مقالات

اتفقنا في حتمية وضرورة تغيير النظام واختلفنا في الوسيلة -رد على مقال الاستاذ/ عبد الرحمن السيد :سليمان مندر

30-Jun-2009

المركز

قبل ابداء ملاحظاتي او تسطير قناعاتي لابد ان اقول كلمة حق فيما يكتبه الاستاذ عبد الرحمن السيد وان اختلفنا في وجهات النظر , يخاطبنا بالحجة والمنطق والحوار , والحوار والنقاش غالبا ما يفضي الى نتائج ايجابية ويقودنا الى:-

أ/ جو صحي يكون له اثاره الايجابية في توضيح وكشف الاخطاء ونقاط الضعف والتي يمكن تلافيها وتحاشيها تقويما وتصحيحا للمسار في المستقبل.ب/ ايضا ابداء الراي والحوار بفهم هادف وبناء يكون نهجا سويا في التنبيه والتوجيه الى الاتجاه الصحيح والسليم .- وابتدر ابداء ملاحظاتي علي ماكتب بما ضرب من امثلة ونماذج التغيير والاصلاح بكل من الصين والاتحاد السوفياتي وايضا تجربة نلسون مانديلا في جنوب افريقيا .واستدلاله بما اطلع عليه في مقال (( ايران والعبر من التاريخ )) والذي يشير فيه الي (( ان المجتمعات الدكتاتورية والتي ليس بها هامش من الحريات لاتؤتي الثورات الشعبية فيها اكلها ))واقول هذا صحيح ولكن هل تم تغيير الحكومة الصينية او النظام الصيني التي لم يجدي معه التغيير عن طريق الثورات الشعبية ؟؟1- اتفق معه فيما ذهب ((الحركات والجماعات التي تنتهج العنف السياسي في ارتريا غير موحدة و غير مجربة في ممارسة ادارة الدولة والديمقراطية)) والرد ببساطة ايضا الوحدات التي ترى الخيار السلمي حلا هي ايضا غير مجربة !!!2/ اتفق معه الى حد ما ايضا في قوله عدم وجود رؤية موحدة او مشتركة بين الوحدات التي تقاتل النظام فالتصادم بين تلك الوحدات وارد ولكن يممكننا ان نتحاشى هذا التصادم بايجاد صيغ لذلك وايضا بتوجيه هذه الوحدات الي النهج الصحيح وليس بايقافها عن مقاتلة النظام الذي اجبرت تلك الوحدات لاستخدام منطق القوة بعد ان رفض النظام قوة المنطق واضطرت لخيار حمل السلاح في وجه الطغيان لوضع حد لمعاناة شعبها وتخليصه ولم يكن ابدا خيارها الاول .3- صحيح ايضا ان قوة الانظمة الدكتاتورية تكمن في العنف واستخدام السلاح ولكن مارايك الاستاذ عبدالرحمن ان الكثير من الانظمة الدكتاتورية سقطت تحت بنادق الثوار وتعيش مجتمعاتها اليوم في امن واستقرار !!!!- اما الفقرة 6 في المقال والتي جاء فيها ان (( التغير العمودي هو افضل الخيارات لانه من داخل قيادة الحزب الشمولي )) وأقول التغيير الذي اشار اليه الكاتب ليس بمستحيل ولكن اسقاط هذا النموزج وتطبيقه علي الحالة الارترية , ان نسبة نجاحه ضئيلة جدا وذلك لتفرد النظام في اسمرا وحيله الماكرة من اغراء وارهاب وتنكيل لكل من من يفكر او يتحرك للتغير .ولا يعني نجاح تجربة ما في قطر ما مثالا ناجحا يمكننا تطبيقه او ليس بالضرورة ان تكون هي الطريقة المثلى وهنا يجب ان نراعي خصوصية الحالة الارترية والنظر اليها من كل الجوانب وما تجربة المناطق التي طبقت في عهد الثورة بعيدة عن الاذهان رغم صحة المقصد والغاية .- أما الفقرة المشار اليها بالرقم 7 والتي اشارت الى قتل الشباب بحجة التصادم مع نظام الهقدف بقصد نشر الديموقراطية لا يقل جرما عن من يقتلهم النظام..- اتفق من حيث المبدأ على ان خسارة اي شاب تعني خسارة وطن وهذا حسب معايير القيم الانسانية والدول المتقدمة التي تعنى بالانسان .ولكن الشباب يموت في كل الاحوال وايضا كل فئات الشعب يمارس عليها القهر والاسر والتنكيل في كل يوم وهنا تحضرني مشاركة طالبة دون العشرين في لقاء الاستاذ/بشير اسحق بنيوزلندا وفي لقائه الجماهيري بالعاصمة ولينغتون حيث قالت الشباب يموت في كل الاحوال اذا قاومت المعارضة بالسلاح ام لا !!!الشباب يموت في معارك افتعلها النظام ضد دول الجوار والشباب يموت في صحارى افريقيا, والشباب يموت غرقا في البحار والشباب يموت تحت مقاصل التخوين بايدي جنرالات النظام . اذا الشاب يموت في كل الاحوال الخسارة اكبر كلما طال عمر النظام فالحل اذا في اسقاط النظام بكل الوسائل المتاحة وربما تكون الخسائر البشرية في خوض معركة مع النظام اقل من استمراره في سدة الحكم .- عموما في اعتقادي الفجوة ما بين طرح الاستاذ عبد الرحمن والواقع الحالي ونهج النظام كبيرة وشاسعة جدا, والتغيير الذي ينشده استاذ عبد الرحمن في مقاله ليس بمستحيل ولكن يجب ان نضع عامل الزمن في الحسبان ,ولا ننسى ان اهم عناصرالتغيير عنصر الزمن ,ففي الوقت الذي يسطر فيه الاستاذ عبد الرحمن مقاله او نطالع نحن السطور هناك تغييرا في ارض الواقع يجري في ارتريا , اراض تسلب واسر تفكك ومجتمع يشرد وثقافة تطمس وهوية تكنس !!!!- خلاصة القول السيد عبد الرحمن اتفقنا في ان التغيير ضرورة حتمية لانقاذ الوطن الارتري ومواطنه واختلفنا في وسيلة التغيير اذا لندع تلك الوحدات تمارس خيارها ويمكن توجيهها وليبدا من اختار التغيير الامن كوسيلة في طرح خطته العملية واتخاذ خطوات عملية لتحقيق التغيير المنشود.مع امنياتي بان نرى ( سدري ) تتصدر التنظيمات والمنظمات وتقود الجماهير الارترية لاسقاط النظام بالخيار السلمي .- اعود لاقول المقال فيه عمق في التحليل ونضجا فكريا ولكن برؤية اكثر واقعية للتجربة الارترية نجد ان هناك العديد من المفارقات والاختلافات وايضا من الصعوبة بمكان قياس تلك التجارب وتطبيقها كليا على الحالة الارترية كنموزج .- اخيرا اتمنى ان تطوع يراعك الثري وفكرك الواسع لحل اشمل واتمنى ان تلقى مكانتك اللائقة كمتخصص وناشط سياسي يتعدى دائرة فكرة التغيير الامن الى افاق ارحب يساهم في اثراء الساحة الفكرية والسياسية ورفدها بالافكار المنتجة والتي اتوقع ان يكون لها دورا في صناعة التغيير الحقيقي في ارض الواقع .- ايضا في الختام اؤكد واناشد السيد عبدر الرحمن انه بامكانه ان يسهم مع غيره في بناء مدرسة سياسية ناضجة، قادرة بمنطقها الذكي على تجاوز المحنة الحالية لافتقار الساحة للنقد الموضوعي والتحليل العميق والذي اضاع من عمر الامة الكثير، فالعمل على سد هذه الثغرة من صميم واجب كل مثقف فالساحة تفتقر الى هذا النضج والتعامل الاعلامي المحترف ,احييك مجددا الاستاذ عبد الرحمن واتمنى الاطلاع على مقالاتك القادمة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى