مقالات

تجارة البشر في شرق السودان :ادريس همد- لندن

5-Feb-2013

hglv;.

(الى الذين يؤرقهم الخوف من العدل والى الذين يحرقهم الشوق الى العدل ، الى اولئك وهؤلاء اصوغ الحديث)الدكتور احمد زكيتتصاعد وتيرة التصريحات هذه الايام عن تجارة البشر في شرق السودان ، تلك التي اثارت لقطا كثيرا في الاوساط المحلية والإقليمية بل تعداه الى العالم أجمع فهي اعمال غير انسانية لاسيما وإنها تعدتها الى ان اصبحت الاعضاء البشرية تباع وتشترى وكأنها قطع غيار.سبق وان نبهنا في فترة ماضية بان ما عرف وقتها (برتل) قافلة سيارات تمت مهاجمتها من قبل الطيران الاسرائيلي على مشارف الحدود المصرية في العام 2011م .

بان مجموعات محسوبة على ما يطلق على نفسه بتنظيم الاسود الحرة براسة مبروك مبارك تتاجر في تهريب البشر والسلاح والكل يذكر ما جري لتلك القافلة نحن هنا نتحدث عن ظاهرة غريبة على المجتمع بما تمثله من دناءة وانحطاط اخلاقي قلما وجد نظيرها ومثيلها في ممارسات البشر السوي.اليوم وبعد ان طفح الكيل نسمع بتصريح هنا ولقاءات هناك تتناول هذه الظاهرة المشينة ، اخرها ما تناقلته المواقع بان مبروك مبارك توعد بل واكد ان تنظيمه سيجثها في اجل قريب واعلن في الوقت ذاته بتكوينه لواء الردع من تنظيمه ونحن نعلم ان الجناح العسكري لهذا الحزب قد حل اثر ما عرف باتفاقية شرق السودان ودمج من دمج منهم في القوات النظامية وسرح من تبقي ، متهما اطرافا عديده بالقيام بهذه الاعمال الاجرامية ومن ضمن من اتهمهم (سعادة الوزير) بعض اليمنيين والمصرين والإرتريين والاثيوبين مؤكدا بالارقام عدد الضحايا في ولايات الشرق الثلاثة ، ما يستوقف المرء في تصريحات (الوزير) مبارك لماذا كل هذا الانتظار حتى وصل عدد الضحايا بالالاف مادام لتنظيمه القدرة على اقتلاع ظاهرة الاتجار بالبشر والاعضاء البشرية ؟ ثم من اين له حق تكوين لواء الردع المزعوم ما دام لا يمتلك قوات في الوقت الراهن؟ ام لعبة جديدة يريد من خلالها خلق واقع جديد خاصة بعض ان شاب بعض الفتور في علاقاته مع الحكومة في الفترة الماضية. وبالعودة الى حديث سيادته بان بعضا من الاجهزة الامنية متورطة في هذا الامر ،ا لم يكن في مقدور سيادته معاقبة هؤلاء المسؤلين وهو قيادي نافذ في الدولة ؟ اما عن ما سماهم بالارتريين فان السيد مبروك يعلم اكثر من غيره بانهم كذلك نافذين في دولتهم وله علاقات ممتازة مع (الحكومة) الارترية ان لم نقل استراتيجية، فما هو دوره يا ترا لحسم الملف من المصدر صاحب العلاقة ؟ مبروك الذي تربطه علاقات مشبوهة مع قيادات حرس الحدود الارتري وخاصة الجنرال تخلى منجوس وقد عمل معه السيد مبروك في مجالات التهريب والاستخبارات طيلة هذه الفترة ، وربما يكون مفيدا اذا علمنا بان القرية التي انشأت في منطقة المكسرات داخل الحدود الارترية هي من صنع الرجلين وتعمل على التهريب بكل اشكاله المختلفة بما فيها تجارة البشر. وان الحديث ان كل الرشايدة مشاركين في الامر غير دقيق في تقديرنا ، بل نعتقد بان ما يطلقون على انفسهم بالاسود الحرة هم محور العملية بالتعاون اللصيق مع المخابرات الارترية التي تربحت كثيرا من هذه التجارة القذرة، واليكم تقرير الامم المتحدة الذي اشار الى ضلوع بعض الاسماء من القيادات العسكرية الارترية وعلى رأسهم الجنرال تخلى منجوس، والذي طالب التقرير بتقديمه الى المحاكمة دوليا. ما يدمي له القلب ان الظلم والمعانات التي يتعرض لها الانسان جراء هذه الاعمال الاجرامية ، لم تحرك الضمير الانساني ، ونحن نتابع احداث الخطف والترويع بشكل شبه يومي خاصة في معسكرات اللاجئين الارتريين البائسة في الشرق، والدليل وجود اكثر من طرف لاعب اساسي فيها على حسب تصريح (الوزير) مبروك. وان صدق حديثه فان معظم من ذكرهم بانهم لاعبين في هذا الامر ينتمون الى دول حكومات لا تسمح بامكانية التحرك فيها لممارسة الحياة اليومية العادية بدون علم اجهزتها الامنية ناهيك القيام باعمال من شاكلة تجارة البشر، اللهم الا اذا كانت هذه الانظمة ضالعة في الامر، سعادة مبروك ومن خلال تصريحاته النارية هذه يؤكد لنا حقائق سبق وان قلناها بان بعض ما عرف بالاسود الحرة ضالعين في هذا الامر وبإمكانه ايقافهم او معاقبتهم والا كيف يتثنى له اجتثاث الظاهرة في وقت قريب جدا كما وعد ، وهو الامر الذي استعصي على الحكومة السودانية بكل اجهزتها الامنية والعسكرية والشرطية على مستوى الولايات والمركز وكذلك المصرية.في تقديرنا ان ما صرح به مبروك استباق لمخرجات اجتماع ناظر الرشيدة الذي عقد بحضور كل عمد ومشايخ القبيلة في الاونة الاخيرة والذي اكد على ان الرشيدة تتبرأ بل وتهدر دم كل من يشارك في هذه التجارة القذرة ، وهو في نفس الوقت دليل اثبات على تورط تنظيمه.وبالعودة الى التصريح نمي الى علمنا بان طبيبين اجنبين قتلا وبحوزتهما حاويتين من الاعضاء البشرية ، يا للهول وصل بنا الامر ان نباع ونشترى هكذا على مرأى ومسمع من كل العالم …. السودان الذي كان مضرب الامثال في التسامح والخلق الكريم والذي لم يتضجر يوما من افواج اللاجئين القادمين من دول الجوار نتيجة سوء احوال بلادهم طيلة العقود الماضية ، اصبح يتصدر الاخبار بهذه السمعة الشائنة ، واسود حرة وأخرى لا نعلمها ولكن الله يعلمها تسرح وتمرح كما تشاء ، فان شاءت فعلت وان شاءت تصدت كما يحدثنا ( الوزير)!!!!!!.في تقديرنا ان ما صدح به مبروك مؤشر مهم بان صديقه وشريك مهنته من الجانب الارتري يلفظ انفاسه الاخيرة وان يوم الحساب قادم ، مع تأكيدنا بان الحق لا يمحى بالتقادم وفي نفس الوقت لم يؤخذ انسان بجريرة انسان اخر وعندها لكل حادث حديث .اما اهلنا الرشايدة فنقول خيرا فعل السيد الناظر بإعلانه التبرء من هؤلاء المجرمين وان دم الابرياء لن يروح هدرا فلابد من القصاص وان طال السفر مع تأكيدنا بانه لن يطولاما الاجهزة الحكومية فنطالبها بيقظة الضمير وعدم التستر على المتورطين من منسوبيها الذين يعملون مع هذه العصابات المجرمة.اما اولئك الذين اصابهم الضرر المباشر من ضحايا العصابات المجرمة وكذلك الذين تضررت بلادهم بسببها ويتحرقون شوقا الى العدل نقول ان الحق لن يضيع وان ساعة الحساب وعودة الامور الى نصابها حتما قادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى