مقالات

تهنئة الشعب الإرتري بمناسبة عيد ألاستقلال الوطني بقلم /أبوصادق

26-May-2011

المركز

تمر علينا الذكرى الثامن عشر للاعلان الرسمي لاستقلال ارتريا ولكن للاسف لم يغير هذا الاستقلال من وضعية التشرد والضياع للشعب الارتري أي شيئ إذ لا زال يعيش الشعب الإرتري حالة البؤس والاضطهاد واللجوء أكثر مما كان عليه في عهد الإستعمار الاثيوبي

إن الثورة ألإرترية لم تكن نبت شاذ عن ثورات كثيرة من ثورات شعوب العالم التي ناضلت من أجل استقلال بلادها ولكن في نهاية المطاف عانت الويل على يد من تولوا السلطة بعد التحرير لدرجة دفع البعض منهم تفضيل الوضع الذي كان قبل ألإستقلال وكادوا أن ينسوا كل التضحيات والشهداء الذين سقطوا فداء للوطن وبالطبع إن هذا الخيار ألاخيرتقع مسؤوليته على عاتق من يتولون زمام الامور في البلاد وهم الذين يدفعون الشعب لهذا الخيار الصعب الذي يقال فيه (ماكان مرفوضاً بألامس اصبح مطلب اليوم ) تعبيراً عن السخط ومثل هذا التفكير يعود بألشعب ألإرتري الى عهد الاستعمار البريطاني ومساعيه الي تقسيم ارتريا بين اثيوبيا والسودان ومن ناحية أخرى يدفع هذا التفكير تفضيل وضع الوجود ألإثيوبي خيرٌ من نظام هقدف، وفي كل الاحوال اكتب هذا الموضوع لأهنئ من خلاله الشعب ألإرتري بألاستقلال على الرغم من شعوره بكل مرارات إستقلال هذا الوطن الغالي الذي وقف الرعيل الاول من القادة السياسيين بكل صلابة من أجل الحفاظ على وحدة شعبه وترابه . من جهة اخرى اوجه هذا الحديث الى رأس النظام لا لتهنئته ولكن لاقول له (العاقل من إتعظ بغيره) وايضاً لاذكره بأن الشعب الارتري صبر كثيراً وللصبر حدود …. المهم لانقول أن الشعب ألإرتري وصل إلى درجة اليأس لانه لازال يحمل بذره الثورة وهو قادر على التغيير وإنه يحمل تبعات كل مأساته لنظام الجبهة الشعبية التي جلبت له المشاكل الاجتماعية والاقتصادية وحروب لانهاية لها مع دول الجوار مما دفع النظام إلى عسكرة كل المجتمع ألإرتري رجاله ونسائه وحتى الاطفال القّصّر لم يستثنون من هذه العسكرة ، بألاضافة الى الفساد ألإجتماعي وألإنحلال الخلقي وتغيير كل العادات السمحة في المجتمع ألإرتري ، ولكل ماتقدم نحمل مسؤولية كل الذي يجري في البلاد لرأس الدولة بشكل مباشر من منطلق فهمنا إن الفساد لايأتي إلا من الاعلى فإذا فسد الرأس فسد باقي الجسد ،ولهذا نوجه حديثنا هذا لرئيس الدولة مباشرة لنقول له إذا كان لتنظيم الجبهة نصيب في تأريخ النضال ألإرتري فألمحافظة على هذا التأريخ شيئ مهم واذكرك ايها ألاخ الرئيس بأنك لم تخلد لمدى الحياة ولم يسجل اسمك في سجل عظماء إرتريا إلا إذا تداركت نفسك وحاولت أن تُنسي الشعب الارتري مآساته التي تكبدها في ظل نظام حكمكم وهذا لايمكن إلا بإتباع تصحيح التعامل مع الشعب واعادة المياه الى مجاريها في العلاقات الاجتماعية بين المواطنين الارتريين وعليك أن تتبع اسلوب حسن الخاتمة بإستدراك تإريخك وتأريخ التنظيم الذي تنتمي إليه بإعتبار أن تنظيم الجبهة الشعبية كان له القدح المعلى واليد الطولى في عملية التحرير واعود لاقول لاتُحسب ولاتُقاس الامور ببداياتها ولكن تُحسب وتُقاس بنتائجها النهائية ، وأمامنا الكثير من الشواهد ألعظيمة فعلى سبيل المثال موقف المناضل ألإفريقي الكبير (لينسون مانديلا) الذي ناضل كل حياته وقضى في سبيل تحرير شعبه من العبودية والتفرقة العنصرية تسعة وعشرون عاماً في السجن ولكن عندما كُلل نضاله بألنجاح لم تغريه مواقع قيادة الدولة فتخلى عن رئاسة دولة جنوب إفريقيا بعد اربعة اعوام من توليه الرئاسة وقال عند تخليه لموقع السؤولية في الدولة بما معناه إنني لم اناضل لكي اصبح رئيس هذا البلد ولكن كان نضالي من أجل حق هذا الشعب وبهذه العبارة تنحى عن رئاسة الدولة في جنوب إفريقيا بمحض إرادته بعد أن مسح كل دموع الافارقة في الجنوب الافريقي وبعد ما حقق المساوات في مجتمعه ولم يعش ردود فعل مع العنصر الابيض بل اعتبرهم مواطنين متساوين مع اخوانهم الافارقة في كل الحقوق والواجبات ولم يخلق بينهم مواطن من الدرجة الاولى ومواطن من الدرجة الثانية كما يجري في الساحة ألإرترية في ظل نظام حكمكم ، وايضاً اذكرك بموقف المشير سوار الدهب عندما تولى رئاسة حكومة السودان بعد ثورة إبريل الشعبية عام 1985م وتخلى عنها بمحض ارادته بعد سنة واحدة ليفسح المجال للشعب السوداني لإختيار من يريدونه ليتولى مسؤولية حكم البلاد . رافضاً بذلك كل مغريات السلطة . وهنا يجب أن لايفهم من حديثنا هذا بأننا نستجدي التعامل ولكن ما قصدناه هو التذكير إن كانت هناك غفلة أو سوء فهم ، أصح من سباتك أيها السيد الرئيس قبل أن يدركك الطوفان وأنظر إلى ماجرى ويجري حولك لحكام لهم تجربة في حكم شعوبهم ثلاثة اوأربعة اضعاف تجربتك في السلطة وأعلم أن الشعب ألإرتري سكت على ضيمه طوال فترة وجودكم في الحكم وذلك من منطلق الامهال وليس الاهمال ولا الخوف من جبروتكم لانه يعرف اسلوب المواجهة بحكم تجربته النضالية مع النظام السابق في أثيوبيا التي كانت تعتبر أعرق دولة في إفريقيا فهزمت بإرادة الشعب ألارتري كله وعليك أن لا تعتقد بأن ماتحقق هو انجاز الجبهة الشعبية فقط بل هو انجاز الشعب ألإرتري كله ولوكان على يد مناضلي الجبهة الشعبية لانهم جزء من هذا الشعب ولانعتبرهم نبت شيطاني وانهم أبناء هذا الوطن الذي ننتمي اليه جميعا ولنا ولهم الفخر والشرف أن ننتمى الى بعضنا البعض إذاً لأ اعود وأُكد إن ماتحقق هو ثمرة نضال الشعب ألإرتري كله وليس نضال فصيل معين من فصائل الثورة ألإرترية ،وعندما أقول ذلك لست مكابراً ولا مدعياً ولكن قولي هذا تؤكده العلاقات الإجتماعية في داخل المجتمع ألإرتري وتبان عظمة القائد عندما يكون أباً لكل المواطنين وقائداً لكل فصائل الثورة وهذا لايمكن إلا بالأنفتاح والتعامل مع الجميع بروح الوطنية الصادقة بعيد عن الحقد والدسائس والكراهية بين المواطنين ، ومن جهة اخرى بين رأس الدولة والفئة التي تشعر بألغبن ونحن هنا لسنا بصدد اعطاء درس في التعامل ولكننا بصدد توضيح ما يجري في الساحة ألإرترية . وأخيراً وليس أخراً السيد الرئيس أنت تعرف أكثر من غيرك بأنك ليس مرغوب في وجودك على السلطة وذلك لا من فصائل المعارضة والشعب فقط بل وحتى من اقرب الناس اليك ومن اعضاء تنظيمك وانت تعلم هذا منذ عام و1995م إن المعتقلين السياسيين والشهداء من اعضاء الجبهة الشعبية وتحركات الجيش الشعبي بين فترة واخرى للانقلاب عليك وكذلك هروب المواطنين والجنود من الجيش السعبي خير دليل على هذا الرفض لوجودكم على السطة ، ولا يمكن أن تدفن رأسك في الرمال كأل النعامة وتقول لا يوجد من يعترض على حكمك . فإذا كنت ثوري وتؤمن بمبادئ الثورة فالاعتراف بالحق والرجوع اليه فضيلة وممارسة النقد الذاتي من سمات الثوري الحقيقي . وفى أحد مؤتمراتك الصحفية في بدايات شهر مايو الجاري قلت كيف ينام الشخص وجيرانه ساهرون وهنا اعتقد إن قلقك ليس على الجيران بقدرما هو على نفسك وعليه أقول لك ريح بالك وافسح المجال لغيرك وأعطي الشعب ألإرتري فرصة حق إختيارمن يحكمه واعلم ايها ألاخ الرئيس إن الإنسان ذاهب مهما طال الزمن ولكن تبقى ذكراه وتأريخه بسلبياتها وإيجابياتها مدى الحياة مادام هناك نبض في القلب ألإرتري ، وقبل ان اختتم حديثي اقول من باب النصح . اسمع من الذي يبكيك حديثه ولاتسمع من الذي يضحكك ، لان من يضحكك حديثه يكون متملق ومنافق والمنافق مثواه الدرك الاسفل من النار،ولذا أقول ولكل ما ذكر عليك ان ترحل )ኽብረት ኣቢኻ ብሕንብጥ )قبل أن ترحل فينطبق عليك مثل أهل تقراي abusadek36@yahoo.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى