تفجيرات كمبالا وتعقيدات الأوضاع في القرن الافريقي*

•هذه التفجيرات تمثل إنعكاساً خطيرا لعمق الأزمة التي تشهدها منطقة القرن الإفريقي وتشير أن ظلال هذه الأزمة ستمتد حتى تشمل القارة بأسرها وربما عبرت إلى خارج حدود القارة حسب تكهنات بعض الخبراء.•إن المشكلة الصومالية وما يكتنفها من تعقيدات نجمت عن عوامل داخلية وأخرى خارجية مرشحة لمزيد من الإشتعال ما لم يتم تدارك الأوضاع ووضع المعالجات الصحيحة للقوى التي تقوم بصب المزيد من الزيت في النار وتعمل على إشعال فتيل الأزمة .•استهداف حركة الشباب ليوغندا هذه المرة يأتي على خلفية مشاركتها الواسعة في قوات حفظ السلام مما سيؤدي إلى مزيد من تسخين الأوضاع في الصومال خاصة وأن السلطات الأوغندية قد قالت بأن «اللعبة قد تنقلب على المتمردين الصوماليين». وقال أوكيلو أوريم مساعد وزير الخارجية الأوغندي لإذاعة «كي إف إم» الأوغندية «قد يكون الشباب ارتكبوا من خلال ما فعلوه خطأ فادحا». فأوغندا التي كانت تطالب بلا جدوى، بتشديد تفويض قوة السلام في الصومال التي هي أساسا دفاعية حاليا، للسماح لها بالمضي أكثر في محاربة الشباب، ستضاعف جهودها في هذا الاتجاه.•وكانت قمة الإيقاد التي انعقدت في أديس أبابا في الخامس من يوليو الجاري قد قررت إضافة الفي جندي لقوات حفظ السلام التابعة للإتحاد الإفريقي ( أميصوم) والتي يبلغ عددها (6100) ومكونة من اوغندا وبورندي ، وحسب المعلومات فإن حصة اوغندا من القوات الإضافية كانت ستكون الأكبر .•وإذا تمت قراءة هذه التطورات مع تصريحات وزير الإعلام الإرتري علي عبده الذي رفض هذه التعزيزات وقال إنها سوف تغرق الصومال في الفوضى واتهم قوات حفظ السلام بأنها السبب الرئيس لهذا الصراع المدمر في الصومال، نصل إلى حقيقة مفادها أن الصومال مقبل على مزيد من التعقيدات خاصة وأن عدد من المراقبين قد أرجعوا الرفض الإريتري بسبب دعم أسمرا للمسلحين الصومالين بما أدى إلى صدور قرار أممي يقضي بمعاقبة إريتريا بتجميد أرصدة المسئولين وحظر سفرهم وحظر السلاح .•كل هذه التطورات تتطلب من المجتمع الدولي الإسراع بإنفاذ قرارا العقوبات الصادر ضد أسمرا في 23 ديسمبر حتى يتم وضع حد للمأساة التي يعيشها الشعب الصومالي .*نشر كافتتاحية في صفحة نافذة على القرن الافريقي في صحيفة الوطني السودانية -16يوليو2010م