مقالات

الشيخ/ محمد إسماعيل عبده الرجل …. والقضية :محمد عثمان محمد نور

6-Oct-2008

المركز

قال تعالي: (ولنبلونكُم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ،الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون،أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المفلحون )، سورة البقر الآيات(155-157).توفي الشيخ/ محمد إسماعيل عبده (أبو نوال) رئيس مجلس شوري الحزب الإسلامي الإرتري للعدالة والتنمية في صبيحة 2 / شوال 1429م ،الموافق 1/ أكتوبر 2008م علي عمر تجاوز السبعون عاما ، ولد الشيخ في مدينة صنعفي في بيت عرف بالدين والعلم ،ولذا وجد اهتماما وتشجيعا نحو العلم من الأسرة إضافة إلي همته ورغبته الذاتية.

إذ بدأ مراحل تعلميه الأولية والوسطي في إرتريا ،ثم هاجر إلي جمهورية مصر العربية طلبا للعلم ،حيث درس الثانوية وما فوق الثانوية وتخرج من دبلوم تجارة .أثناء فترة دراسته في مصر التحق بحركة الأخوان المسلمين وعمل في صفوفها منذ عام 1954م ، حيث كان من قبل من شباب حزب الرابطة الإسلامية الإرترية الذي تأسس منذ أربعينات القرن الماضي ،وبعد تخرجه وعودته إلي إرتريا عمل في حقل التعليم معلما ومربيا للأجيال بمدرسة الجالية العربية في أسمرا حتي عام 1964م ،إذ خرج حينها من أسمرا متخفيا والتحق بجبهة التحرير الإرترية في الميدان ،بعد أن علم أنه مطلوب القبض عليه لناشطه السياسي واتهامه بالانتماء لجبهة التحرير الإرترية.والجدير بالذكر أنه كان عضوا عاملا في حركة تحرير ارتريا التي سبقت قيام جبهة التحرير الإرترية، ثم التحق بجبهة التحرير الإرترية منذ تأسيسها في عام 1960م،كما أفاد بذلك رفيق دربه وصديقه الشيخ/ حامد تركي. أسرته الصغيرة : خلف الشيخ ستة من الأولاد ،ابن واحد وخمس بنات وهم بالترتيب – د/ نوال (أم مازن) طب كسلا ،د/ مواهب طب شندي، زينب – اقتصاد الخرطوم، هناء – آداب الخرطوم ،عبد الرحمن –تجارة جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، هدي– اقتصاد الخرطوم، وكل أولاده أكملوا تعليمهم الجامعي ماعدا هذي أصغرهم في السنة الثانية، مضي الشيخ إلي الأجل المحتوم (كل نفس ذائقة الموت) وأفضي إلي ماقدم وترك لنا علي المستوي الخاص ذرية نجباء صالحين وزوجة عصامية صابرة محتسبة كانت له خير معين علي طريق الدعوة والجهاد ،وخير معلم ومربي لأولادها.المواقع التي عمل بها : كلف الشيخ محمد إسماعيل بالعديد من المهام والمسئوليات التي هو أهل لها، دون أن يسعي إليها أو يتطلع نذكر من أبرزها :1/ عضو القيادة الثورية في عام 1965م 2/عضو المجلس الثوري في عام 1975م ،كما عمل في تلك الفترة رئيسا لمحكمة الاستئناف التابعة للجبهة التحرير الإرترية إلي حين اعتقاله في نهاية السبعينات من قبل الجبهة .3/ رئيس منظمة الرواد المسلمين الإرترية من 1981-1988م. 4/ أمين العلاقات الخارجية لحركة الجهاد الإسلامي الإرتري من 1989-1994م. 5/ نائب أمير حركة الجهاد الإسلامي الإرتري (عرفة )1994-1998م. 6/ رئيس مجلس شوري حركة الخلاص الإسلامي الإرتري 1998-2004م. 7/ رئيس مجلس شوري الحزب الإسلامي الإرتري للعدالة والتنمية 2004-2008م قطوف من خصاله ومناقبه :خصال الشيخ محمد إسماعيل ومناقبه عظيمة جليلة تتبعها ورصدها يحتاج إلي دراية وطول صبر ولذلك نحن نذكر بعضا من ذلك علي سبيل المثال لا الحصر.•كان الشيخ/ محمد إسماعيل رجلا موفقا جمع الله له بين السياسة والدعوة والإدارة والتربية والتعليم ،والقضاء.•كان يتمتع بعلاقات واسعة علي المستوي الارتري (الوطني والإسلامي) وأيضا علي مستوي الأشقاء والأصدقاء أفرادا وأحزابا وجماعات، ويحظي باحترام وتقدير من الجميع .•كان من دعاة الوحدة علي كل المستويات الإسلامية والوطنية ،ورجل الوسط الذي كل يخطب وده. •كان هميماً يتدفق حيوية ونشاطاً ،محبا للدقة والنظام، صاحب ذهن صافي وذاكرة حية متقدة ،سجل لنا بعضا مما كانت تحويه ذاكرته في حلقات متسلسلة بلغت في مجملها (17) حلقة ، تحت عنوان: الثورة الإرترية و حصاد ثلاثون عاما، صدرت تباعا في نشرة الرباط لسان حال الحزب الإسلامي الإرتري للعدالة والتنمية حاليا،نأمل أن تري النور في إصدارة جامعة تخلد اسمه وذكراه ويستفاد منها الأجيال .•كان من القلائل المخضرمين الذين عاصروا كل مراحل الثورة الإرترية وتطوراتها صعودا وهبوطا ثورة ودولة ،وهو يتمتع بوعي سياسي ونضج فكري وثقافي، كان طيب المعشَر لين الجانب يألف ويؤلف ،يحبه كل من عمل معه أوتعرف عليه .•كان عابدا ورعا زاهدا ساجدا باكيا متضرعا، أبو نوال رجل تبكيه السماء والأرض ولكن مانقول إلي مايرضي الرب أنها سنة الحياة (كل من عليها فان ).•نعاه الشيخ خليل محمد عامر الأمين العام للحزب الإسلامي الإرتري للعدالة والتنمية في أمسية اليوم الثاني من وفاته 2/ أكتوبر في ختام العزاء بكلمات مختارة فقال فيه:•الشيخ أبو نوال– لم يشغل وقته إلا بالدعوة والجهاد. •كلنا غرس أبو نوال. •هو الأب الودود الحنون. •نحن فقدناه في أحلك الظروف. •رحل أبو نوال من دنيانا الفانية ولم يترك شيئا يورث لاداراً ولا مالا. •عمر طويل وعطاء جزيل واستقامة في الدين والخلق ،إنها لعيشة هنية في رحاب الدعوة والجهاد ،وميتة سوية مشفوعة بحسن ختام بعد صيام وقيام ،هذا ظننا وتقديرنا والله يتولي السرائر .اللهم تقبله عندك مع الصديقين والشهداء والصالحينوحسبنا الله ونعم الوكيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى