مقالات

المناضل النقابي محمد السيد علي يكتب عن نضالات المرأة الإريتري (1)

9-Mar-2016

عدوليس ـ ملبورن

المجد فكرة وسيف توأمان ما افترقا إلا انكفأجدار وتهدم ركن . وهكذا كانت الفكرة تصول وتجول في ثنايا ودواخيل الشعب المقهور منالذل والهوان وتحت وطأة مستعمر لايعرف قيمةالانسان . وما ينقصه كان سيفٱ في يراع ، بطليعلن بداية المشوار، وكان للشعب ما اراد .ففي الفاتح من سبتمبر اعلنها الفارس المغوارحامد ادريس عواتي ثورة علي كل باغي اثيمليحقق بذلك حلم الشعب . وفي السنوات الاولي للثوره بدأت تظهر

بعض التناقضات والانفعالات، في الاداء الاداريوالتنظيمي نتيجة تواضع الخبرة وحداثة التجربةللقائمين علي المهام … بالاضافة الي حماس الشباب وعنفوان الرعيل وسط تهليل الشعبودعمه اللامحدود لتلك البدايات المفعمه بالأملوالرجاء للانعتاق من قبضة الاستعمار وفي زخمالضجيج وتناثر الاشياء لم تتاح للقائمين فرصةالمراجعات والتقييم الموضوعي حتي يتسنىلهم تصحيح ما افسدته بعض الممارسات العشوائيه وامتلاك الجرأة لمحاربة بعض التقاليدوالعادات التي اضرت كثيرأ بل اعاقت المسيرةولاشك كان هناك جهد مقدر من شبابنا الواعيوالحادبين علي نجاح الثوره في بناء مرتكزاتوبرامج تساهم في تطوير مجمل العمل الثوري عبر عقد المؤتمرات والدورات التثقيفيه وتأسيسالمنظمات الجماهيريه.واذا كان الرعيل من وضع اللبنات الاولى وتحمل اعباء مرحلة التأسيس وسطر اروعالملاحم البطولية رغم شح الامكانيات وملاحقةدول الجوار ، بالمقابل كانت شريحة هامة من المجتمع الاريتري تقف بشموخ الي جانب الرعيلعضضأ وسندأ وتضحيتأ بكل ما تملك من قناعات وإيمان بالقضية .وضمن هؤلاء كانت المرأة الاريتريه المناضلة، ولأسف ان الاجيال اللاحقه من تسعينيات القرنالمنصرم والي يومنا هذا مغيبون تمامٱ عن تاريخالآباء والاجداد والامهات وما بذلوه من تضحياتعظام في سبيل ان ينعم الأحفاد بالسعادة فيظل الحريه والانعتاق ، وكلنا يتحمل مسؤولية ذلك التقصير في عدم تقديم المعلومه التاريخيهالصحيحه عبر توثيق المراحل وصانعيها.ان التصحر الفكري يلحق بنا الاذي ويجعلنانفتح نافذة علي سلبيات واخفاقات الماضي وتجاهل جمله من الانجازات تحققت بفضل رجال ونساء اوفياء بذلوا وعانوا وضحوا بكل غالي،في سبيل ان يمهدوا لنا الطريق لمواصلت المشواراذن لابد من خطوات تبنى علي الثقه بين كافة التنظيمات ومنظمات المجتمع المدني ومن شاركوافي صناعتة الحدث والعمل معا في مجال التوثيقحتي نحافظ علي ارثنا وتاريخ شعبنا من الضياع. وهنا سوف أحاول ان أسجل ما أستطاعت الذاكرة الإحتفاظ به عن تاريخ ونضال المرأة الإريترية.المرأه الاريتريه بصفه عامه كان لها دور مشهودفي دعم الثورة والوقوف بجانب اخيها الرجلفي كل المواقف المشرفه ، ولكن نحن اليومبصدد سبعه من الرائدات ينوء الميزان من حملهنلأنهن بالف رجل ، ودون ترتيب مقصود يتحدث التاريخ عن : 1- المناضله جمع بابور. عليها الرحمهة2- المناضله فاطمه محموداي. عليها الرحمة3- المناضله خديجه نور تكروراي عليها الرحمةوهي حرم الشهيد عمر ازاز4- المناضله عيشه عثمان عليها الرحمةوهي من اصول سودانيه5- المناضله وحدو. عليها الرحمهوهي حرم الشهيد عثمان كربل6- المناضله ستل حامد. اطال الله في عمرها7- المناضله نسريت كرار اطال الله في عمرها.تكونت من المناضلات المذكورات اول خليهنسائيه في تأريخ الثورة، وكان ذلك في يونيو1963 في مدينة كسلا وبمنزل الشهيد عمر ازاز بحضور الشهيد طاهر سالم لتكون النواة الاولي، في تنظيم عمل المرأة وتكليفهن بالمهامحسب مقدرتهن في تنفيذ مايوكل اليهن . وكانلابد من اداء القسم حسب العُرف المتبع في تلكالمرحله . وعندما جاء دور نسريت كرار لاداءالقسم سألها الشهيد عن عمرها اجابت16 سنهفرفض الشهيد طاهر وقرر ابعادها من المجموعهلان السن القانوني الاداء القسم والانخراط في العمل كان 18 سنه وتحت اصرار نسريت ورجاء بقية العضوات وافق الشهيد بشرط الضمان منعضوتان وكان لها ذلك . واطلق اسم{ توتيل }علي الخلية الوليدة . وبعد فتره وجيزه اجتمعتالخليه في منزل الشهيد عثان كربل لتحديد المهاموالتوجه الي الداخل والمدن السودانيه .فتم توجيه المناضله ستل حامد الي مدينة كرنوالمناضله. فاطمه محموداي الي اروما القربه حلفانسريت كرار إلى كسلاعيشه عثمان إلى اغردات اما جمع بابور فكانت صاحبة المهام الصعبه حيثكلفت بايصال الزخيره والسلاح الي المقاتلين. أنضمت أخريات للنواة الأولي خاصة في الداخل ومختلف المدن السودانية وبالفعل تم تكوين خلية اغردات من الاخوات جمع عبدالله حامد . ستل صالح . جمع اكتي . زهرة احمد يعقوب ( زهره ربده ) فاطمه ادال . آمنه باحاج . زينب محمد موسي .وتم تكليف. فاطمه ادال بجمع الادويه والمعدات الطبيه . كما كُلفت المناضلتان. ستل صالح وجمع عبدالله بمهام استقبال الفدائيين وحفظ اسلحتهم لحين عودتهم الي الميدان، كما تم تكليف المناضلات . جمع اكتي. و آمنه باحاج و زينب محمد موسي بجمع الاشتراكات والتبرعات لدعم الثورة . وفي بداية العام 1964 تكونت الخليه الثانيه بمدينة كسلا بقيادة المناضله. زهرة علي واطلق علي الخليه اسم ( التاكا ) وفي مدينة كرن تم تكوين الخلية الاولى بإشراف المناضلة ستل حامد، وعضوية الاستاذة آسيا قاضي موسي وشقيقتها آمنه موسي وسعديه حرم السيد صالح برادا وسعديه عثمان و فطوم سعيد لحتات وزينب محمود . واطلق علي الخليه اسم ( الغاليه ) كما كانت هناك مجموعه مرتبطة بالفدائيين مباشرة امثال سنيت تسفو وشقيقتها الفدائية سعديه تسفو . وحليمة عتيل . وامت اسين وزهرة للاسف لا اذكر اسمها كامل .نعود الى كسلا والي حراك مجموعة توتيل والتاكا حيث العمل الدؤوب والتفاني وتم تشكيل لجان اضافيه تعمل في استقبال جرحى الحرب والعناية بهم وتوفير احتياجات المقاتلين . وفي نفس العام 1964 تم افتتاح القنصليه الاثيوبيه بمدينة كسلا . وحينها انتفضت المرأة واستنفرت عضويتها للاعتراض علي وجود قنصلية للعدو وبالتنسيق مع القوى الوطنيه السودانيه دعت الي مظاهرة للتنديد بالانتهاكات الاثيوبيه والإحتجاج علي مزاولت القنصليه لاعمالها وبالفعل كانت مظاهرة حاشده شارك فيها اصدقاء الثورة والنقابات السودانية وعلي رأسهم الرمز الوطني السوداني محمد جباره العوض.وفي قاهرة المعز وفي العام 1968 بدأت الخطوات الاولي لتأسيس الاتحاد العام للمرأة الاريتريه بقيادة المناضلات آمنه ملكين وزهرة جابر وخديجه حامد لجاج وعماره حرم الرمز الوطني ابراهيم سلطان وحرقو كنتيباي سمرالعول . وفي ختام سردنا لليسير من نضالات المرأه الاريتريه لا يسعنا الا ان نشيد بتضحيات امهاتنا واخواتنا ولهن منا كل الحب والعرفان . .وفي هذه المناسبه الخاصه بتكريم المرأة نحي شهيدات الحركة الوطنية الاريتريه وفي المقدمة الشهيدة الاولي للثوره فاطمة جعفر والتي استشهدت في اغسطس من العام 1963 وهي من مواليد مدينة هيكوتا . والشهيدة الم مسفن والتحية لكل الشهداء من الجنسين .الحلقة القادمة أضواء على السيرة الذاتية لـ نسريت كرار وسعيدية تسفو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى