مقالات

الي جنات الخلد يا أبو عماد – جمع أحمد علي بخيت

23-Dec-2013

عدوليس

فجعت بتاريخ 21 ديسمبر الجاري بفاجعة كنت اتمني ألا تحدث مادمت انا علي قيد الحياة ، إذ أنني في ذلك التاريخ فقدت اعز صديق و رفيق و اخ عزيز هو الفقيد المهندس ادريس يسن شيخ الدين و الذي وافته المنيه بعد صراع مرير مع المرض.

كان الفقيد صديقي الحميم منذ فترة الصبا و كنا معأ في كافة مراحل الدراسة المختلفة – وكان مثالا للوفاء و عنوانا للإخلاص وكان يتسم بالذكاء الخارق ، وحاضر ليمد يد العون عند المحن والشدائد لكل محتاج،كما كان ايضا انسانا تطغي عليه روح التسامح والتضحية ونكران الذات.
و عندما كان الاحتلال الأثيوبي يمارس القمع و الاضطهاد ضد شعبنا اتفقت مع الفقيد علي ان التحق انا بالميدان و علي ان يبقي هو في العاصمه اسمرا و ان يواصل نضاله في اطار الخلايا السريه ، الي جانب ذلك كان الفقيد يرعى اغلي انسانه عندي في الحياة و هي والدتي رحمة الله عليها ..
فقد ناب عني (ابو عماد) في رعايتها بصورة أذهلتني وقد علمت ذلك فيما بعد من السيدة الوالدة في احدي لقاءاتي بها، الا ان الراحل لم يبح لي بالأمر علي الاطلاق،كما كان عطاءه ينداح ليشمل سائر اخوتي حتى في المهجر.
و بعد انهيار جبهة التحرير الإرترية و دخولنا الأراضي السودانيه لم يبخل بكل ما يستطيع تقديمه من دعم للمناضلين و الابتسامة لا تفارق محياه , كنت عنيدا في مواقفي و كان هو علي العكس مني سمحا ومتسامحا مع الجميع و علي المستوي الشخصي فقد كان الفقيد ابو عماد بالنسبة لي المعين الذي لا ينضب من العطاء و النبل و اليد اليمني التي تمتد الي عند الشدائد .
ان هذه السطور القليله قد لا تفي صفاته و لا تستوعب اخلاقه وشمائله لأن صفاته تجل عن الوصف او التعبير.
ألا رحم الله الفقيد ابو عماد بقدر ما قدم لوطنه وأحبائه وأدخله فسيح جناته مع الشهداء والصديقين والأبرار. ( إنا لله وإنا اليه راجعون).
في الختام لا يسعني إلا ان أعزي نفسي كما اتوجه بالعزاء الي اّل ياسين واّل دبساي والي كل أحبتنا في كل مكان راجيا ان يلهمنا جميعا الصبر والسلوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى