مقالات

المرأة بين شعار العام .. وواقعها في إرتريا : جمال همد

8-Mar-2006

المركز

( المرأة في مكان إتخاذ القرار ) أختير هذا الشعار ليحتفل به العالم بمناسبة الثامن من مارس عيد المرأة العالمي ، والمرأة في إرتريا وبعد نضال لثلاثة عقود وتضحيات جسام تبحث عن مكان تحت الشمس دون ملاحقات ، دون ( ساوا ) ..

دون أن تلجأ إلى طرق ملتوية لتأمين عيشها .. تتوق أن تستريح في بيت صغير تعول أسرة .. تذهب إلى الجامعة .. تنام مطمئنة بعد عناء يوم عمل دون توقع زوار الليل .. تعد الغداء وتنتظر باطمئنان المعيل والإبن والإبنة .الحديث طويل وذو شجون عن نضالات المرأة وتضحياتها من الشهيدات الأوائل إلى المنازل التي فتحت للإجتماعات .. وجمع الإشتراكات وحفظ أسرار الثوار وتضميد الجراح … الخ .لا نريد أن نبكي على اللبن المسكوب فقط نريد أن نضع الحقائق والمعلومات الموثقة الآتية للقارئ الكريم حتى يستبين مكانة المرأة الإرترية من الشعار العالمي المرفوع ويعرف البون الشاسع ما بين خطوات العالم ووضع المرأة الإرترية .تحدثت الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا قبيل التحرير بسنوات وبلغة يسارية فاقعة عن أن المرأة أصبحت تشكل 35% من الجيش الشعبي وأبرزت دورها القتالي في ميادين القتال وكافة مفاصل التنظيم .. كما تحدث عن رفع ( الظلم ) و( الإضطهاد ) وأن عهد وصاية الرجل على المرأة قد ولى إلى غير رجعة … الخ ، فلنتمتحن كل ذلك من خلال الأرقام والحقائق الآتية وهي منشورة عبر منظمات دولية .47% من الأسر الإرترية تتحمل مسئولية إعالتها المرأة نتيجة غياب الرجل المعيل والإبن الأكبر إما لأنه قتل في الحرب أو فقد أو لأنه هرب عبر الحدود أو لوجوده في سلك الجندية أو لوجود في السجن ، كما أن 60% من الأسر هي دون خط الفقر .بلغت نسبة الإصابة بالإيدز بين النساء ذات الأعمار من 20-24 عاماً إلى 2.7% .. كما بلغت نسبة الإصابة بين الأعمار 25-29عاماً 3.6% .. أما بين الحوامل فقد بلغت 3.3% بينما الحكومة تقلل من نسبة هذه الأرقام .إنخفضت نسبة الطالبات في جامعة أسمرا إلى 11% فقط ذلك لإرتفاع نسبة زواج البنات دون سن 18 حتى يتفادى الأهالي ذهاب البنات للتجنيد الإجباري .. وقد منعت الحكومة أخيراً ذلك ، فقد اصدرت السلطات المعنية إعلان شفهي يمنع زواج الفتيات إلا بعد أداء الخدمة الوطنية الإجبارية المفتوحة ، كان مقرراً أن تسرح الفتيات من الجيش بحلول العام 2002م ولم يتم ذلك حتى الآن .دفع المئات من المناضلات الجيش الشعبي ممن سرحن عام 1993م -1994م للعمل في الدول العربية ( لبنان – سوريا – دول الخليج ) وفق تعاقد غامض بين مكاتب تشغيل العاملات في هذه الدول ومكتب العمل يحصل بموجبه الأخير على نسبة من دخلهن دون وجه حق أو قانون .إرتفاع نسبة الدعارة المنظمة وغير المنظمة في المدن مما يعني إرتفاع نسبة الإصابات بالإيدز المبينة أعلاه .مئات من الفتيات الصغيرات يعبرن الحدود يومياً دون هدى لمستقبل مجهول ولك أن تتجول في شوارع الخرطوم لتكشف ذلك دون عناء ، وأخريات ابتلعتهن الصحراء أو المتوسط أو منتظرات في مالطا .وأخريات يرزحن في السجون والمعتقلات وأقبية أبرهه كاسا في كل أرجاء إرتريا ، نذكر منهن استير فيسها ظيون وزوجة الوزير السابق ، ماريام حقوس .. مسئولة قسم السينما ، حياة إبراهيم نورحسين من جماعة أنصار السنة المحمدية ، هيلين برهاني كنسية .هذا حسب ماورد في تقرير مركز سويرا لحقوق الإنسان لعام 2005م وأعداد كبيرة لم يتم إحصاؤها من ربات البيوت والطالبات وموظفات الخدمة المدنية ومناضلات سابقات .وتوجد العشرات من الأمهات في المعتقلات الآن في كرن وأغردات وأفعبت وقندع وغيرها من المدن بتهمة تهريب أنجالهن أو إخفائهن وفرض غرامات عليهن تبلغ 50.000 نقفه ومن لم تستطيع فعليها أن تعمل في مشاريع ضباط الجيش والإستخبارات ومرافق الحكومة بسخرة حتى تسدد المبلغ .أخيراً فإن الحكومة الإرترية لن توقع حتى الآن في إتفاقية التمييز ضد المرأة .. إذاً تبخرت لغة الميدان والماركسية النيّة لتحل محلها لغة العنف والإضهاد المنظم ، ودفع المرأة لممارسة البغاء بشكل منظم في معسكر ساوا وهذا ما كشف عنه الصحفي الأسترالي في صحيفة The Age من خلال تقرير عن الإغتصاب في معسكرات ساوا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى