مقالات

رب شائعة … ضارة … نافعة : حنان مران

4-May-2012

المركز

على مدى عام كامل كنت أخاطب فيه المعارضة وفق رؤيتى لتمثيلها لرفضنا لما يحدث فى بلادنا، إعتدت على ردود أفعال القراء المتعصبين أو حتى الوسطيين الذين ما انفكوا يرموننى بهلامية الرؤية والطفولة السياسية والحبو النضالى وأحيانا الإنبطاح السياسي ليس من صغر سن فحسب بل من تتبع لتاريخى النضالى الذى كانت محصلته صفرا نظرا لأن الجبهات والنضالات إنتهت قبل أن أبلغ سن الرشد ، وسبب آخر هو أم المصائب ،

وهو التاء المربوطة التى تؤنث إمضائى حتى وإن شهد لى إسمى وعمق شخصى على خلونا من هذا التأنيث المتهمة فيه فى السياسة، ثم ما لبث العام وإنصرم، فتركت دكتاتورية المعارضة ” الصماء ” لأخاطب دكتاتورية النظام ” البكماء ” ، فكان باكورة مقالاتى فى هذا الصدد ” إسقاط النظام بالقضاء والقدر” وهو حصيلة ما توصلت إليه بعد التعمق فى فكر المعارضة وأسلوبها المتبع فى مقارعة النظام بكشف عوراته وعلاته وأمراض حاكمه الشخصية معلقة عليها أمل التغيير بالقضاء عليه بقدر الموت ، فما كان من النظام الحاكم فى أسمرا وكأنه يتابع مقالاتى _ وأظنه كذلك_ إلا أن إستلهم الفكرة ولعب بعقول الكثيرين من أبناء الشعب فى الداخل والخارج بإشاعة أن القدر الذى يعلق عليه التغيير قد جاء بغتة وكافىء شعب أراد الحياة الرغدة والتغيير اللذيذ وهو متكىء على حروف الكيبورد وموجها وجهه على ” الفيس ” الذى فطر الثورات الحديثة والربيع العربى ويعلق عليه أمل إنفجار الربيع العجمى، فلعب النظام لعبته على نفس ” الفيس” ونشر شائعاته كالحلم الوردى الذى يأبى سكان ” الفيس” وحوارى المواقع أن يرحل، فما فتىء ” الوطنيين ” الأبرار إلا أن إبتلعوا الطعم ووثقوه وأكدوه من مجاهل و أدغال الإنترنت، وكالعادة صدرت البيانات والخطابات وتأهبت سيوف الشجاعة وزمجرت أسود الإنترنت القابضة على جمر التكنولوجيا وإشرأبت النفوس المضحية بالغالى والنفيس من الشهيق والزفير الذى أتعب وجه ” الفيس” سبعة أيام متتالية من الإنتصارات والمداهمات والمظاهرات ” العارمة ” والمناشدات للجيش بحفظ الأمن وسلامة الوطن ووو الخ، مما لا ينتهى سرده بغثيان ومرارة ، ثم ما لبثنا وإنكشف المستور وظهر الديكتاتور وهو مستغرب ومتعجب لكل هذا الإنزعاج من أجل الإطمئنان على موتة سعادته ، ومباشرة إنقلب وجه ” الفيس ” على ” قفاه” ودمويته التى كانت متوردة من تدفق البسالة والبطولة، تحولت إلى حمرة خجل ، ولات حين مناص.لا أدرى إن كان من حسن الصدف أو سؤها أن تشيع هذه الدعاية بعد أسبوع فقط من نشر مقالتى الثانية مخاطبة فيها رأس النظام فى شخصه ” دخول التاريخ زهوا … ليس كخروجه ” وكأننى به وقد تخفى قليلا ليراقب عن كثب ردة فعل التاريخ وقلوب العباد والبلاد، وإكتشاف الطابور الخامس إن وجدت طوابير، و ” بالمرة “يرد على الظن الذى تحدثت عنه فى المقالة بأن التاريخ يحضر له خروج غير لا ئق ، فى محاولة لإثبات العكس بدليل أن حكومته وخلفائه فى البلاد لم ينبسوا ببنت شفه عند إشاعة موته والكل أظهر تمسكه وولاءه للحاكم حيا وميتا ، ومن ناحية أخرى أثبت للمعارضة فشلها فى تتبع أخباره وإختراق نظامه وإحكامه السيطرة حتى على وسائل الإعلام الخارجية ناهيك عن الداخليه، والدليل أن الخبر إنتشر فى أوساط الإرتريين فقط ولم تتناوله جهات أخرى خارج نطاق الشعب على المستوى الإعلامى ، بينما أذاعت الجزيرة خبر نفى الإشاعة، وهو ما يثبت أن الرئيس يقبض على مقاليد البلاد بقبضه من حديد وكذلك له كلمة مسموعة فى الإعلام الخارجى.الخلاصة مما سبق هو أن طفولتى السياسية ثبت شرعا أنها ناضجة بما يرضى غرورى على الأقل، وأن صحة رؤيتى ” بمب” ، وأن حبوى النضالى يجرى هرولة ،وكفى بالأحداث الفائتة إثباتا لها وردا على كل المشككين فى تناولى للوضع المأساوى لساحتنا السياسية .وكنت قد ختمت مقالتى الأخيرة بجملة أحلامنا الصغيرة هى موضوع مقالتى القادمه ، فحققت الشائعة الكبيرة أحلامنا الأكبر و التى ثبت بالدليل القاطع أن القدر وحده المنوط بتحقيقها، فقط لنحقق أولا شرط أبو القاسم الشابى بأن نكون شعب ثم نريد الحياة.هذه المقالة ليست إلا تبرير موجه من القدر الذى شرح وأثبت وجهة نظرى بإقتدار أمتن له، ودافع وحده عن فكرى ورؤاي وكافئنى على صمتى وتحملى غوغائية البعض الكثير المثير للقلاقل، فى الوقت الذى لا يسعنى سوى شكر وتقدير الجمهور العريض من أصحاء أمتى عقلا وفكرا ومثقفيها الذين يعوون معنى الحرية الفكرية والذين دعمونى من كل حدب وصوب سواء بالتعليقات الإيجابية أسفل المقالات أو على إيميلى الشخصى شكرا لكم جميعا ولآرائكم البناءة.ألقاكم بعد قليل فى مواصلة أطروحاتى مع النظام فى ثالث مقالات العام بإسقاط هذه المقالة.حنان مرانHmaran1@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى