مقالات

إريتريا .. عداء مستحكم مع دولة الجنوب الوليدة : عبد الله محمود*

19-Mar-2011

المركز

أوردت صحيفة السوداني المقربة من الحكومة السودانية أمس الخميس في صدر صفحتها الأولى خبراً مفاده أن المعارضة الإرترية تتهم أسمرا والقاهرة بتمويل قوات جورج أطور ، ومضى الخبر المترجم من موقع عواتي الإريتري قائلاً أن الجنرال تخلي منجوس واللواء عمر سليمان مدير المخابرات المصرية السابق كانا المشرفين على تدريب قوات جورج أطور في معسكر تدريبي بغرب إريتريا ،

وأضاف التقرير أن منجوس وسليمان كانا يجتمعان بذلك المعسكر مع جورج أطور لبحث الطرق التي تمكن إريتريا ومصر من دعمه لاستهداف استفتاء جنوب السودان ومنع انفصال الجنوب عبر خطة كان المقرر تنفيذها خلال شهر مايو القادم.
وأشار التقرير أيضاً إلى أن العلاقات المنسجمة بين إثيوبيا وحكومة الجنوب خلال الفترة الماضية أثارت الرئيس الإرتري وجعلته يبحث عن الفرص لإشعال الجنوب عبر الجنرال أطور. انتهى الخبر.إذا تمت قراءة الخبر مع الحوارات التي أجرتها صحيفة إرتريا الحديثة وعدد من الصحف السودانية مع أفورقي قبل عامين يتكشف لنا حقيقة موقف أفورقي من حكومة الجنوب وموقفه من الاستفتاء المتفق عليه في اتفاقية السلام الشامل (وقال إن رحيل زعيمها د. جون قرنق أثر في قدراتها التنظيمية. إنها التزمت بشئ للشعب الموجود في جنوب السودان وبشئ للشعب السوداني عموماً.وتابع أن الواقع اليوم غير مُنسجم مع هذه الالتزامات.وذكر أن الحديث عن الفساد في الجنوب لم يعد سراً، وقال إن الانفلات الأمني مستمر، وانتقد ضبابية الآراء حول خياري الوحدة والانفصال.) صحيفة الرأي العام19مايو 2009م.
ولما رأى جدية طرفي الإتفاقية لإقامة الانتخابات والاستفتاء حسب الجدول الزمني المحدد اقترح افورقي تأجيل الانتخابات والاستفتاء لعامين لما أسماه تهيئة الأجواء وتنظيف الملعب لجميع الأطراف السودانية .
ومن الواضح أن رفض افورقي الشديد لانفصال جنوب السودان يرتبط بعلاقته الوثيقة بالنظام المصري السابق بقيادة حسني مبارك ولا يعد موقفاً أصيلاً لنظام أفورقي إذا أن الأخير يقوم بدور الوسيط في القضايا الإقليمية من أجل تحقيق المكاسب المادية على حساب استقرار المنطقة ، ودعمه لقوات أطور هو جزء من مشروع (السمسرة) السياسية الذي تنبني عليها قواعد نظام افورقي .. ولم يعد خاقياً على أحد استضافة افورقي لأكثر من (16) فصيل معارض من مختلف أرجاء العالم بما فيهم نمور التاميل وذلك تنفيذاً منه لاستراتيجيات دول أخرى نظير مبالغ مالية .
تقرير موقع عواتي اشتمل على معلومات أخرى بشأن التخريب الذي يمارسه نظام أفورقي على مستوى الإقليم حيث أورد تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي أمام البرلمان في فبراير 2011م والتي اتهم فيها اإريتريا بإرسال مسلحين بعد تدريبهم في ميناء عصب وقد تم القبض عليهم بواسطة السلطات الإثيوبية في مدينة باتي في إقليم العفر.
كذلك أورد تقرير موقع عواتي إتهامات وزير الدفاع الجيبوتي اجوره كفله احمد بتاريخ 17فبراير الماضي لإريتريا بإرسال مسلحين يحملون مواد متفجرة وقدم القبض عليهم بواسطة السلطات الحكومية في منطقة اوبوك قرب الحدود مع إرتريا .. يحدث هذا رغم الاتفاقية التي وقعت بين جيبوتي وإريتريا برعاية قطرية بهدف انهاء النزاع الحدودي بينها .
ومضى التقرير للحديث عن الارتباط الإرتري الوثيق بإستراتيجية النظام المصري السابق المناوئ للسياسة الإثيوبية في الصومال ومياه النيل وجنوب السودان.
في العموم إذا تمت قراءة هذه التطورات مع الموقف الإرتري الذي يهدف بشكل رئيس إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة بأسرها بما فيها السودان وذلك باستضافة معسكرات حركات دارفور المسلحة بالإضافة إلى حركات شرق السودان وليس بعيداً عن ذلك الاتهامات التي تتردد عن ضلوع النظام الإرتري في انشقاق جبهة الشرق الديمقراطي الذي حدث مؤخراً بعد قيام عدد من القيادات بعزل الدكتورة آمنة ضرار على خلفية رفضها للمشاركة في الاجتماعات التي عقد في العاصمة الإرترية أسمرا لتقييم تنفيذ الاتفاقية بسبب عدم دعوتها مباشرة من الحكومة الإرترية ووصول الدعوة إليها عبر مكتب رئيس مؤتمر البجا موسى محمد أحمد.
كل هذه التطورات تشكل دلالة واضحة على أن أفورقي ما زال ماض في مخططه التخريبي في الإقليم ولم يثنه عن ذلك القرار1907 والذي أصدره مجلس الأمن قبل أكثر من عام ولم يتم تطبيقه حتى الآن ، بما يستوجب الإسراع في تنفيذ القرار بغية الحد من المخاطر التي تتهدد الإقليم جراء هذه الممارسات الطائشة.
* نشر في صفحة نافذة على القرن الإفريقي-صحيفة الوطن السودانية -18مارس2011م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى