس في حق الاطفال **
14-Aug-2014
عدوليس نقلا عن إذاعة المنتدى
إن كان واقع الظلم وإنتهاك الحقوق وصمة عار لازمت نظام الطاغية أفورقي طوال سنوات حكمه العِجاف ، الا ان إلحاق سوط الظلم والانتهاكات بالاجيال الناشئة، يعد من الأفعال المشينة التي تستوجب التصدي لها بقوة ومسؤولية وبلا ادنى تهاون. ويذكر أن اذاعة صوت المنتدى وتماشياً مع خطها المبدئي، كانت قد اطلقت منذ بدايات بثها حملة لوقف التجنيد الجبري للشباب وتسخيرهم للعمل بدون مقابل، الآن وفي ذات الإتجاه الرامي لحفظ الحقوق لمختلف الفئات العمرية، تطلق حملة اخرى لرفع الظلم والانتهاك لحقوق الاطفال والقُصّر، ونعني بالأطفال هنا إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة وفق التصنيف المتعارف عليه عالمياً. تجاوزات نظام اسمرا لحقوق الطفل كثيرة ومتعددة وانتهاكاته سافرة ومخزية، فهي تبدأ من انتهاك حقوق الوالدين او الأوصياء وتنتهي بالتسبب المباشر وغير المباشر في فقدان الاطفال لحياتهم، وبين الاثنين توجد العديد من الانتهاكات. فلا يستطيع الطفل الاكبر من خمسة اعوام ان يسافر خارج البلاد مع احد ابويه او كلاهما إلا بعد وضع ضمانات باهظة وكفالات تضمن إرجاعه أو التنازل عن قيمة الضمان، وبذا تقوم الحكومة بفصل الطفل عن والديه على كره منهما. وعند وصول الطفل لسن
الدراسة يعاني الأمرين للحصول على مقعد دراسي، وتصادف العملية التعليمة مشكلات عدة مثل شح المعلمين وقلة المواد المدرسية والوسائط التعليمية، وضعف المنهج التعليمي وغياب البعد التربوي في مجمل المنهج المتبع في ارتريا. بالاضافة إلى التجاهل التام لضرورة اتاحة مجالات الترفيه والالعاب التي تفتح وتوسع آفاق الاطفال وتُحفِز الذهن وتحقق التوازن النفسي ، فلا يوجد في عموم ارتريا منتزه خاص بالاطفال او حديقة للحيوان او مسرح يقدم المواد المعنية بالاطفال. ولغياب الاهتمام والرعاية بالاسرة بحيث تتمكن من القيام بكامل مسؤولياتها داخل المجتمع، اصبحت المدن الكبيرة مرتع للاطفال المتسولين، وتحوّل التسول الى مهنة لمن هم في سن الدراسة. كل ذلك والحكومة لا تحرك ساكناً. ليس لعدم القدرة فقط، بل لانعدام الرغبة في تقديم اي خدمة للمجتمع . وهي الحكومة التي بسبب هواجسها اغلقت في منتصف التسعينيات ( دار رعاية الاطفال فاقدي الابويين ) في أسمرا، بحجة ان نزلاءه الاطفال قاموا باعتصام لتحسين اوضاعهم المعيشية، الشئ الذي اعتبرته حكومة اسياس بذرة تمرد يجب وئدها في المهد ! . وهكذا اخفقت في حماية حقوق الأطفال ومساعدتهم في تلبية احتياجاتهم الأساسية وتوسيع الفرص المتاحة لهم لبلوغ الحد الأقصى من طاقاتهم وقدراتهم. اشد حالات إنتهاك حقوق الاطفال والنشء إيلاماً تلك التي تمارس في معسكر ساوا بحجة مركزة السنة النهائية للمرحلة الثانوية، ثم التجنيد الإلزامي وما بينهما من مخاطر جمة، وتلك التي تمارس في ما تسمى بـ ( إصلاحية قيح كوكن ) التي لا تمت بأي صلة لادارة السجون والاصلاح ، رغم الادعاءات وواقع الاعتداءات بإسم الاصلاح والتعليم للصغار من فاقدي الابوين و اطفال الشوارع . لكن الواقع انه سجن يضم المذكورين دون اية رعاية أو إصلاح، ويُرحل اليه أيضا الطلاب المخالفين من ثانوية ساوا، وصغار السن من المتورطين في محاولات للخروج من البلاد. حيث يتعرضون للضرب والحرمان من الأكل والشرب والنوم وعقوبات اخرى تعذيبية، هذا غير الاعتداءات الجنسية والتحرشات الدائمة من قبل مسؤولي ( قيح كوكن) التي كانت في السابق مدرسة صناعية تقع غرب نقفة بمسافة 10 كليو مترات تسمى ( طبرا). تفشت بين النزلاء الصغار امراض فقر الدم والنزلات المعوية والروماتيزم والامراض الجلدية والتناسلية، وعلل الصدر و العيون، وغيرها من الامراض الوبائية المعدية بسبب عدم مطابقة المحتجز للشروط الصحية ولتكدس مئات الاطفال في مساحة ضيقة جدا ، ويفتقرون الى ابسط الإحتياجات الخاصة بضمان النظافة الشخصية وصحة البيئة . هنالك مقبرة خاصة بمعتقل ( قيح كوكن) يرقد فيها زهاء الاربعين طفل برئ، توفوا جراء التعذيب، واُجبر زملاؤهم على دفنهم، دون الرجوع لذويهم، وغالبا ما يُسجلوا في قائمة المفقودين !. الأمر الذي يدعوا للحيرة فعلاً ، هو انه ومنذ الشهر الماضي رُفِعت الوحدات العسكرية التي كانت تُدير السجن، وكانت تتبع لقيادة حرس الحدود ، تحت ادارة مباشرة من العقيد / برخت كرنفوت، الذي طلب من مدير مديرية نقفة / محمد شُكر ، ان يتولى ادارة السجن في طبرا ، ورفض مدير المديرية تحمل تلك المسؤولية ، لكن مؤقتا اُرسلت وحدات من الجيش الإحتياطي المحلي لحراسة الاصلاحية او المعتقل، الذي تسرب منه اعداد من النزلاء استطاعوا الاتصال بذويهم، ويبقى الحال كما هو بالنسبة للبقية، مع تملص كامل من المسؤولية القانونية والأخلاقية من قبل الحكومة التي لن تفشل في إيجاد شماعة تعلق عليها سوءاتها. هكذا حال ( قيح كوكن) بعد إنسحاب جنود الفرقة 61 او سحبهم عن عمد جراء الصراعات الاخيرة بين قائد هيئة الاركان فلبوس والجنرال / تخلي منجوس القائد السابق لقوات حرس الحدود ، اما الاوضاع التي يعيشها طلاب الدفعة السادسة والعشرون من الخدمة الالزامية والمتواجد منهم ما يقارب الـ 14 ألف طالب وطالبة في منطقة أيداب الواقعة شمال افعبت بنحو (10) كيلومترات ، وتقوم بحراستهم أيضاً وحدات من الفرقة 61 سيئة السمعة ، فعدد من هؤلاء الطلاب جرفتهم السيول ، وآخرين فتكت بهم الأمراض الوبائية ، وبعضهم وصل الى حالة من الجنون ، والبعض فقد القدرة على المشي او اصيب بارتعاش مجهول السبب ، وكلهم يعانون من ضغوط نفسية شديدة وقاتلة، ولا يعرفون المصير الذي ينتظرهم . الدفعة التي تلتهم فقدت 300 طالب فارقوا الحياة بمختلف الاسباب، والدفعة التي لم تبدأ التدريب بعد توفى منها 15 طالب ومعلمان في حادث حركة وهم يساقونإلى معسكر ساوا. ….. وللحديث بقية في هذا الشأن** نقلا عن إذاعة المنتدى .