مقالات

استعادة إريتريا لعضويتها في الإتحاد الإفريقي..مؤشرات ودلالات : عبد الله محمود*

28-Jan-2011

المركز

أوردت عدد من وسائل الأنباء خبرا باستعادة إريتريا لمقعدها في الإتحاد الإفريقي حيث قام السفير قرما اسمروم تسفاي بتقديم أوراق اعتماده لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي رئيساً لبعثة إرتريا في الإتحاد الإفريقي .

ومن المعلوم أن إريتريا قد جمدت عضويتها في الإتحاد الإفريقي وقاطعت إجتماعاته قبل أعوام ،وسحبت بعثتها ، وعزت ذلك إلى أن الإتحاد الإفريقي فشل في إدانة انتهاكات إثيوبيا لإتفاقية الجزائر التي تم توقيعها بين البلدين لتنهي الحرب التي دارت في الفترة من 1998-2000م . ولكن يبدو أن إريتريا قد أدركت أن سياسة تجميد العضوية ومقاطعة أعمال المنظمات الإقليمية كان له تأثيراً سالباً عليها ، خاصة وأن الإتحاد الإفريقي قد تبنى قرار العقوبات على إريتريا باقتراح يوغندي ثم تم رفعه لمجلس الأمن ليصدر القرار 1907 القاضي بحظر سفر مسئولين إريتريين وحظر السلاح وتجميد أرصدة عدد من المؤسسات والمسئولين .
ويبدو أن النظام الإريتري قد أدرك أن الدول التي تناصبه العداء قد تمددت في الفراغ الذي خلفه غيابه مما تسبب في أضرار بالغة على مجمل أوضاعه وعلاقاته فقرر مؤخراً استعادة عضويته، وفي إطار مساعيها لاستعادة عضويتها شاركت إريتريا في اعمال قمة الإتحاد الإفريقي التي انعقدت في يوليو الماضي بوفد ترأسه وزير الخارجية عثمان صالح ، و طلبت أسمرا في مذكرة تقدم بها وزير خارجيتها احتجاجاً مفاده أن إريتريا لم تستطع أن تتمتع بحقوقها كدولة عضو في الاتحاد الإفريقي (الذي يضم 53 دولة) واتهمت السلطات الإثيوبية بإعاقة عملية إعادة افتتاح بعثتها في أديس ابابا مما جعل رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي جين بينغ يتشاور مع الحكومة الإثيوبية ، التي نفت بدورها المزاعم الإريترية ،ويعلن أن إريتريا بإمكانها إعادة افتتاح بعثتها في الإتحاد الإفريقي.ورغم أن الكثير من المراقبين فسروا الخطوة بأنها فاتحة للحوار بين إثيوبيا وإريتريا على خلفية الإفادات التي ادلى بها مع الرئيس الإريتري اسياس افورقي مؤخراً في لقاء صحفي مع صحيفة الوطن القطرية والذي أعلن فيه إن كان ثمة حوار فسيكون مع (المرسِل وليس مع المرسَل ) في إشارة فسرت في حينها إمكانية الحوار مع إثيوبيا ، إلا أن الحكومة الإثيوبية قد قطعت الطريق أمام هذه التكهنات بإعلان الناطق باسم الخارجية الإثيوبية أن الخطوة ليس لها أي تأثير إيجابي على العلاقات المتوترة بين البلدين مبيناً ( أن الحكومة الإثيوبية لا تستطيع فعل شئ إزاء هكذا وضع خاصة وأنها باعتبارها دولة المقر للإتحاد الإفريقي ملتزمة بتسهيل أعماله ).
ومما يشير على أن افتتاح بعثة ارتريا لا يشكل أي تأثير إيجابي لانفراج وشيك للعلاقات بين البلدين تزامُن تقديم اسمروم أوراق اعتماده مع إعلان الحكومة الإثيوبية إلقاء القبض على 7 أفراد قالت إنهم إرهابيين وذلك في إقليم العفر الإثيوبي بتهمة التخطيط لتفجير حافلات ركاب ومحطات وقود وعدد من المنشآت الحيوية وتوجيه إتهام لإرتريا بالضلوع في دعم المجموعة تخطيطاً وتدريباً وتمويلاً وقالت إن المجموعة تحركت من ميناء عصب الإريتري.
كما أن وسائل الإعلام الإثيوبية المقربة للحكومة قد وجهت انتقادات حادة لتعيين اسمروم السفير الإرتري السابق في أديس ابابا حيث قال مركز والتا للمعلومات إن تعيينه بالرغم من الدور السالب الذي لعبه إبان الحرب بين البلدين يعد إشارة سالبة من الحكومة الإرترية وقالت إنه لعب دوراً كبيراً في توسيع الشقة وتعميق الصراعات بين البلدين، بالإضافة لإتهامه بالقيام بتحريض الإرتريين المقيمين في إثيوبيا بالقيام بنشاطات سالبة تهدف لتقويض السلام والاستقرار في إثيوبيا فضلاً عن استهداف الوحدة بين مكونات المجتمع الإثيوبي. ومضى المركز إلى وصف اسمروم بصاحب الذهن المسمم وأنه ليس في ذهنه مساحة للسلام والعلاقات الإيجابية وقال إنه خلال عمله سفيراً بأديس ابابا قام بمحاولات دؤوبة لتحريض المعارضة الإثيوبية لممارسة أنشطة غير مشروعة وسعى لإقناع عدد من السفارات الأجنبية للمساهمة معه في الأمر ، واتهم المركز اسمروم بالتجسس على مشروعات التنمية في إثيوبيا سعياً لتعطيلها وتدميرها.
واضاف المركز إن اسمروم حتى بعد مغادرته لإثيوبيا كان يقوم بأعمال تستهدف خيار الشعب الإثيوبي في إشارة إلى الانتخابات الإثيوبية ، وختم بقوله إن تعيين اسمروم لن يشكل أي إضافة لمساعي السلام والاستقرار في الإقليم بل سيعمل على تقويضها.
ورغم مخاوف قوى المعارضة الإريترية من أن يشكل وجود اسمروم في العاصمة الإثيوبية تهديداً لها بشكل او بآخر إلا ان جميع العوامل تشير إلى أن الخطوة لن يكون لها أي تأثير في تطبيع العلاقات بين البلدين في المستقبل المنظور بل ربما أدى إلى تفاقم الأوضاع بين البلدين ، خاصة وأن السفير الذي تم تعيينه تصنفه الدوائر الإثيوبية من أكثر الشخصيات عداءاً لها داخل الحكومة الإرترية .
* نشر في صفحة نافذة على القرن الافريقي – صحيفة الوطن السودانية -الجمعه28يناير2011م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى