مقالات

أصدقاء اسياس أم اصدقاء الشعب الاريتري : جمال همد

18-Mar-2009

المركز

نستعير العنوان من مقال كتبه الاستاذ صالح محمد علي في صحيفة الصحافة السودانية قبل عدة سنوات معلقا على الدعوة التي وجهتها الحكومة الاريترية لعدد من الاعلاميين والفعاليات السودانية لحضور الذكرى العاشر لاستقلال البلاد ، وقد شارك عدد مقدر ممن يعتبرهم النظام اصدقاء للشعب الاريتري وهم في حقيقة الامر اصدقاء له ومنافحين عنه ، الا انه استدرك واختار بعض الشخصيات التي اراد تحييدها من بينها الدكتور خالد التجاني النور رئيس تحرير اسبوعية ايلاف الاقتصادية و محمد محجوب هارون الكاتب و استاذ الاعلام الجامعي ..

جل الذين دعاهم الرئيس اسياس لحضور الاحتفال يشتركون في سمة واحدة فهم من قدامى اليساريين وممن فصلوا من الحزب الشيوعي السوداني لاسباب كثيره ليس مجالها هذه المساحة وعلاقتهم مع الجبهة الشعبية تخفف عنهم تبكيت الضمير والعزلة التي يعيشونها ويعتقدون انها توزان تخبطهم !! ويحتفظون بمواقعهم في ساحة اليسار ، كما الكثير منهم من انصاف الصحفيين والكتاب وممن لاعلاقة لهم بتوجيه الرأي العام أو التأثير عليه ودونكم الصحافة السودانية .نستدعي كل ذلك ونحن نراقب نشاط مشبوه لما سميت (بجمعية الأخوة الاريترية السودانية) وتتبع مباشرة – لمجلس الصداقة الشعبية العالمية وهو مجلس تابع للمؤتمر الوطني ويديره القيادي الاسلامي المخضرم احمد عبد الرحمن – والتي تضم في عضويتها عدد من اعضاء السفارة الاريترية وبعض الطلاب والمحسوبين على النظام .دشنت نشاطها بندوة لتنشيط العلاقات الاريترية السودانية ( شعبيا ) بالتعاون مع المركز العالمي للدراسات الافريقية الذي يديره الاستاذ عبد الله زكريا ، الندوة ضلت طريقها واثمرت عن وقائع لم يخطط لها ، فقد تقدم الدكتور السفير محجوب الباشا سفير السودان السابق في اسمرا بورقة عن العلاقات الاريترية السودانية وفيها وصف الموقف السوداني بالانتهازية وغياب الاستراتيجية فهي تطرد المعارضة عندما تنفرج العلاقات بين البلدين وتقربها عندما تتأزم العلاقة حسب الورقة . واضافت ان الحكومة الاريترية استطاعت خلق علاقات مع القوى السياسية والشعبية السودانية في الوقت الذي فشلت الحكومة السودانية وخير دليل على ذلك علاقاتها بالمعارضة الاريترية المتنامية وكان السفير الاريتري عيسى احمد عيسى يبدي امتعاضا واضحا اثناء تلاوة الورقة وقد غادره المنصة وهو غاضب دون ان يودع احد . من جهته رفض الخبير الأممي محمد المترضى طرد المعارضة الاريترية والذي ينافى من الاخلاق والعادات السودانية كما انها تتنافى والعلاقات الدولية مطالبا الحكومة السودانية ان تخلق علاقات مع قوى المعارضة الارترية في الداخل والخارج كحق طبيعي .. الدكتور اكرام محمد صالح الباحثة و الاستاذة في جامعة الزعيم الازهري استغربت هروب السفير قبل انتهاء الندوة وكررت الهجوم على الحكومتين السودانية والاريترية كما تناولت الدور الاريتري في الصومال . وبعد هذا الفشل الكبير أعادت الجمعية ترتيب اوضاعها وعقدت اجتماعا موسعا دعت اليه عدد من اعتبرتهم فعاليات سودانية وبانتقائية شديدة كان بينهم الصحفي الذي يخدم الأجندة الاريترية يتحدث عن الديمقراطية وقمع الحريات والسودان الجديد في الخرطوم وجوبا ويسكت عنها في اريتريا والشاعر المتملق والضعيف النص والذي يكتب نصوصا من قصائد غيره وبعض الشخصيات التي تجاوزها الزمان اما من اريتريا فكان اعضاء السفارة ومناصريها وعدد من الاتحاد العام للطلاب الارتريين !!! ولنا حديث آخر عن هذا الاتحاد وكانت ليلة كما كتب الزميل فائز السليك سفير اريتريا في الصحافة السودانية .. بعد هذا المنشط قامت الجمعية بزيارة للعاصمة الاريترية اسمرا في 24فبراير الماضي لتنشيط العلاقات الشعبية بين البلدين حسب رأيهم وقد ظهر السيد علي الزاكي رئيس الجمعية و العضو بالمؤتمر الوطني وقد بدا سعيدا في الفضائية الاريترية وادلى بتصريحات لوكالة الانباء السودانية تفيد ان جمعيته تتلقى الدعم من مجلس الصداقة الشعبية والسفارة الارترية في الخرطوم وكذلك الجالية الاريترية ولا ادري عن أي جالية يقصد فالوجود الاريتري في السودان يصنف ضمن تعريف اللجوء وليس هناك جالية اريترية بالمعنى المتعارف عليه كبفية الجاليات.. وهي محاولة غير قانونية لاضفاء صفات مضللة على الوجود الارتري في السودان . يهمنا هنا الجانب الاريتري في هذه الجمعية فقد ترأسه الاستاذ ادريس محمد سعيد الذي ترأس الاتحاد العام للطلاب الإرتريين في احدى دوراته بالإضافة إلى عضويات أخرى !!. و في هذا الوقت الذي يموت فيه الشباب الاريتري في ظروف غامضة ( اغتيال الاستاذ محمد داؤود ) أو على قارعة الصحاري ومياه المتوسط وعلى الحدود السودانية المصرية وفي سبناء.. في هذا الوقت الذي تمتلأ فيه شوارع الخرطوم باللاجئين من الشباب والبنات وأرقام ال( unhcr ) ومفوضية شؤون اللاجئين السودانية مليء السمع والبصر حيث تجاوز العدد ال 100 ألف يعبرون الحدود السودانية الاريترية والاريترية الاثيوبية … كما ان مئات الالاف من الشباب الاريتري يرابط خلف خنادق القتال على طول الحدود الاريترية الأثيوبية والبلاد كلها في حالة مجاعة وبؤس يذهب هؤلاء لينشطوا العلاقات شعبيا هكذا !!! . لتأتي الينا الفرق الغنائية المحاصر افرادها برجال الأمن الاريتري التي تجمع الدعم والتبرعات لصالح الحزب الحاكم في اريتريا . والله عيب !!!. من حق كل جهة او جماعة أو فرد ان ينتمي وان يساند اسياس ونظامه ولكن ليس من حقه ان يتحدث باسم الشعب الاريتري . ولتعلم تلك الجهات والافراد والجماعات ان التاريخ سوف لا يرحمهم الآن وهم يبررون العنف ضد شعبنا ، ويعتاشوا من مأساة شعب مناضل ويبتسموا أمام كامرت الفضائية الاريترية .اختم وأقول للشعب الاريتري عدد كبير من الاصدقاء ممن لايسرهم حاله الآن وممن لايكيلون بعدة مكاييل يفترض ان تتصل بهم القوى الشعبية ومنظمات المجتمع المدني الاريترية لخلق تضامن واقامة جمعية للصداقة الاريترية السودانية كتلك التي تكونت في ستينات القرن الماضي في داخل جامعة الخرطوم ايام عزها وفي اوساط المثقفين الحقيقين من استاذة جامعات ومحاميين واطباء وصحفيين ونقابين وغيرهم من الفعاليات الحقيقية للشعب السوداني .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى