مقالات

الهجرة الأبدية لنوارس الثورة الإريترية المناضل إدريس أدروب عنجه حامد يلتحق بالرفاق ! بقلم / محمد آدم حدوت

23-Jan-2021

عدوليس

بالأمس فقط التاسع عشر من يناير 2021م يبتسم المناضل الكبير إدريس أدروب عنجة للموت بمدينة كسلا السودانية معقل الثورة الإريترية والعمق الاستراتيجي للكفاح المسلح الإريتري بعد عمر مديد كفاحاً وإقداماً وفداءً عن عمر ناهز المائة عام حيث كان الميلاد بالقاش في العام 1921م . بالأمس فقط منذ 1961م يضع المناضل إدريس أدروب عصا الترحال ويبتسم للموت مرحبا بالهجرة الأبدية إلى دار الخلود حيث الرفاق والرفيق الأعلى تاركا من خلفه وطن يئن من وطأة رفيق استبد واستباح العمالة والارتزاق.

المناضل الكبير ادريس أدروب ما سار الثوار مسيرا قطعوا وادياً إلا وكان معهم .. تعرفه الهضاب والجبال والوديان والقاش والغزلان والعمليات النوعية والبطولات الثورية وتقوربا وأدال والكلاشنكوف والرشاش وتحرير المدن وفي آخر المطاف بالأمس للأسف لم يجد شبرا في وطن أفنى من أجله زهرة شبابه بل كل عمره مناضلا فيه ليوارى جثمانه الطاهر في مقابر الحسن والحسين بكسلا ضحى كحال كل الثوار الذين تعلقوا بالثريا وطناً وترجلوا الثرى قبراً .. وحكومة العار والخيبة.
بالأمس فقط يبتسم المناضل إدريس أدروب للموت لأن الرفاق هناك في جنات الخلد قد اشتاقوا له واشتاق لهم وقد طال الإنتظار وسئم .. مائة عام من الرجولة والبطولة والكفاح والمعارك .. لم يطأطئ الرأس يوماً إلى أن مات شامخا أبياً . رافضا الإذلال ودعوات النظام المستبد في أسمرا وإغراءاته ولسان حاله يقول: جبهة التحرير قلناها من بدري .. وها أنا ذا أموت على فراشي كما يموت البعير .. فلا نامت أعين الجبناء.
المناضل إدريس أدروب ليس بآخر نوارس الثورة الإريترية ولكن من أبرزها .. كان رجل المهمات الصعبة لذلك تم تعينه مفوضاً للثورة الإريترية وأميناً للسر بالقاش مهد الثورة من قبل الشهيد حامد إدريس عواتي مفجر الثورة في العام 1961م والإمبراطورية الإثيوبية كانت تنشط آنذاك في تمشيط تلك المنطقة ليل نهار والتنكيل بالشعب الإريتري.
خاض وقاد المناضل إدريس أدروب العديد من العمليات الفدائية وشارك في معارك الكر والفر وعشق إقتلاع السلاح عنوة من قوات الدرق في بدايات الثورة كما شارك ببسالة في معارك تحرير المدن في سبعينيات القرن الماضي وظل قابضاً على الزناد واقفاً شامخاً عزيزاً إلى أن فارق الحياة بالأمس الثلاثاء الموافق 19 يناير 2021م.
نسأل الله له قبولا حسناً في جنات الخلد وأن يتغمده بواسع رحمته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى