مقالات

الصومال ..حرب بالوكالة

16-Apr-2007

المركز

من المضحكات المبكيات جداً أن يرى المراقب الرئيس الإرتري اسياس افورقي يتبادل الضحكات مع زعيم المحاكم الإسلامية الصومالية الشيخ شريف شيخ أحمد ،وفق الصورة التي نقلتها الفضائية الإرترية ،

ومن قبله استقبل الرئيس كل من حسين عيديد ، وشيخ شريف ادم رئيس البرلمان السابق الذي تم عزله بحجة أنه موالي للمحاكم الإسلامية ، وكل الدلائل تشير الى ان الرجل سيمضي إلى آخر الشوط في حربه مع إثيوبيا في الميدان الصومالي من خلال حلف جديد بدأ يعد له بعناية وصبر شديدين .المضحك في الأمر أن حجة أسياس في مشروعة تعتمد على فلسفة تقول أنه بمسعاه هذا يساعد الصوماليين على طرد المستعمر وهذا جزء من دين قديم للصومال على إرتريا ، وهي حجة تطرب لها الأذن فديون الصومال على القضية الإرترية وقياداتها كبيرة جداً ولكن هل اسياس فعلاً بهذا الوفاء ، وهو الذي تنكر لأي دعم عربي للقضية الإرترية ولم يكن وفياً حتى تجاه أصدقائه ورفقاء سلاحه الذين أودعهم السجون أم إن الوفاء خلة ترتديها متى شئت وتخلعها متى شئت ، وإذا كان اسياس يريد أن يساعد في حلحلة مشكلة الصومال فلماذا لا يطرح مبادرة مثل مبادرته لقضية شرق السودان طالما يملك تأثيراً على طرف مهم من أطراف المعادلة الصومالية . إذا كان ذلك الوجه المضحك حقاً فالمبكي في القضية هو أنه في ذات الوقت الذي يدافع عن حق المسلمين في الصومال في اختيار النموذج الذي يختارونه يحرم الإرتريون من ذات الحق فلا تزال سجونه منذ عام 1994م ملئ بالمعتقلين من شيوخ المسلمين الذين اعتقلوا من مدارسهم أو مساجدهم أو منازلهم دون ذنب ، ولم يقدموا لمحاكمة ولم يعرف أحدا مكانهم حتى اللحظة .ولكن وفق التقديرات السياسية وهي لغة يحبها الكثيرون أو يدعونها ما هي الحكمة من المواقف الإرترية الداعمة لطرف ، هل الاستنزاف الإثيوبي وحده يكفي كمبرر وإرتريا تملك حدوداً تتجاوز الألف كيلومتر مع إثيوبيا .أعتقد إن ذلك مبرر غير كاف وما يحتاجه الصومال رغم وجاهة حجة الرئيس الإرتري في رد ديون الصومال فلا أحد يستطيع أن ينفي صومالية الحكومة المؤقتة كما لا أحد يقر أو يتمني أن يستمر احتلال الصومال ومن هنا فإن الذي يريد أن يساعد الصوماليين عليه أن يجمعهم في مائدة واحدة إذا اتفقوا فإنه لن يكون هنالك مبرر لوجود القوات الإثيوبية ، ولن يكون هنالك مبرر للمجازر التي شهدتها مقديشو في الآونة الأخيرة وراح ضحيتها أكثر من 1500 مواطن صومالي اعزل .ومن هنا فإن القضية الصومالية اليوم في مفترق طرق ويخضع القائمون بشؤونها – من الساسة الصوماليين ووجهاء القبائل وممثلي المجتمع المدني والعلماء والمثقفين- لاختبار حقيقي في مدى إيمانهم بقدسية المصلحة الوطنية الصومالية العليا، وأهمية إعادة الاعتبار للمواطن الصومالي وحقوقه التي كفلتها المواثيق الدولية ، ومن هنا فإن على القادة الصوماليين المتواجدين في اسمرا أن ينظروا إلى حليفهم بأكثر من عين ، فمن لم يأمن شعبه من ظلمه لا يمكن أن يأمن جيرانه من ذلك وتلك نصيحتنا للصوماليين طالما أجبرتهم لغة السياسية ومنحنياتها لزيارة اسمرا ورئيسها .نشرت في افتتاحية صفحة رسالة إرتريا التي يصدرها المركز في صحيفة الوطن السودانية 13 أبريل 2007م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى