مقالات

كلمة ارتريا :عواطف شعبنا هي البوصلة للاتجاه الصحيح ولكن من يبالي ؟ !!!!

17-Mar-2007

المركز

أما وقد أصبح الفراق بين كتلتين التحالف أمر واقع لا مناص منه ، فليكن كذلك فإن ابغض الحلال عند الله الطلاق في الإسلام ، ( وبالتأكيد لم يكن الزواج بين الكتلتين زواجاً كاثوليكياً ) ،

ولعل الكثيرون يعتقدون أن ذلك ربما يكون أفضل لأنه مدعاة للتنافس بين الكتلتين ونأمل أن يكون كذلك ، لكن هذا لا يمنعنا من الإشارة إلى بعض التحديات المهمة التي يجب أن تكون في ذهن الجميع ولعله من المناسب أن نشير إلى أن هذا التكتل ليس عميقاً في القواعد كما هو في المستويات القيادية وهذا لا يعني بأنه لا يمكن أن ينحدر إلى الأسفل وهو شيء طبيعي وفق قواعد الفيزياء إذا لم يتم تلافي ذلك وفق معالجات محددة أهمها وأبرزها الوعي الجماهيري وبادرة الإخوة في السويد خير مثال على هذا الوعي .إن إطلاق أي تصنيف على هذا الانشقاق مثل ماهو شائع ( منخفضات مرتفعات ، مسلمين مسيحيين ، جبهة ، مجلس ثوري … الخ ) نستطيع أن نؤكد أنها تقسيمات لا تصمد أمام أي محاولة تحليل علمي حقيقي لأبعد هذه المصطلحات وتتبع مراحل الانقسام تاريخياً وأحداثاً ) بيد أنها لا يعني أنها لا تخلو من كل ذلك لكن تظل في حقيقتها الفجة والمباشرة هي صراع سلطة في غير ميقاتها ، وبما أننا جميعاً نعترف أن هنالك مشكلات مجتمعية عميقة تحتاج الى كثير من الصراحة والوضوح والموضوعية لمناقشتها فإن مؤتمر ( قضايا التحول الديمقراطي ) وفق ما نص عليه قرار مؤتمر التحالف يكون مدخلاً مناسباً للبداية في طرح مناهج لمعاجلة هذه القضايا إذا تم التحضير له بشكل جيد وهذا بالتأكيد سيواجه مشكلة إجرائية وفق ماهو على الأرض الآن .لعل الإجابة على سؤال هل التحالف موجود كميثاق ونظام أساسي أم لا واحدة من التحديات التي تواجهنا ، وبما أن الطرفين يعترفان بكل ما تم إقراره في المؤتمر وكلاهما يرى المؤتمر الطارئ هو الوسيلة لتجاوز هذه المرحلة فإننا نشير إلى الآتي :1/ البعد عن المهاترات الإعلامية والبحث عن شرعية مفقودة وليكن التعامل وفق شرعية الأمر والواقع .2/ ترك فروع التحالف كما هي وعدم جر الصراع إلى القواعد .3/ إدارة حوار بناء بين مكونات كل كتلة على حدة ربما يؤدى ذلك إلى تقارب أكبر بين مكونات الكتلة تنجم عنه تكتلات حقيقة مبنية على أساس يتجاوز برنامج الحد الأدنى ، وتتكون كيانات مثل ( جبهة الإنقاذ ) هذا بالتأكيد له فوائده في المستقبل .4/ حصر التحرك للكتلتين في النشاط الدبلوماسي والإعلامي على أن يكون البرنامج هو نزع الغطاء عن النظام الجاثم على صدر شعبنا .5/ فتح آفاق خارجية جديدة لكل كتلة طالما كان هنالك كثيرون يعتقدون أن التحالف بشكله القديم يعيق حركتهم الدبلوماسية ، سواء كان ذلك في المنطقتين العربية أو الغربية أو الأفريقية .6/ عقد جلسات تشاوريه بين الطرفين في القضايا التي تتعلق بالمصلحة الوطنية العامة أو الشعب ( قضية اللاجئين ـ تجدد الحرب … الخ ) .7/ التواصل الاجتماعي بين قيادات الكتلتين ، كما يمكن أن تسهم منظمات المجتمع المدني في ذلك بدعوة الطرفين في وقت واحد حول قضايا التي تشكل إجماع وطني .8/ تكوين لجنة تحضيرية من الطرفين للتحضير للمؤتمر الطارئ على أن تشرك فيها شخصيات مستقلة محل اتفاق من الطرفيين .* هذا ويجب أن ننوه إلى أن هناك الكثيرون ومنهم قيادات الذين يستهينون بالعواطف الشعبية ويستهجنوها ( دا كلام عاطفي ) عليهم أن يعيدوا قراءاتهم لأحداث التاريخ لأن العواطف هي أكثر وسيلة للتعبئة الشعبية تجاه القضايا الكبيرة والمصيرية ، والحرية في إرتريا هي في محصلتها النهائية ثمرة عواطف شعبية خرجت إلى الميدان في غالبها اثر عاطفة جارفة وقليل هو من خرج نتيجة قرار مدروس وتفكير عميق والمعني معروف ولا داعي للاسترسال .* تحية إجلال وإكبار لعواطف شعبنا التي صنعت تقوربا والتجلة لمن صنعوا ذلك التاريخ في ذكراها الثالثة والأربعون . * نقلاً عن صفحة المركز في صحيفة الوطن السودانية بتاريخ 16مارس 2007م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى