مقالات

. حماية المشروع الوطني الأرتري مسئولية الأجيال محمود نور محمد ـ ملبورن

20-Apr-2014

عدوليس

لم تكن حقبة الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي غنية بالأحداث السياسية وحسب ، بل كانت فترة معاناة وآلآم مخاض ولادة وطن حمله جيل الآباء والأجداد، وهذا السلف الذي تصدى لكل أشكال التجزئية ومحاولة التفكيك بجسارة أوصل الشعب الأرتري الي الإتحاد الفيدرالي مع الإمبراطورية الإثيوبية، تلك الفترة التي أخذ فيها الوعي الوطني يتبلور في أوساط الشعب الأرتري، حيث بدأ جيل الآباء والأخوان تنظيم هذا المد الوطني لمواجهة المؤامرات التي بدأت تبرز من قبل الإمبراطورية لمحاولة ضم أرتريا اليها، فتكونت حركة تحرير أرتريا من

كافة مكونات الشعب الأرتري وعندما أكتملت حلقة المؤامرة وظهر المحظور أعلن الشعب الأرتري ثورته التحررية بقيادة جبهة التحرير الأرترية. وفي أواخر الستينات ظهرت خلافات حادة داخل الثورة وعجزت قياداتها في تلك الفترة عن الوصول الي الحلول الناجعة مما أدي الي الإنشقاق وللأسف الشديد تطور الأمر الي مواجهات عسكرية بين رفاق السلاح وأودي الي إستشهاد وجرح المئات بين طرفي الثورة، وزادت الخلافات وتعددت التنظيمات خلال السبعينات من القرن الماضي، وفي خضم هذه الصراعات تكونت مجموعات عملت على زيادة الهوة من خلال تبنيها مشاريع مدروسة ودقيقة من أجل زيادة رقعة الخلافات بين مكونات الشعب الأرتري لأهداف سرية وعلنية تخدم أجندتها المشبوهة والتي ظهرت بجلاء بعد الإستقلال الوطني علي سبيل المثال مشروعي القوميات ولغة الأم اللذان ألقيا بظلالهما السوداء والخطير علي الهوية الجامعة للشعب وأعتبرا تراجعاً عن المشروع الوطني المعروف بثوابته المتفق عليها وقد نخرت هذه الأجندة مع مرور الوقت في النسيج الوطني والإجتماعي للشعب وهي التي عادت بالبلاء أيضا للذين حملوها وحاولوا فرضها بالقوة.من هنا يتضح لنا بأن العمل من أجل إسقاط النظام ومشاريعه الهدامة يحتم علينا أن نطرح مشاريع وطنية تتمثل فيها كل مكونات الشعب الأرتري ضمن ميثاق التعايش المشترك، وحتي نسد الأبواب علي كل من يحاول إضعاف مشروعنا الوطني الموحد ينبغي علينا أن نلتف حول قوى المعارضة الأرترية ونقوم ونقوي من شوكتها وندفع بها لكي تتبني المشاريع الموحدة لكافة طاقات الشعب المتضرر من وجود هذا النظام، وأعتقد أن عزوف غالبية أفراد الشعب من المساهمة في العمل المعارض يعود الي عدم قبوله وسأمه من الإنقسامات الحاصلة في جسم المعارضة . وشعبنا تأريخياً يعاني من فوبيا الإنشطارات والانقسامات ولكن واجب عليه الآن أن يخرج ايضا من حالة اللامبالاة وأن يساهم بقدر المستطاع في إزالة النظام الظالم والتي ستنتهي كل معاناته بإنهياره وإقامة صرح وطني يكون حضناً دافيء لكل مكونات شعبنا الأرتري.وبعيداً عن مهاترات الشبكات العنكبوتية وتوترات وسائل التواصل الإجتماعي وتلاسنات غرف البالتوك علينا أن نفكر جلياً علي إيجاد حلول لكل القضايا المطروحة في المشهد السياسي الأرتري بإعطاء مساحة للحوار البناء والتوافق حول المشروع الذي يكرس الهوية الوطنية الجامعة بعيداً عن تبني مشروعات فشلت تأريخياً منذ حقبة تقرير المصير، ولا يليق بنا اليوم نحن جيل الثورة أن نجزأ الوطن علي أسس أقليمية وقومية تلك الأرض التي أرتوت وأختلطت بدماء أنبل بني البشر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى