مقالات

ثورية نضال الشعب الأرتيري بقلم: أمجد المك

3-Sep-2016

عدوليس ـ نقلا عن الأيام السودانية

لعل الناظر إلى تجربة الأمة الارتيرية في نضالها إلى نيل الاستقلال، يدرك جيداً عظمة هذا الشعب وتوقه للحرية أياً كان الثمن الذي يجب أن يسدد في سبيل ذلك. فمشوار الثورة الارتيرية في مواجهتها للإستعمار الاثيوبي والذي إمتد لأكر من أربعين عاماً منذ أن خط

إدريس حامد عواتي (أب الثورة الإترية) أولى حروف الثورة ضد أسد يهوذا (هيلا سيلاي–أمبراطور إثيوبيا)، وما تبع ذلك من تطور لحركة النضال والثورة لهذا الشعب الشقيق والذي يمثل الرئة الثانية التي يتنفس بها الشعب السوداني، وهذا ما يفسر كيف كانت البداية لتأسيس أول تنظيم لمقاومة الإستعمار الاثيوبي في مدينة بورتسودان في العام 1958م بإسم جبهة التحرير الأرتيرية، إلا أن عمل هذا التنظيم كانت عسيرة للغاية نتيجة لتزايد قمع الحكومة المركزية في أديس أبابا ورغم ذلك إستطاع هذا التنظيم السير في طريق الثورة والاستقلال بإستقطابه لعدد كبير جداً من النخب الارتيرية ومن المواطنين ممن سئموا عسف السلطات الاثيوبية ويئسوا من النخب الارتيرية التي هادنت الامبراطور هيلا سلاسي إما لإغراءاته أو لوعوده التي كان السراب هو منتهاها.أعقب ذلك بعاميين تشكيل حركة التحرير الإرتيرية والتي تأسست في القاهرة في العام 1960، والذي جاء تأسيسها في أعقاب نيل كثير من الدول الافريقية لإستقلالها مثل (كينيا، السودان، إلخ) وأيضاً في أعقاب قيام كثير من حركات التحرر التي إنتظمت في المنطقة كالثورة الجزائرية.
الممتبع لسيرة الشعب الارتيري في مشوار الاستقلال يجد أنه أمام أمة لا تعرف اليأس أو خذلان الأصدقاء، فحب هذه الأمة للحرية جعلها تتغلب على كافة عقبات النضال التي واجهتها في هذا الطريق إبتداءاً من دول الجوار الاقليمي والتي كانت علاقتها بالشعب الارتيري تدور قرباً وبعداً، وفقاً لتجاذبات علاقتها مع أديس أبابا، وليس إنتهاءً بالقوى الكبرى كالإتحاد السوفيتي الذي لعق كل مبادئه ومناداته بحق شعب إرتيريا في الاستقلال لا لشيء سوى متابعة مصالحة الجيوسياسية في المنطقة وتغير النظام الحاكم في أديس من عدو إلى صفة حليف في أعقاب تولى نظام الدرق للسلطة في إثيوبيا، ورغماً عن كل هذه التحولات ظلت الثورة الارتيرية متقدة في نفوس الشعب الارتيري سواء للذين ظلوا داخل الوطن أو في جبهات القتال المختلفة أو حتى لأولئك الذين يعيشون في كافة بقاع الارض والذين ظلوا يدعموا في الكفاح المسلح لثورة شعبهم بالمال من قوت أطفالهم وأسرهم، إبتداءً من عامل النظافة وإنتهاء بإصحاب الاعمال والمهن المختلفة، ولذا فإن كانت هنالك أي ميزة لهذا الشتات حول العالم للشعب الأرتيري هو قوة إلتصاقه بالهم الاكبر والمتمثل في قضيته الوطنية الاولى ألا وهي الاستقلال. ولذا فإن ثورية الشعب الارتيري في مسعاه لنيل حريته التي سلبت بتواطؤ الدول الاستعمارية لم تمت وظلت في إتقاد مستمر طيلة مسيرة نضال الثورة. أضف إلى ذلك إن الصورة الارتيرية ظلت وطيلة مسيرتها لم تحظى بأي تغطية إعلامية أمينة في وسائل الاعلام المختلفة رغماً عن كم الخسائر البشرية والمادية التي سددتها في سبيل تحقيق مشروعها الوطني في نيل الاستقلال والحرية. فمسيرة النضال الارتيري عبرت ثنائية النجاح وتذوقت طعمه، كما تذوقت طعم الفشل والانهزام، إلا أن هذه المسيرة الشاقة قطعتها الثورة الارتيرية بكل جسارة وقوة، إلا أن خاتمتها كانت الوصول إلى مبتغاها في نيل الحرية.
التحية إلى الشعب الاريتري في عيد ثورته، والتي لازال الشعب فيها ثورياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى