مقالات

رؤى 2 اسمرا … اتجاه نحو الطاعة ام تعبئة العطر القديم في قوارير جديده ؟!.

2-May-2015

عدوليس ـ ملبورن ـ ( خاص)

في بدايه الحلقة الثانية من سلسلة ( رؤى ) ، وبمناسبة اليوم العالمي للعمال ، اتقدم بسامي التقدير والإجلال لجموع الشغيلة الاريترية ، ولشهداء الحركة العمالية الاريتريه والعالميه ، بالرغم من ان الالاف العمال في مختلف انحاء العالم خرجوا في مظاهرات جددت المطالب العادلة للعمال ، و المطالبة بتحسين بيئة وشروط وفرص العمل وجملة حقوق المواطنه وحقوق الانسان المصادق عليها دوليا … لكن الحال في اريتريا مختلف جدا ، اذ لم تكن هناك مسيرات من هذا النوع ، بل عوضا عنها ( سُيرت ) مواكب مجبره على على ترديد شعارات ممجوجه ظلت سلطات اسمرا تستخدمها الى ان بهتت – الشعارات – وفقدت على ارض الواقع إمكانية تنفيذها ، فقط بقى ( عمل بالسخرة ) و ( مواكب بالسخرة ( ايضا ! يا عمال اريتريا ، انتفضوا .

نظام اسمرا المشهود له بالعناد والعنت بدى في الاونة الاخيره طيعاً ومرن ، وابدى تنازلات في مناحي متعددة ، نتناول منها هنا التحول الدرامي في موقف اريتريا الرسمي من عمليات ( عاصفة الحزم ) و نسختها الجديده المتواصلة حتى الان بإسم ( إعادة الامل ) ، الشئ الذي اثار الحيرة من ناحية انه متناقض تماما مع الفعل الاريتري الرسمي المساند لقوات الحوثي والداعم لها تدريبا وتسليحا وإمداد ! . مع هذا المعطى الجديد ينبقي على حكومة اسمرا ان تقدم اجابات عن : لما وكيف واين ولمصلحة من كانت الوقفة مع مليشيات الحوثي ، وما المتغير الان ؟ ، كما يتوجب على من يتعاطى معها التأكد من انه هل هذا تحول حقيقي ام انه مناورة اّنية وجدت قيادة اسمرا نفسها مجبورة عليه لدرء الطوفان القادم بلا شك في حال انها استمرت في غيها ، خصوصا وأن هنالك احاديث عن لقاء سري تم بين المبعوث الايراني في اسمرا والرئيس افورقي اوضح فيه الاخير ضرورات متعلقة ببقاء نظامه املت عليه إستقبال الضد – حسب مصدر في الداخل – .مرارا وتكرارا تشدق قادة العصبة الغاشمه بأن ( ارض اريتريا ليست للبيع و مواقفها ليست للمساومه ) ، ترى كيف تبددت تلك ( الموقف ) واين انزوت ادعاءات الأنفة المزعومه ؟ وكيف حضر المستأجرين الجدد الى عصب ونواحيها ؟ وما دوافع كل ذلك ، هذا ما سنقوم بتفنيده هنا :قصة البيع وتبديل الموقف بدأت عندما قرر الرئيس اسياس الاستفادة من ما يدور في اليمن لحلحلة الازمات الاقتصادية الداخلية عبر إبتزاز الجمع العربي المتحالف لصالح ما يعرف بالشرعية في اليمن ، وكانت تلك هي رمية الحجر الذي سيصيب ( كل العصافير ) ، حيث اتبعت تكتيكات ( فنيات زيادة التوتر ) التي تبدت في الخطاب الموجه للكادر القيادي والوسيط في “الهقدف ” والرامي الى ادانة المملكة العربية السعوديه وإعتبار ان تدخلها في اليمن هو بداية ورطة ستكتمل حلقاتها بإندلاع الحرب البرية ونقل المعارك الى العمق السعودي ، وشملت تلك الحمل المنظمة حتى ( خطبة الجمعة ) التي تعد لتتلى في المساجد ، كأنما موقف مسلمي اريتريا السنة يساندين جماعة الحوثي الشيعية ! .النتيجة المباشرة لهذا التصعيد المدروس كان تحرك عربي جاد لإستمالة قيادة اسمرا مهما كان الثمن ، حيث اجرى نائب قائد الاستخبارات السعوديه / الفريق أول / يوسف الادريسي ، زيارتين لاسمرا خلال 24 ساعة ! (14 و 15 إبريل المنصرم ) وبعده بخمسة ايام فقط ( 19 إلى 22 إبريل المنصرم ) حضر وفد إماراتي قاده الشيخ / منصور بن زايد اّل نهيان ، جاء حاملا معه ( حقيبة التسهيلات ) ! فتم التوقيع على عدد كبير من الاتفاقات شملت الاستثمار في مجالات الزراعة والتعليم والصحة والإنشاءات والتعدين والكهرباء ومصائد الاسماك وتطوير منشأت تكرير النفط التي تحولت الى خردة مهملة بعدتوقف امتد بطول سنوات القطيعة مع اثيوبيا ، وكما ضمت الاتفاقيات ترقية المؤانئ البحرية والجويه والبرية والمناطق الحرة ، مع الاحتفاظ بحق استخدامها وتمرير البضائع لدول الجوار ( بما فيها اثيوبيا وجيبوتي ) لاحظ مجددا ! .السؤال الكبير : ما المقابل ؟ … ببساطة كان المقابل فتح الاجواء الاريتريه والمياه الاقليمية للسفن والطائرات الحربية الاماراتيه ، وتخصيص مينائي عصب الجوي والبحري لتصبح معقل ومنطلق آمن الى اليمن ، مما يعني أن اريتريا اصبحت جزء من عمليات ( الحزم والحسم ) ، لكنه إلتحاق متاخر جدا ، أتته مجبرة ، لانه ليس امامها خيار اخر من ناحيه ، ولأن قريحة إسياس افورقي ( هدته) إلى مخرج من ( فوبيا مايو ) حيث يتوقع سنويا هجمات من او مدعومة من اثيوبيا في شهر مايو ! أذن هو مسكن مؤقت وحجاب من صداع مايو من ناحية اخرى . ايضا يعتقد ( فخامة السلطان ) أن هذا التغير / الصفقة ، يمكن أن يسهم في فك عقدة الازمة الاريترية الاثيوبيه ، عبر إرضاء الغرب بهذه الخطوة الوفيرة المكاسب كما يعتقد ، لذا جاءت زيارته للملكة العربية السعوديه ، حيث قوبل – بحفاوة تناسب عقله وترضي غروره ، وتحقق المقاصد المطلوبه منه في هذه المرحلة – لكن يبدو ان كل الاطراف اختارت هذا التحول على مضض وهي تؤقن ان مافي القلب في القلب .سبق كل ذلك ، جهود حثيثة لم تزل متواصلة ، لإستمالة الموقف الغربي ، وحشد للطاقات ( الدبلوماسية المكلفة والصديقه ) لصد مهددات اللجنة الدوليه لحقوق الانسان – حسب الخطاب الرسمي – ، حيث انها جهود إستباقية سعت لايصال رسائل موجبه للمجتمع الدولي مع كثير من التنازلات غير المتوقعه . وفق معطيات الواقع حسب متابعات مصادر دبلوماسية عربية في اسمرا ، فإن الشارع الاريتري غير مقتنع بمسببات التخبط الذي تسوقه الطغمة الحاكمة ، وهذا ما اجبرها على ( تنزيل ) امر التحول على جرعات لتصبح مبلوعه ، بينما تحاشي الاعلام الرسمي تناول اخبار الوفود العربية او مجيئ جيوشها ، بل تجنب نشر نبأ سفر الرئيس اسياس الى السعوديه ، اذن اضحت العصبة الحاكمة تستصحب ردود الافعال المتوقعة للحراك الجماهيري المتنامي في الداخل ، وهذا ايضا منافي لطبيعة النظام الاستعلائية إلا في حالات الضعف الذي لايمكن معه خوض اي مغامرات .اخيرا ، يطل سؤال مهم ، اين ذهبت الوحدات الحوثية التي كان يقال انها تتلقى تدريبات في اريتريا ؟ ومن الخاسر في لعبة تغيير المواقع هذه ؟الاجابات سهلة جدا ، فالوحدات الحوثيه التي تلقت تدريبات خاصة في اريتريا ، هي التي تخوض حرب المدن ضد تشكيلات المقاومة الشعبية في اليمن الان ، وهي التي يحتمل أن تقوم بعمليات خاصة داخل الاراضي السعوديه ، وما تبقى منها في اريتريا موجود في احدى جزر ارخبيل دهلك بعد أن زودت بوسائل التسلل الى اليمن او السعودية ان أرادت . اما اذا خضنا في البحث عن الخاسرين ، فسيصل بنا للحديث الى دولة قطر الحليف المنتهي الصلاحية مع زمرة اسياس الموغلة في الانتهازيه ، رغم ان دولة قطر هي جزء من التحالف الذي تقوده السعوديه إلا أن تقاطعات كثيرة لم تزل موجوده وستظل عالقة الى حين ، تماما كما هو الحال مع جمهورية السودان التى حلحلت جزء من ازماتها عبر مشاركتها الصورية في ( عاصفة الحزم ) ، كل هذا يستوجب إفراد مساحات خاصة في الحلقات القادمه من ( رؤى ) ، إلى لقاء في منتصف مايو . كان الله في عون البلد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى