مقالات

مركز دراسات القرن الافريقي : نافذة على الاحداث

26-May-2008

المركز

مساحة نخصصها لقراءة بعد الأحداث المهمة –بشكل غير دوري ، وهذه النافذة نخصصها لمؤتمر التحالف الوطني التوحيدي ، المداولات والنتائج خبراًوتحليلاً .

المقدمة : عقد المؤتمر التوحيدي للتحالف الديمقراطي الارتري في الفترة من 5-11/5/2008م بأديس أبابا تحت شعار رئيسي وضع خلف منصة سكرتارية المؤتمر(لنوحد طاقتنا لإسقاط الدكتاتورية وبناء إرتريا الديمقراطية ) وشعارات أخري غطت جنبات قاعة المداولات للمؤتمر باللغات العربية والتجرنية والانجليزية دارت كلها حول معاني الحرية والديمقراطية والوحدة كان من ابرزها – وحدتنا شرط إنتصارنا ، الحرية لسجناء الرأي والضمير، ليتصاعد نضالنا من أجل دحر الدكتاتورية وإقامة نظام ديمقراطي تعددي يحترم كافة الحقوق والحريات الاساسية للشعب الارتري . الإفتتاحية : بدأت الجلسة الإفتتاحية بكلمة رئيس اللجنة التحضيرية الاستاذ/ حامد تركي الذي بدأ كلمته بالشكر لدولة المقر بالنسبة للتحالف اثيوبيا ، والسكرتارية الدائمة لدول قمة صنعاء ، ورحب بالمؤتمرين وأكد علي أهمية المؤتمر في كونه مؤتمر للوحدة ونبذ الخلاف واوضح مابذلته اللجنة التحضيرية من جهود في أوراق المؤتمر مستصحبة رؤي كافة التنظيمات والأحزاب ومتطلبات المرحلة السياسية . وتوالت بعد ذلك كلمات ممثلي منظمات المجتمع المدني المشاركين في المؤتمر حيث قدم السيد/ سمري هبتي ماريام رئيس شبكة منظمات المجتمع المدني الارترية كلمة منظمات المجتمع المدني بأمريكا ، وقدم الإستاذ/ تسفوا كلمة منظمات المجتمع المدني بأروبا ، وقدم السيد برهان اسماعيل كلمة بإسم الجالية الارترية في إستراليا عامة ومدينة ملبورن خاصة ، كما قدم السيد/ ياسين محمد عبد الله رئيس مركز سويرا لحقوق الانسان كلمة منظمات المجتمع المدني المشاركة من السودان واثيوبيا والشرق الاوسط ، ودارت كلمات ممثلي منظمات المجتمع المدني بعد شكر اللجنة التحضرية علي الدعوة للمشاركة في المؤتمر ، علي المناشدة بالوحدة ، واحترام خيارات الشعب الارتري ، وتطوير التحالف لوسائله السياسية والإعلامية ، وتفعيل العلاقات الخارجية ، والإهتمام بأوضاع اللاجئين الارتريين ، ثم جاءت كلمة اللجنة التنسقية للتحالف الديمقراطي والتي كانت مكونة من (حسين خليفة ، ومنقستآب أسمروم ، ونور إدريس ) القاها نيابة عنهم منقستأب أسمروم ، والذي أشار في كلمته أن التحالف الوطني الديمقرلطي يعتبر نواة للجبهة الوطنية المعارضة ، وإن ماحدث في مؤتمر التحالف الوطني عام 2007م كان انتكاسة سياسية ، وان قيادة التحالف رأت أن الحل يكمن في الحوار الديمقراطي ،ولذلك كونت اللجنة التحضيرية ووفرت لها كل الأجواء لإنجاز مهامها وانعقاد هذا المؤتمرالتوحيدي الجامع وختمت كلمات الجلسة الافتتاحية بكلمة السيد/حبور كداني سكرتير سكرتارية اللجنة الدائمة لدول قمة صنعاء ، الذي حث المؤتمرين علي الوحدة وأشاد بجهود المعارضة الوطنية الداعية للديمقراطية والسلام الذي من شأنه أن يؤدي الي الإستقرار السياسي والأمني في إرتريا ، ورحب بمشاركة منظمات المجتمع المدني في المؤتمر وأكد دعم إثيوبيا لقوي المعارضة . والجدير بالذكر أن الكلمات التي ألقيت في الجلسة الافتتاحية ترجمت الي اللغات العربية والتجرنية والانجليزية والامهرية مرعاة للحضور الاعلامي الاثيوبي والأجنبي . هذا وقد شهدت الجلسة الافتتاحية حضور لافت من التنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني ، وحضورنوعي من أفراد الجالية الارترية بأثيوبيا ، وحظيت الجلسة الافتتاحية بحضور وتغطية إعلامية واسعة من قبل أجهزة ووسائل الاعلام الأثيوبية (إذاعة وتلفزيون وصحف ) وبعض وسائل الاعلام الاجنبية الاخري ، هذا بالإضافة للموا قع الالكترونية والمراكز الاعلامية الارترية المستقلة ، وختمت الجلسة الافتتاحية بقراءة برقيات التهنئة والإعتذار عن الحضور من قبل بعض المدعويين الذين لم تمكنهم ظروفهم من المشاركة ، فقرأت رسالة السيد/ أحمد سويرا ، والذي كان مدعوا كشخصية وطنية لم تمكنه ظروفه الصحية من الحضور، ورسالة الإستاذ /سيد أحمد خليفة صاحب جريدة الوطن كصحفي سوداني ظل مرتبطا بقضايا الشعب الإرتري منذ مرحلة الكفاح المسلح ، ولايزال يكفاح ويدافع من أجل التحول الد يمقراطي والإستقرار السياسي في إرتريا ، كما قرأت رسالة الحركة من أجل الد يمقراطية وحقوق الانسان في جنوب أفريقيا ، و كذلك قرأت رسالة جمعية الديمقراطية والسلام –السويد المشاركون في المؤتمر : أولا: التنظيمات والأحزاب السياسية : شارك في المؤتمر ثلاثة عشر حزبا وتنظيما ، وتنظيمان سياسيان بصفة مراقب ، والتنظيمات المشاركة حسب ترتيبها ابجديا هي : 1/ التنظيم الديمقراطي لعفر الاحمر 2/ جبهة الإنقاذ الوطني الارتري 3/ جبهة التحرير الارترية 4/ جبهة التحرير الارترية –المجلس الثوري 5/ الجبهة الديمقراطية الشعبية الارترية 6/ الحركة الديمقراطية لتحرير كوناما إرتريا 7/ الحركة الشعبية الارترية 8/ الحركة الفيدرالية الديمقراطية الارترية 9/ الحزب الاسلامي الارتري للعدالة والتنمية 10/ الحزب الديمقراطي الارتري 11/ حزب النهضة الاتري 12/ المؤتمر الاسلامي الارتري 13/ المؤتمر الشعبي الارتري أما التنظيمان المراقبان هما : 1/ حركة المقاومة الوطنية الإرترية –القاش سيتيت ،والتي مثلها السيد/ إسماعيل نادا 2/ المؤتمر الوطني الارتري ، والذي مثله السيد/ حروي تلابايرو وتجدر الاشارة الي أن التنظيمات مثلت في المؤتمر بالتساوي أربعة أشخاص لكل تنظيم ، وبالجملة شارك في المؤتمر نحو الثمانون شخصا يمثلون التنظيمات والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ورجال الدين ثانيا : منظمات المجتمع المدني : كان من أهم ماتميزبه هذا المؤتمر المشاركة الواسعة لمنظمات المجتمع المدني ، حيث شارك في المؤتمر ، أكثر من عشرون شخصا يمثلون (15) شبكة ومنظمة من منظمات المجتمع المدني ورجال دين إسلامي ومسيحي ، قدموامن كل من أمريكا واستراليا وأروبا والسودان وأثيوبيا والشرق الأوسط . وكان للحضورهم ومشاركتهم الاثرالكبيرفي إثراء النقاش وانجاح المؤتمر كما كانت لهم إضافات ومساهمات بارزة في أوراق المؤتمر ، وكان لهم كذلك الدور البارز في المجال الاعلامي في عكس سير مداولات المؤتمر ونتائجه بشكل يومي ، ومما ساعد علي ذلك مشاركة عدد مقدر من أصحاب المواقع الالكترونية والمراكز الاعلامية والبحثية في المؤتمر مثل الاستاذ/ صالح قاضي من موقع عواتي ، والاستاذ جمال همد ، من موقع عدوليس ، والاستاذ محمد عثمان محمد نور من مركز دراسات القرن الافريقي ، محمد طه توكل من مركز الخليج ، وهارون أدم من مركز البحر الاحمر للدراسات وغيرهم ، ولعبت دورا ايجابيا وضاغطا علي التنظيمات في موضوع اختيار القيادة ، والجدير بالذكر أن منظمات المجتمع المدني عقدت أجتماعا مساء يوم 4 مايو قبل موعد انعقاد المؤتمر حضره أربعة عشر شخصا يمثلون اثني عشر منظمة ومركز وتفاكروا بعد التعريف حول دورمنظمات المجتمع المدني في المؤتمر ، واتفق الحاضرون علي مايمكن تسميته بميثاق شرف تتلخص مضامينه في الاتي : 1/ الحرص علي الإيجابية في المناقشات 2/ نشر ماهو مفيد ويخدم رسالة المؤتمر والابتعاد عن الموضوعات الخلافية 3/ يجب أن نتواضع فيما نبديه من أفكار وملاحظات حتي لانفهم خطأ 4/ عقد جلسة تقييمية لسير أعمال المؤتمر في نهاية كل يوم وبالفعل عقدت بعض الجلسات إلا أنها لم تنتظم في ذلك ، وكان المؤتمربحق فرصة عظيمة للقاء والتعارف سواءا كان فيما بين منظمات المجتمع المدني ، او بين منظمات المجتمع المدني والتنظيمات السياسية . مداولات المؤتمر:اولاً : سكرتارية المؤتمر : بدأت مداولات المؤتمر بعد الجلسة الإفتتاحية بإختيار سكرتارية المؤتمر ، حيث تم اختيار سبعة أعضاء لسكرتارية المؤتمر جميعهم من التنظيمات والاحزاب السياسية ، الدكتور هبتي تسفا ماريام رئيساً للمؤتمر ، وادم اسماعيل ، ونور محمد ادريس نواباً مساعدين له ، والأربعة الأخرين سكرتارية تدوين مداولات المؤتمر باللغتين العربية والتقرينية والمشاركة فى مجال الترجمة . ثانياً : اوراق المؤتمر : طرحت اللجنة التحضيرية للمؤتمر ورقتين هما مشروع الميثاق السياسى ومشروع النظام الأساسى للتحالف الديمقراطى الأرترى ، وهى الأ وراق الأساسية التى ظل التحالف يطرحها فى مؤتمراته . – 1مشروع الميثاق السياسى: بدأ النقاش فى اليوم الثانى من المؤتمربعد إجازة لائحة تسيير اعمال المؤتمر ، بمناقشة مشر وع الميثاق السياسى ، والميثاق لم يكن فيه نقاط خلاف كبيرة بين القوى السياسية سوى الفقرة (1) فى الوسائل النضالية حيث كانت ترى الغالبية من التنظيمات السياسية إتباع كافة الوسائل المتاحة لإسقاط النظام الديكتاتورى ، بينما كانت ترى بعض التنظيمات – اعتماد الوسائل السلمية وذلك حسب ما افادت به التحضيرية اثناء النقاش . والتحضيرية فى مشروعها صاغت الفقرة مراعية رغبات الطرفين (اتباع كافة الوسائل المتاحة لإسقاط النظام الديكتاتورى مع اعطاء الأولية للوسائل السلمية ) وبعد عدة مناقشات حول الفقرة وبلورت كل طرف لرأية توافق المؤتمرون على أن تعدل الفقرة هكذا ( اتباع كافة الوسائل المتاحة لإسقاط النظام الدكتاتورى ) ومن نقاط الخلاف ايضاً مهام المرحلة الانتقالية بين من كان يرى الإجمال مسنداً التفاصيل فيها للقيادة المركزية، ومن كان يرى التفصيل بإعتبارها مرحلة هامة وإستناداً لما كان من تفصيل فى الميثاق السابق الا أنها مرت بعد نقاش بشكلها المجمل دون أى تعديل .وتمت إضافة فقرة واحدة فى الفصل الأول المبادئ العامة هى ( الشعب مصدر السلطات ) وأستبدلت مقدمة الميثاق بمقدمة الميثاق السابق وما عدا ذلك فما هى الا إعادة صياغات وتعديلات محدودة . 2- مشروع النظام الأساسى : بشكل عام لوحظ من خلال مداولات النظام الأساسى أن فيه بعض النقص الملحوظ فى الشكل والمضمون ، ولذلك أبدى المؤتمرون عددا من الملاحظات فيما يتعلق بالتعاريف والصياغات القانونية والترتيب والحذف والإضافة والتعديل فى العديد من فقرات النظام الأساسي فى القضايا غير الخلافية بين التنظيمات والأحزاب السياسية ، أما قضايا الخلاف الرئيسية فلم يكن هناك أى مجال لإجراء اى تعديلات جوهرية عليها ، لأنه هناك إتفاق سياسي بين رؤساء التنظيمات والأحزاب بهذا الشأن وأنه ليس بالإمكان أحسن مما كان . وكان من ابرز الموضوعات التي دار حولها الخلاف والنقاش فى التحضيرية وإجتماع الرؤساء والمؤتمرموضوع آلية إتخاذ القرار والتى احالتها التحضيرية لإجتماع الرؤساء ، وكان مقترحاً لها فى مشروع النظام الأساسى ، أن تكون القرارات فى القضايا الأساسية بالتوافق وفى القضايا الإجرائية بالثلاثة ارباع هذا بالنسبة لإتخاذ القرارات فى المؤتمر ، والقيادة المركزية ، اما المكتب التنفيذى فيكون اتخاذ القرار فيه بالثلاثة ارباع ، وهذا التقسيم لمستويات إتخاذ القرار تم الإتفاق عليه فى اجتماع الرؤساء ، وحول هذا الموضوع والموضوعات الاخرى المرتبطة به ، كإنتخاب القيادة أدارالمؤتمرون مناقشات ومداولات مطولة وساخنة إستغرقت يوماً كاملاً حول ما هي القضايا الأساسية ؟ وما هى الاجرائية ؟ كيف يمكن قياس التوافق ؟ واذا لم يحدث التوافق فكيف سيكون الحل ؟ وهل التوافق اجراء عملى ؟ هذه وغيرها أسئلة موضوعية طرحها المناقشون فى المؤتمر وكان الباعث فيها هو الحرص على إختيار الأسلوب الأمثل والعملى ، وكان الرد عليها من الذين كانو يرون ضرورة الأخذ بمبدأ التوافق ، بأن التوافق أفضل من الإجماع الذى هو اشبه بحق الفيتو الذى يمكن ان يمارسه تنظيم واحد ضد عدة تنظيمات ، وهذا على اعتبار ان خيارات الثلاثة ارباع والثلثين اصبح مرفوضاً ، والتوافق هو أحدث آلية ادخلها التحالف فى دولاب أعماله وهى خلاصة تجارب ومرارات وهى حماية للتنظيمات من الاستقطابات والتكتل ،وأن الرغبة شئي والواقع شئي آخر ، هذا الخيار رغم ما فيه من سلبيات هو الذى تراضينا عليه كرؤساء تنظيمات سياسية فكانت هذه الكلمة الحاسمة بعد جدل ونقاش مستفيض من قبل الكثير من المؤتمرين ، وفى الحقيقة الذى قيل حول الموضوع كثير ولكن هذه خلاصته . 3- موجهات خطة العمل :- هذا الموضوع لم يكن ضمن أجندة المؤتمر ولكن ادخل فى اليوم الرابع للمؤتمر بعد أن تسأل بعض المؤتمرين عن عدم وجود ورقة سياسية او برنامج عمل للتحالف ، اذ كونت سكرتارية المؤتمر لجنة خماسية وكلفتها بوضع موجهات خطة العمل ، ووضعت اللجنة موجهات فى اربعة مجالات أساسية : فى المجال السياسي 2- فى المجال الإعلامي 3- فى المجال الاجتماعي والجماهيري 4- فى المجال الادارى والمالى . ثم نوقشت وأجيزة من قبل المؤتمرين مع اقتراح بعض الإضافات عليها .ثالثاً : إختيار القيادة : موضوع إختيار القيادة كان ضمن أجندة المؤتمر كما هو معروف ، وتمت مناقشتها بإستفاضة فى النظام الأساسى فى الفقرة الخاصة بإنتخاب أعضاء سكرتارية القيادة المركزية ورئيس المكتب التنفيذى ، عندما طرح سؤال إذا لم تتفقوا فما هو الحل ؟ فكان هذا السؤال هو بداية الشرارة لإدارة نقاش وجدل واسع حول هذا الموضوع، ومن خلال النقاش اتضح أن تنظيمات التحالف حضرت الى المؤتمر وهى لم تحسم بعض موضوع إختيار القيادة للفترة المقبلة فيها ، وكانت هذه صدمة أثارت المخاوف لدى العديد من المؤتمرين ، لأنه لم يكن أحد يتوقع أن تأتى قيادات التنظيمات الى المؤتمر دون ان يكون لديها رؤية محددة ومتفق عليها فيما بينها بالنسبة لموضوع القيادة بعد مضى خمسة عشرشهراً من الافتراق لتنظيمات التحالف بسبب القيادة . وانحى المؤترون وفى مقدمتهم منظمات المجتمع المدنى بالائمة على قيادات التنظيمات ، بل وقال الاستاذ/ صالح قاضى – انا لا إستطيع أن أفهم أنكم ناقشتم كل نقاط الخلاف فى الميثاق السياسى والنظام الأساسى ولكنكم لم تناقشوا موضوع القيادة الذى هو سبب المشكلة أرجوا أن تحترموا عقولنا . وبعد العديد من المداولات الساخنة فى الموضوع برز إتجاهاً قوياً يقول نحن لا نريد أن نقادر مكان المؤتمر دون ان يتم اختيار القيادة حتى لا يتكرر سيناريو العام الماضى ، ووردت عدة اقتراحات حول الآلية التى يمكن أن تساعد فى إختيار القيادة الا أنه اتفق اخيراً على ان رؤساء التنظيمات والأحزاب السياسية هم الأقدر على القيام بهذا الدور ، وبالفعل تحمل رؤساء التنظيمات مسؤلياتهم وعقدوا جلسة فى نفس اليوم استمرت من الساعة التاسعة والنصف مساءً الى الثانية والنصف صباحاًً برئاسة الأستاذ/ محمد نور احمد ، دار خلالها العديد من المناقشات والتنازلات والمكاشفات . رئيس المكتب التنفيذى : رشحت جبهة التحرير الارترية – المجلس الثورى منقستأب اسمروم لرئاسة المكتب التنفيذى ، وتجدر الإشارة الى ان هذا الترشيح كان معلوماًً لدى تنظيمات التحالف قبل إنعقاد المؤتمر الا أنهم لم يديروا عليه نقاشاً ولم يحدث فيه اتفاق ، وبالمقابل لم يكن هنا ك مرشح أخر معلن حتى موعد إنعقاد المؤتمر. قوبل هذا الإقتراح بالرفض من قبل جبهة التحرير الإرترية بحجة أن الجبهة والمجلس الثوري كانا طرفي الصراع في المرة السابقة ، ولذلك يجب أن يبتعدالطرفان عن الترشح للقيادة التحالف هذه المرة ، رفض المجلس الثوري منطق تحميل الأزمة كلها للمجلس والجبهة وقال ان التنظيمات كلها مشاركة في الأزمة ، وهذا بالطبع صحيح إلا أن للطرفين كان النصيب الأوفر في الأزمة ، بعد نقاش مستفيض واصرار كل طرف على رأيه طلب الإستاذ/ محمدنور أحمد رئيس الجلسة من المجلس الثوري سحب مرشحه نزولا لغرض تحقيق الوفاق الذي تراضت عليه التنظمات ، فرد المجلس الثوري بأننا لا نسحب مرشحنا ولكنا نقبل بالنتيجة فيما لو اتفقت التنظيمات الإثني عشر على مرشح آخر، وعندها بدأ الإنفراج وتوالت الترشيحات من التنظيمات حيث تم ترشيح كل من: 1/ تولدي قبري سلاسي 2/ خليل محمد عامر 3/ نور محمد إدريس 4/ بشير إسحاق 5/ أدحنوم قبر ماريام 6/ عبدالله محمود ، ثم طلب رئيس الجلسة من يسحب ترشيحه، فسحب كل من بشير ونور وأدحنوم ، وانحصرت المنافسة بين تولدي وخليل، فطلب الرئيس مرة أخرى من منكم يتنازل للآخر ؟ فطلب الشيخ خليل فرصة للحديث وقال نحن من التنظيمات المؤسسة للتحالف وظللنا نعمل فيه بإخلاص والتجرد حتي اللحظة ، ولم نسع يوما للترشح لقيادته علي الرغم من حقنا في الترشح والترشيح مثلنا ومثل كل فصيل لأن الكل في التحالف سواء في الحقوق والواجبات ، ثم أعلن تنازله لتولدي وبهذا أصبح تولدي قبري سلاسي، رئيس الجبهة الديمقراطية الشعبية الإرترية ، رئيسا للمكتب التنفيذي للتحالف الديمقراطي الإرتري، وبهذا انتهت معدلة رئيس المكتب التنفيذي ولكن هنا سؤال يفرض نفسه لماذا الجبهة والمجلس الثوري علي طرفي نقيض لأكثر من مرة ، هل هي الصدفة؟ ام أمتدادا لخلافات الجبهة التأريخية ؟ أم نتيجة لتعارض المصالح ؟ أترك الايجابة في هذه الأسئلة لفطنة القارئ الكريم واتنمي أن لانري تتضاد بين الجبهة والمجلس الثوري في المرات القادمة . رئيس القيادة المركزية:أما بالنسبة لرئيس القيادة المركزية فلم يكن محل إشكال ، إذ تم في البداية ترشيح كل من عبد الله محمود وعلي سليمان ثم سحب علي سليمان ليصبح عبد الله محمود من جبهة الإنقاذ الوطني الإرتري رئيسا للقيادة المركزية.وفي صباح اليوم التالي أعلن محمدنور أحمد النتيجة للمؤتمرين وعندها ضجت جنبات القاعة بالتصفيق وتهللت الوجوه وبدأ الناس يتبادلون التهاني والتبريكات بنجاح المؤتمر، وذلك بعد أن أوضح محمدنور وبشكل مغضب ملابسات ما دار في إجتماع الرؤساء لإختيار القيادة، وطلب أن يسجل شكر من المؤتمر لجبهة التحرير الإرترية المجلس الثوري ،لأنه وفقا لقاعدة التوافق لو إعترض تنظيم واحد لما تحقق الوفاق للقيادة الجديدة.والجدير بالذكر أن الإستاذ/ محمدنور أحمد أدار الجلسة بحكم سنه وتجربته وتذكيره بالأخطاء التي صاحبت إختيار القيادة في المرة السابقة، كان محل تقدير ورضى من رؤساء التنظيمات السياسية.رابعا :اليوم الختامي: في صباح يوم 11/ مايو عند الساعة العاشرة والنصف بدأ حفل اليوم الختامي الذي أشتمل على كلمة د. هبتي تسفا ماريام رئيس المؤتمر ، والذي هنأ فيها المؤتمرون بنهاية أعمال المؤتمر ونجاحه ، وقال بوحدتنا نكون قد وضعنا اللبنات التي تساعد على إزالة النظام الدكتاتوري وشكر التنظيمات السياسية ، وأشاد بدور منظمات المجتمع المدني كما شكر دولة إثيوبيا.وقد توالت الكلمات حيث ألقيت كلمات رجال الدين ، الشيخ محمود محمد عثمان الأمين والقس هبتي ماريام من الكنيسة الكاثوليكية، ثم قام رؤساء التنظيمات والأحزاب السياسية بالتوقيع على الميثاق السياسي ، ثم قرأ البيان الختامي للمؤتمر باللغات العربية والإنجليزية والتقرنية ، واشتمل البيان على قررات هامة صدرت عن المؤتمر فيما يتعلق بقضايا اللاجئين والمعتقلين ،وإعلان الإستعداد للحل السلمي والحوار مع النظام ، كما أكد المؤتمر دعمه لمبادرة دولة جيبوتي للمصالحة الصومالية ، ودعى الأشقاء الصوماليين للتفاوض ونبذ العنف والإقتتال ، واختتمت كلمات الحفل الختامي بكلمة سكرتارية قمة تجمع دول صنعاء التي ألقاها السيد/ حبور كداني والذي قال فيها أن نجاح المؤتمر كانت له علامات واضحة التحضير الجيد وحضور الوفود المشاركة ، والإصرار على تجاوز المشكلة ، وناشد المؤتمرون بالعمل بما اتفق عليه في المؤتمر من برامج وقرارات وابدى استعداده للتعاون والعمل مع القيادة الجديدة للتحالف .عموما يمكن أن نسجل بعض الملاحظات حول اعمال ومداولات المؤتمر ونتائجه. أولا:في المجال الإيجابي: 1/ حظي المؤتمر بحضور وتغطية إعلامية مكثفة كما أولت إثيوبيا للمؤتمر إهتما ما سياسيا واعلاميا كبيرا.2/ تميز المؤتمر بتمثيل رفيع المستوى للوفود المشاركة فيه من قبل التنظيمات والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني.3/ كانت مشاركة منظمات المجتمع المدني محل تقدير وإشادة من كل التنظيمات والأحزاب السياسية لما قامت به من أدوار إيجابية في المؤتمر.4/ كانت المناقشات في المؤتمر بناءة ومسئولة بعيدة عن الملاسنات والمشادة في غالبها.5/ كانت خدمات المؤتمر جيدة جمعت بين مقر السكن وقاعة المداولات وقاعة الطعام، كما يحسب للجنة الوثائق تسليمها لأوراق المؤتمر في ملف خاص للمؤتمرين منذ اليوم الأول للمداولات.ثانيا: في المجال السلبي : 1/ تقصير رؤساء التنظيمات في عدم القيام بأي تفاهمات جادة حول موضوع القيادة المقبلة للتحالف، مما كاد أن يوقع المؤتمر في نفس أزمة العام الماضي.2/ يلاحظ أن أزمة الثقة لا زالت قائمة بين بعض تنظيمات التحالف وأن أساليب المحاصصة ولإستقطابات كانت حاضرة خاصة في موضوع إختيار القيادة.3/ إصرار بعض الإشخاص على إثارة القضايا الخلافية والخاصة برأي تنظيماتهم، والإطالة والإستغراق في التفاصيل كان سببا في إضاعة بعض الوقت.وختاما نجح التحالف الديمقراطي في الخروج من عنق الزجاجة وتجاوز حالة التشرذم والإفتراق، وهذا في حد ذاته إنجاز لا يمكن التقليل منه في هذا المؤتمر، ولكن عطاء التحالف لا يزال أقل من الطموح مقارنة بعمره وحجم التنظيمات المنضوية تحته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى