مقالات

شعوب القرن الإفريقي ودوله: أهوال الحرب وآفاق السلام !! بقلم/ الدكتور حسن سلمان

13-Oct-2018

عدوليس ـ نقلا عن صفحة د. حسن سلمان على الفيسبوك

تمر المنطقة العربية منذ سنوات بموجة من موجات التحرر ضد الاستبداد والفساد والتبعية الخارجية وقد دخلت في بعض البلدان في الصراع المسلح الذي حملت عليه حملا من خلال تصلب الأنظمة الاستبدادية والقوى الدولية الرافضة للتغيير وقد قدمت في سبيل حريتها وكرامتها التضحيات الجسام قتلا وسجنا وتشريدا وما كان لهذه التضحيات أن تضيع سدى مهما تصورت أنظمة الثورة المضادة أنها قادرة على إعادة الشعوب إلى القمقم والحظيرة وأنها ستحقق للقوى الإمبريالية العالمية الضبط والسيطرة المحلية التي فرضت على المنطقة منذ الحرب العالمية الثانية من خلال فرض أنظمة وظيفية تملك السلطة وأدواتها القمعية المحلية ولكنها لا تملك التمثيل لشعوبها وبالتالي السيادة الوطنية فهي أنظمة فاقدة للشرعية الدستورية والشعبية وموالية لقوى الاستكبار العالمي.

وبما أن العالم أصبح قرية واحدة من خلال وسائط التواصل المختلفة ويتأثر ببعضه فإن موجة الثورة العربية أعقبتها حالة من الحراك الشعبي المطلبي في أكبر دولة من دول القرن الأفريقي وذات كثافة وتنوع سكاني كبير وهي الدولة الإثيوبية حيث تحركت كبرى القوميات فيها (الأورمو /الأمهرا ) شعورا بالغبن والظلم الواقع عليهم وخاصة التمدد في أراضيهم وانتزاعها من السلطة المركزية وتصاعدت هذه التحركات وتحولت لصورة من صور العنف في بعض المناطق وزادت حالات الاعتقال مما أدى لخلخلة في أطراف التكتل الحاكم في إثيوبيا وكادت السلطة المركزية تفقد السيطرة على الأقاليم ما نتج عنه تحولات كبيرة في القوى الحاكمة والقوميات المتنفذة وإعادة رسم الخارطة السياسية في إثيوبيا والقرن الأفريقي عامة مدعوما من القوى الكبرى وخاصة الولايات المتحدة الامريكية والقوى الإقليمية التابعة لها ومن خلال السطور التالية نتناول أحداث المنطقة وتداعياتها المستقبلية.
أولا : تعريف القرن الأفريقي وأهميته :
القرن الأفريقي الذي يطلق عليه بالإنجليزية Horn of Africa ، هي المنطقة الواقعة على رأس مضيق باب المندب من الساحل الأفريقي ، وهي التي يحدها المحيط الهندي جنوبا، والبحر الأحمر شمالا، وتقوم عليه حاليا: إرتريا، جيبوتي، الصومال، أثيوبيا ، ويضيف فيها بعض الجغرافيين السودان وكينيا بسبب التداخل الحدودي والقبلي.
و الولايات المتحدة الأمريكية منذ عهد الرئيس “بيل كلنتون” وسَّعت حدود القرن الإفريقي – تحت مسمى القرن الإفريقي الكبير- ليشمل عشر دول، تمتد من إريتريا شمالا وحتى تنزانيا جنوبا، ليضم أثيوبيا وإرتريا وكينيا وأوغندا وتنزانيا والصومال والسودان وجيبوتي ورواندا وبورندي , ولحقت بهم دول جنوب السودان عقب انفصالها في 2011م.
وهناك من وسع من نطاق المفهوم ليدخل دولا من خارج الإقليم ، بحيث يتعدى الحدود الإقليمية للمنطقة، ليضم دولا مثل: اليمن والسعودية بحكم القرب الجغرافي والتواصل السكاني والتأثير والتأثر ، وقد قام وزير الدولة الفرنسي للشئون الخارجية حينها “أوليفيه سيترن”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى