مقالات

قرار اممي بتشكيل لجنة تحقيق في انتهاكات حقوق الانسان بإرتريا

29-Jun-2014

عدوليس نقلا عن إذاعة المنتدى

في خطوة انتظرها الناشطون الارتريون وكل ابناء الشعب الارتري طويلاً، اقر مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة والذي يتخذ من مدينة جنيف مقرا له يوم الجمعة الماضي بإلاجماع بتشكيل لجنة تحقيق لانتهاكات حقوق الانسان في ارتريا. ويعتبر هذا القرار تطورا هاما في كيفية تعامل المجتمع الدولي مع ارتريا ولا سيما ملف حقوق الانسان فيها، وانتصارا للعدالة ورصيدا يضاف الى المنظمات الحقوقية الإرترية التي كانت تسعى لإسماع الصوت الارتري، لاسيما ضحايا انتهاكات حقوق الانسان في ارتريا.بينما لا يزال الكثير من مؤيدي النظام لم يفق بعد من وقع الصدمة، غير ان القليل منهم بدأ عبر وسائط التواصل الاجتماعي في ترديد الاسطوانة القديمة والمشروخة، وذلك بوصفهم للقرار بأنه يندرج ضمن القرارات الجائرة التي تستهدف ارتريا. وفي معرض رده على ادعاءات مؤيدي النظام، قال احد الناشطين الارتريين: “ان هذا القرار صدر نتيجة للانتهاكات المستمرة والمنتظمة لحقوق الإنسان من النظام. والخيار لهم اذا ارداوا ان يعيشوا في حالة انكار للواقع المرير الذي يعانيه شعبنا من افعال من يؤيدون”.

واضاف “لا يمكن للمجتمع الدولي أن يستمر في حالة اللا مبالاة بينما الآلاف من الإريتريين يجبرون على الفرار من وطنهم بسبب السياسة القمعية لحكومتهم سواء نتيجة لبرنامج خدمة الزامية غير محدودة الاجل، او نتيجة لغياب ابسط مقومات سيادة القانون، او قمع مريع لم تشهده ارتريا من قبل حتى ابان الاحتلال الاثيوبي، فضلا عن تدهور الظروف المعيشية وترديها الى مستويات مخيفة”. حقا لا يمكن لهذا المجتمع الدولي ان يتجاهل حقيقة أن إرتريا – ذلك البلد الصغير الذي لا يزيد عدد سكانه عن 5 أو 6 ملايين نسمة- أن تكون واحدة من أكبر الدول المنتجة للاجئين في العالم. كما انه ليس من العدل ان يكون المجتمع الدولي غير مبال إلى حقيقة أن عشرات الالاف من السجناء السياسيين وسجناء الرأي يقبعون في سجون مجهولة دون مراعاة لأدني مستويات القواعد والمعايير القانونية أو حتى الزيارات العائلية، وبعضهم امضى أكثر من عقدين من الزمن وقد ذهبت بعض المصادر الى مفارقتهم الحياة في هذه السجون. عدا ذلك، لا يمكن تجاهل حقيقة أن إرتريا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تُمنع فيها منعا باتا وسائل الإعلام المستقلة من ممارسة عملها المهني. ومؤسسات الدولة مشلولة لان الدولة باكملها تدار عبر ملف واحد ووحيد مقره مكتب الرئيس، فضلا عن غياب السلطة القضائية، وميزانية وطنية مجهولة لا يعلمها الا رأس النظام مما ادي الى تفشي مظاهر الفساد بشكل مخيف.من واجب المجتمع الدولي إذن ان يقف مع الشعب الارتري العاجز في محنته وفي تحديه لحكومته المتغطرسة، لانه ببساطة لا يمكنه مشاهدة شعب بأكمله يستنفذ طاقاته في البكاء والنحيب وبلاد تحتضر من وطأة الحكم الجائر.بالطبع يعتبر هذا القرار نقلة نوعية في المواقف الداعمة للشعب الارتري من قبل المجتمع الدولي، خاصة اذا علمنا ان اقراره كان بالاجماع دون ان يواجه بأي اعتراض من اية دولة بالاخص من الدول التي اظهرت تعاطفها مع النظام في بداية مناقشة الملف الارتري. وهو أيضا بمثابة فرصة ذهبية للنظام لاستيعاب ابسط ابجديات العمل الدبلوماسي بأنه لا يمكن الاستمرار في ممارسة كل انواع البطش والتعسف حيال هذا الشعب الابي وتجاهل المجتمع الدولي والعامل الاخلاقي، دون دفع ثمن ما، وان الخروج من العزلة التي فرضها على نفسه يتطلب العزف بإتقان على اوتار معينة تعتمد عليها قواعد المجتمع الدولي التي تنشد الى تأكيد صيانة الحقوق الاساسية للانسان في كل البلدان.ولكن الايام تأتي فرادا والنظام على حاله لا يتغير ولا يتعظ، عدا التفنن في ااختطاط رسائل مخبولة تستهدف تخدير عينة خاصة جدا من بني جنسنا، والغريب ان عنوان هذه الرسائل ثابت لا يتغير كحاله (اي النظام)، فترويستها دائما وياني… ويانى… مع تغيير طفيف في المفردات اللاحقة.. لقد استمرأ النظام الكذب والخداع وصدقهما على شاكلة خداع واحد فقط هو الممكن في المطلق، ألا وهو خداع النفس. اما اولئك الذين يروجون لكذبه وخدعه فينطبق عليهم ما قاله احد الرؤساء الامريكيين “يمكنك خداع بعض الناس كل الوقت، وهؤلاء هم من تود التركيز عليهم”. ما تبقى هو اذن.. على المعارضة في الداخل والخارج ترتيب البيت وبناء ارضية صلبة لارتريا الحرة التي ينعم فيها شعبنا بالامن والرخاء وتسودها العدالة وتصان فيها كرامة الانسان. اجل بناء دولة خالية من كل اصناف التهميش والاقصاء مهما صغُرت ويحتكم فيها الناس الى الديمقراطية كوسيلة في تنظيم امور الحكم وتتصارع فيها الافكار عبر الوسائل السلمية وتخلو من العنف والتهديد والتطرف بكل انواعه. فالمجتمع الدولي بدأ بتفهم رغبات الشعب الارتري في تطلعاته المشروعة في الحرية والديمقراطية وشعبنا يتوقع من المعارضة ان تحزم امرها وتعمل على تضييق خلافاتها والنأي عن الاجندة المريبة والمشبوهة لتستعيدعافيتها… فمشوار الالف ميل يبدأ بخطوة ولا نحتاج لممرات شائكة لنقترب من الوطن، لان الوطن يسكننا. واجمل الايام غداولك يا شعبي يا قاهر الظلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى