مقالات

أديس أبابا وأسمرا والسباق نحو الخرطوم .. عبدالمنعم أبو إدريس

26-Jun-2007

المركز

الأربعاء الفائت العشرين من يونيو 2007 وصل الى الخرطوم دون سابق اعلان وزير الخارجية الاثيوبي سيوم مسفن الرجل الذى تربطه صلات وثيقة مع الحكومة السودانية عبر بوابة السياسة، كما انه قضى جزءً من حياته في معسكر للاجئين بولاية القضارف حسب ما كشف عندما رأس الجانب الاثيوبي في اللجنة المشتركة لتنمية الحدود التى انعقدت فى الحادي والعشرين من نوفمبر 2005.

وقد حطت طائرة سيوم بعد ان غادر الخرطوم الامين محمد سعيد امين اللجنة الشعبية للعدالة والديمقراطية الحزب الحاكم بارتريا في زيارة عنوانها كان مشاركة الجالية الارترية بالسودان احتفالاتها بالاستقلال. وحظي سيوم باحتفاء فى الخرطوم الذي لم يقف عند الحد الرسمي فقد التقى رئيس الجمهورية ونائبه ووزير الدفاع ،وجاء على المستوى الرسمي بعد ان التقى في اديس عددا من المسؤولين الغربيين حول ملف دارفور ،وعندما جلس للرئيس البشير نقل له رسالة من رئيس الوزراء الاثيوبي مليس زناوي حول الوضع في دارفور. كما احتفت الخرطوم بسيوم من خلال دعوة عشاء اقامها وزير الدفاع الفريق عبد الرحيم محمد حسين وهو آخر مسؤول سوداني كبير يزور اديس ابابا يوم ان خرج على السطح عدم رضا اثيوبيا من تسلل معارضيها الموجودين في ارتريا عبر الاراضي السودانية ،كما انه من اكثر المسؤولين الذين يحملون رسائل من البشير لزناوي .وغير دعوة وزير الدفاع اقامت له الخرطوم دعوة لرحلة نيلية شارك فيها عدد من المسؤولين ،وقد قال لنا احد النافذين الحكوميين ومعي الزميل عارف الصاوي ان موقف الخرطوم من اديس خاضع لعلاقات صداقة تربط مسؤولين اثيوبيين بسودانيين ولكن السفير عثمان السيد مدير مركز دراسات الشرق الاوسط وافريقيا في ندوة اقامها مركزه في يناير الماضي وصف العلاقة مع اثيوبيا بالاستراتيجية والمهمة للسودان .واستمرت العلاقة بين البلدين منذ عام 1997 تتسم باعلى درجات التعاون حتى ظهرت قضية الصومال ودخول اثيوبيا بقواتها الى هناك اضافة لموقفها من تنظيم المحاكم ،بينما احتفظت الخرطوم بحبال ود مع المحاكم الاسلامية .وعلى مستوى الحدود بين الدولتين مازالت قضية منطقة الفشقة بولاية القضارف وما يحيط بها ما درجت الدولة على تسميته بالاستيطان الزراعي ورغم عن تباين المواقف حظي سيوم بالحفاوة وتغطية اعلامية عبر كل الوسائط لم تتوفر لزيارة الوفد الارتري بل ان الاحتفال الذي اقامته ارتريا في قاعة الصداقة ووفر التلفزيون السوداني معينات نقله على الهواء للتلفزة الارترية لم يكن له صدى في التلفزيون الارتري وقال لي ناشط في المعارضة الارترية فضل حجب اسمه كانما هناك تعتيم اعلامي مقصود وارتريا غير وساطتها في اتفاقية شرق السودان فانها تنشط في الحل السياسي لقضية دارفور بل انه اثناء زيارة الامين محمد سعيد جاء يماني قبراب الرجل الذي يمسك بالملفات السودانية في ارتريا وقدم للمسؤولين السودانيين نتائج جهده في انجمينا لتوحيد حركات دارفور ،وبعدها نقل رئيس الجمهورية الى الامين العام للامم المتحدة خلال اتصال هاتفى بينهما ان بشريات كبيرة حملها لنا الارتريون. اذن الارتريون والاثيوبيون يخطبون ود الخرطوم عبر بوابة دارفور وما يجري بين السودان والمجتمع الدولي في شأن نشر القوات الدولية. وفي جانب آخر سيوم جاء للخرطوم قبل ثماني واربعين ساعة فقط من انعقاد مؤتمر دول مبادرة حوض النيل .وقد قال الدكتور صلاح يوسف مدير الادارة الفنية لمياه النيل بوزارة الري للصحفيين ان هذه الاجتماعات ستشهد توقيع اتفاقية تاريخية في شأن مياه النيل ،واثيوبيا تنافح منذ وقت من اجل ان يكون لديها حصة في مقابل ذلك تتمسك مصر بأن يكون لدول المنبع حق الانتفاع وليس حصص في مواجهة ذلك سيكون الموقف السوداني مهم سواء لاثيوبيا او مصر .كما ان ارتريا التى لا تشملها مبادرة دول حوض النيل رغم عن انها جغرافيا ضمن الحوض حيث ان الضفة الشرقية لنهر عطبرة الذي يغذي النيل بنصيب مقدر من المياه موجود داخل اراضيها واجمالا اثيوبيا التى تزيد حدودها مع السودان في طولها عن 1700 كيلو متر ويبلغ تعداد سكانها حوالي 80 مليون نسمة في مقابل ارتريا طول حدودها 600 كيلو متر وتعداد سكانها لايزيد عن الاربعة ملايين تتسابقا نحو الخرطوم من كل الاتجاهات. abuedries@yahoo.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى