مقالات

الشيخ عثمان دقليل عالم جليل فقدته الساحة الدعوية : أ.هارون آدم علي

5-Nov-2013

عدوليس

فجعت الساحة الدعوية في ارتريا وشرق السودان يوم السبت 2نوفمبر الجارى الموافق 28ذو الحجة 1434ه بوفاة احد علماء الدعوة الاجلاء وفقيه من فقهاء المالكية في ارتريا وشرق السودان

ألا وهو الداعية الشيخ عثمان الخليفة دقليل عندل امام وخطيب مسجد الترعة وسط سابقا ومؤسس مجمع بن ابى زيد القيروانى لتحفيظ القرءان الكريم بالختمية وهو من اعيان ووجهاء قبيلة الباريا في ارتريا والسودان بالإضافة الى كونه داعية ومرشدا عرفته ساحات الدعوة والإرشاد والإفتاء في المنطقة منذ الستينات من القرن الماضى.
والشيخ عثمان دقليل من مواليد عام 1939م تقريبا ودرس القران الكريم في صباه في خلاوي القدين الشهيرة بشرق السودان كما درس فترة يسيرة بخلاوى ام ضوابان بشرق النيل ثم شد رحاله الى غرب شندي ليتم حفظه للقران الكريم بروايتي حفص وأبي عمرو الدوري بخلاوي اولاد جابر بالجوير وكان عالما بالرسم والرجز وكان متفردا في حفظه مع جمال الخط حيث كتب بخط يده سبعة مصاحف وعمل بعد ذالك في مسجد السيد الحسن بالمنطقة الصناعية بكسلا وخلال هذه الفترة عكف الشيخ عثمان على الدراسة الذاتية للعلوم الشر عية من فقه وتفسير وحديث ولغة حتى اصبح من العلماء المشهود لهم بالدعوة والإرشاد والإفتاء فتم تعيينه من قبل الشؤون الدينية اماما وخطيبا لمسجد الترعة وسط عام 1964م حيث اسس خلوته المعروفة بحي الترعة والتي تخرج منها عدد كبير من حفاظ القرءان الكريم من داخل السودان وخارجه من دول الجوار كإرتريا وأثيوبيا وتشاد وعندما تقاعد الشيخ عثمان دقليل للمعاش من امامة المسجد عام 2003م تنازل عن مخصص معاشه الشهرى لمؤذن المسجد تبرعا منه وأسس في عام 2010 م مجمع بن ابى زيد القيروانى لتحفيظ القرءان بالختمية ملحقاً به مسجدا للصلاة ومركزا لتحفيظ النساء كل ذالك بجهده الذاتى ونفقته الخاصة مع بعض الخيرين المتعاونين مع الشيخ خاصة في المواسم كرمضان والأضحى ثم تفرغ الشيخ للدعوة كليا بعد فترة المعاش عن طريق الجولات الارشادية في مناطق الريف ومعسكرات اللاجئين وداخل ارتريا حيث اعتاد ان يقوم الشيخ بجولات دعوية كل عام لإرشاد الناس هناك وكانت عودته من اخر رحلة دعوية الى ارتريا قبل اسابيع من وفاته. وقد اشتهر الشيخ عثمان دقليل بالحكمة في اسلوب دعوته اذ كان كثيرا ما يقول لطلابه ان كل الدعاة والوعاظ ينهلون من نبع واحد هو الكتاب والسنة ولكن الخلاف والخلل في الدعاة انفسهم فبعض الدعاة يشعرونك في حديثهم كأنك تشرب منه عسلا مصفى وبعضهم كأنهم يوخزونك بابر اواشواك حادة بحديثهم الذي هو من القرءان والحديث ايضا. ورغم ان الشيخ عثمان من الطريقة الختمية الا انه كان منفتحا على الجميع ومتعاونا معهم شعاره( نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه) ولذا كان محبوبا بين شباب الاخوان والسلفيين والتبليغيين والصوفيين على السواء كما كان يتمتع رحمه الله بعلاقات واسعة وتواصل مع قيادات ورموز العمل الاسلامي في السودان وارتريا وخير دليل على ذلك الاعداد الكبيرة والجموع الغفيرة التي شهدت دفنه في مقابر الحسن والحسين في موكب مهيب حضرته حكومة ولاية كسلا على رأسهم الوالى الاستاذ محمد يوسف ادم والأستاذ ملاسي اوهاج نائب رئيس المؤتمر الوطنى بالولاية والأستاذ محمد احمد على وزير الشؤون الاجتماعية والثقافية وغيرهم من المسؤولين واعيان المجتمع في كسلا. ومما يجدر ذكره ان الشيخ عثمان ر حمه الله خلف عددا من البنين والبنات سبعة من ابنائه يحفظ كتاب الله بفضل الله ثم بجهد الشيخ الجبار في خدمة القراءن وعلومه ألا رحم الله الشيخ واسكنه فسيح جناته ويبارك له في ذريته من بعده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى