تناقش قضايا الأمن والإقتصاد والتحديات الإقليمية التي تواجه دولها.. قمة تجمع صنعاء تبدأ اليوم أعمال دورتها الرابعة في عدن

29-Dec-2005

وكالات

الصحوة نت – خاص: عبد السلام محمد من المقرر أن تبدأ الدورة الرابعة لتجمع صنعاء أعمالها اليوم الأربعاء في مدينة عدن وسط ترقب لما ينتج عنه القمة .وفي حين اعترف الدكتور أبو بكر القربي وزير الخارجية اليمني في تصريحات صحفية بان الظروف والتطورات حدت من نشاط التجمع خلال العام 2005م

إلا أن تصريحات رسمية لقادة اليمن وأثيوبيا والسودان والصومال تقول أنهم يأملون لأن يكون العام القادم نقلة كبيرة في التعاون بين دول التجمع في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية .وقال الدكتور جلال فقيرة أستاذ العلوم السياسية : تجمع صنعاء بالنسبة لليمن يمثل دلالات كبيرة من خلال التعاون في المجالات المنية والإقتصادية والسياسية.وأكد الدكتور فقيرة لـ( الصحوة نت ) أن الموضوع الأمني هو القاسم المشترك بين الدول الأعضاء، وأضاف: هناك مخاطر إقليمية تهدد دول تجمع صنعاء ، ويعتقد فقيرة أن القمة الرابعة التي تنعقد في عدن اليوم تأتي من أجل خلق صيغة إقليمية يكون الأمن في مقدمتها .وعن ظروف دول الأعضاء التي حدت من نشاط التجمع قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء أن على اللجان المشتركة أن تنشط أكثر, وأنه من الضرورة أن يكون هناك تعريفا واضحا للإلتزامات الأمنية .وحول عدم انضمام إرتريا للتجمع قال : من المعلوم أن أرتريا لديها صراعات مع الدول الأعضاء, مؤكدا أن صيغة وثيقة تجمع صنعاء تحاول أن تكون مقبولة ومنفتحة على جميع دول المنطقة.وأشار إلى أن هناك مشاريع للتقريب بين وجهات النظر بين الدول الأعضاء وإرتريا.هذا ومن المقرر أن يصدر بيان ختامي عن القمة غدا الخميس يتناول مجمل القضايا التي وقفت أمامها القمة ، ومن بينها مجموعة إتفاقيات كالسوق المشتركة , ومشروع إنشاء منطقة التجارة الحرة بين الدول وإنشاء شركة قابضة مشتركة في مجال الأمن الغذائي، ومنع الازدواج الضريبي في الدول الأعضاء، واتفاقية إنشاء مناطق صناعية.كما سيتم بحث الخطوات العملية للاستقرار الإقليمي لدول القرن الأفريقي وجنوب البحر الأحمر بما في ذلك توسيع عضوية التجمع والوقوف على ما تم تنفيذه من اتفاقيات قمة الخرطوم.كما تستمع قمة عدن إلى تقرير يقدمه الرئيس عمر حسن البشير رئيس جمهورية السودان رئيس الدورة الحالية حول تقييم أداء التجمع خلال السنة الماضية، كما سيناقش تقارير أعدتها اللجان الاقتصادية والأمنية والسياسية حول أوضاع وفرص التعاون المشترك, وتستعرض مسيرة السلام في السودان والتطورات الايجابية الاخيرة في ملف دارفور والنجاحات التي تحققت في هذا الجانب، بالاضافة الى تدارس الاوضاع في الصومال وإسهام دول التجمع في إعادة الأمن والاستقرار إليه وبناء مؤسسات الدولة.ويشارك الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والرئيس السوداني عمر حسن البشير ورئيس الوزراء الأثيوبي ميليس زيناوي و رئيس جمهورية الصومال عبدالله يوسف أحمد في القمة.وبدأت مسيرة تجمع صنعاء بقمة ثلاثية بين اليمن وأثيوبيا والسودان في أكتوبر 2002 بالعاصمة اليمنية صنعاء, وولدت في ذلك الوقت مسودة تجمع صنعاء.وعقدت القمة الثانية في ديسمبر 2003م بأديس بابا, وناقش قادة الدول الثلاث معاهدة تأسيس تجمع صنعاء, وانتقلت رئاسة التجمع من اليمن إلى إثيوبيا.ورفض قادة الدول الثلاث الحديث حول أن تجمع صنعاء موجها ضد أي دولة أو مجموعة, مؤكدين أنه يهدف إلى توطيد العلاقات بين الدول الأعضاء ,و تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية, وتعزيز السلام والأمن في منطقة القرن الأفريقي. وتعهدوا بتعزيز مكافحة ما يسمى الإرهاب , وتبادل المعلومات الاستخباراتية بين الدول الثلاث لتعقب المشتبه في تورطهم بأنشطة إرهابية.وينص الميثاق على اتفاق أعضاء تجمع صنعاء على تدعيم التبادل التجاري والثقافي.كما تعهدت الدول الثلاث بالعمل على تحقيق السلام والاستقرار والأمن بمنطقتهم.وفي نهاية 2004م عقدت قمة دول تجمع صنعاء بالخرطوم , وطرح الرئيس اليمني علي عبد الله صالح آنذاك مبادرة لإنهاء الصراعات في القرن الأفريقي.ودعا الرئيس صالح كلا من الصومال وجيبوتي وإريتريا إلى الانضمام لـ”تجمع صنعاء” معتبرا أن هذا الانضمام” سيكون مفيدا للجميع وسيتيح تحقيق الأمن والاستقرار, وطالب بإعتماد الحوار كوسيلة لحل الخلافات بين هذه الدول.وأعلن البشير وزيناوي خلال المؤتمر وقف الحملات الإعلامية العدائية “كخطوة أولى تمهد لحل المشاكل” مشددين على سيادة روح التفاهم خلال هذه الفترة بين العواصم.ووافقت القمة آنذاك على أربع اتفاقيات اقتصادية تتضمن إنشاء مجلس للغرف التجارية ومجلس تعاون لرجال الأعمال بالإضافة إلى مذكرة تفاهم حول التجارة الخارجية ومذكرة خاصة بمكافحة التهريب ومذكرة تفاهم حول التنقل يبين دول التجمع.و ركزت القمة بشكل رئيسي على بحث مبادرة يمنية تعنى بتحقيق الأمن والاستقرار في جنوب البحر الأحمر والقرن الأفريقي، وعلى حل الخلافات العالقة بين إريتريا وكل من السودان وإثيوبيا بطرق ودية وسلمية. وفي القمة أعلن قبول الصومال للإنضمام إلى تجمع صنعاء, وركز المشاركون على الملف الصومالي وسبل دعم القيادة الصومالية الجديدة وتحقيق الاستقرار السياسي والأمني في الصومال باعتباره ركيزة مهمة للاستقرار في المنطقة.وكانت إريتريا قالت أن تجمع صنعاء يستهدفها إلا أن الدول الأعضاء نفت ذلك, مع توجيهها انتقادات شديدة لأسمرة حيث اتهم الزعماء إريتريا بزعزعة الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.وتربط دول تجمع صنعاء بعلاقات متوترة مع الجارة أرتريا حيث نشب نزاعا مسلحا بين اليمن وإريتريا بشأن أرخبيل حنيش الإستراتيجي على البحر الأحمر في عام 1995 وحسمت محكمة لاهاي الخلاف لصالح صنعاء.كما خاضت كل من إريتريا وإثيوبيا حربا بينهما في الفترة من عام 1998 إلى 2000 بعدها توصل الطرفان إلى اتفاق سلام ووافقت أديس أبابا على قرار لجنة مستقلة لترسيم الحدود بين البلدين في عام 2002, وعاد التوتر بين الدولتين إلى الواجهة هذا العام ووصل إلى حد المواجهات المسلحة وإعلان الحرب بين الطرفين. أما العلاقة بين الخرطوم وأسمرا فليست جيدة حيث يتهم كل طرف الآخر بتشجيع جماعات معارضة له في الوقت الذي تتهم الخرطوم أسمرا بأنها تدعم التمرد في إقليم دارفور. وتستجد أزمة أمنية وإتهامات متبادلة بين السودان وجارتها تشاد.