مقالات

رواية ( وطن وأحزان ) : أول الغيث قطرة أم بيضة الديك ؟ – محمود لوبينت

17-Jan-2008

المركز

” كالساعي الى حتفه بظلفه ”
مثل عربي
يحكى أن ثــــورا أعجب ببيت شعر لأحمد شوقي يقول :
ولـلـحـريةِ الـحـمـراءِ بــابٌ بـكـلَّ يـدٍ مُـضَـرَّجـَةٍ يـُـدَ قُّ وإعتقد الثور ان ترديد البيت لا يكفي وإنما يجب أن يتبعه عمل …فهاج وبف وثار وإنطلق يسارع الريح في إتجاه هدفه المنشود . وعندما وصل الى هناك توقف أمام بوابة حديدية برهة ثم عاد القهقرى أمتارا قليلة ورفع رأسه عاليا وإنطلق نحو البوابة وأخذ ينطحها ويرفسها بكل ما أوتى من قوة الى أن تكسر قرناه وحوافره وإنبجس الدم من جبهته وكتفيه وخارت قواه .. وسقط على الارض مغشيا عليه. وبعد هنيهة فتحت البوابة وخرج منها عمال تكالبوا على الثور المنبطح أرضا وجروه الى داخـل ” المدبح/السلخانة ” ليواجه مصيره المحتوم على يد جـــزار يستمتع بسن سكينه المثلوم (غير الحاد ) على رقبة الضحية قبل قطع رقبتها من الوريد الى الوريد …

رواية ” وطن وأحزان ” : قراءة شخصية وإنطباعات خاصة
العمل الأدبي الذي يشدك إليه من البداية أولى بأن تقرأه حتى تفرغ منه أما إذا رغـَّبك في الكتابة عنه فلا تميت الرغبة فيك بحجة انك لست ناقدا متخصصا إذ يكفي أن تكون متذوقا للأدب ولا تنقصك إمكانيات التعبير باسلوبك الخاص لكى تمارس حقك في الكتابة والتعبير ..فاذا كنت تريد ان تقرأ رواية لها ( بداية ووسط ونهاية ) أو ( موضوع وعقدة وحل ) أو ( أحداث محبوكة بعناية وأدوار مفصلة على مقاس الشخصيات ) فروايه عبد الوهاب حامد الموسومة ” وطن وأحزان ” ليست ضالتك المنشودة … أما إذا كنت ترغب في الاطلاع على أدب إرتري هو باكورة أعمال منشورة لكاتب واعد فان ” وطن وأحزان ” رواية تستحق القراءة ..من باب الفضول ليس إلا بدأت في قراءة رواية ” وطن وأحزان ” للأخ عبد الوهاب حامد . وكنت أتوقع أن أضعها جانبا بعد دقيقة أو دقيقتين نظرا لانقطاعي عن قراءة الروايات لفترة طويلة تقاس بالعقود لا السنين . لكن وجدت نفسي مشدودا اليها ومأخوذا بقدرة الكاتب الوصفية ومبهورا بعباراته التي خيل الى انها تتراقص أمامي بخفة وتنثني بسرعة في إنسجام وتناغم مع إيقاعات وموسيقى داخلية …وبعد أن فرغت من قراءاتها في نَـفَـس واحد , لم تنته علاقتي بها بل إستمرت لتكتسب بعدا جديدا… فبدأت أتساءل :-هل “وطن وأحزان” مشروع قصة رمزية قصيرة طالت أكثر من اللازم ؟ أو مشروع قصيدة جنى عليها الشاعر-الواعد عندما حولها الى رواية فضيعها وضاع معها ( وأضاعني معه) في زحمة الأحداث وتداعياتها ؟وقبل أن أجيب على السؤال عدت – بدون أن أشعر – الى قراءاتها ثانية ولكن بتأن وتركيز وحرص على الابتعاد ما أمكن عن ” منظور الرضا والسخط ” الذي حذر عنه الشاعر العربي بقوله :
وعين الرضا عن كل عيب كليلة *** ولكن عين السخط تبدي المساويا
لذلك تعاملت مع الرواية بموضوعية وحيادية تامة ومقاربة خالية من أية آراء مسبقة أو أحكام جاهزة . ولم أفكرمطلقا في تصنيف الرواية أوفي تحديد إنتماء كاتبها الى إحدى المدارس الروائية لسببين :أولا لأنني لا أعرف ما هى المقاييس التي يطبقها النقاد المتخصصون على العمل الأدبي إذا ما أرادوا تصنيفه أو تحديد المدرسة التي ينتمي اليها كاتبه وثانيا – وهذا هو الأهم –لأنني لست مؤهلا لإصدار أحكام قطعية بحق أى عمل أدبي .. لكنني خرجت بانطباعات خاصة عن الرواية وأريد أن ” أطلع ” القراء عليها ومن المحتمل – إن لم يكن من المؤكد- أن لا يوافقني عليها البعض وما أكثرهم . لكنها في النهاية إنطباعات خاصة جدا لرواية قد نختلف في تقييمنا لها نتيجة لإختلاف قراءاتنا لها .إلا أننا لن نختلف في إستقبالها باعتبارها إضافة جيدة وجادة للأدب الارتري وبشرى بمولد كاتب مبدع نأمل – بل نتوقع – أن يكون له شأن في المستقبل المنظور … اليس كذلك؟؟؟فما هى إنطباعاتي يا ترى ؟* رواية ” وطن وأحزان ” رواية سياسية رمزية .* إختار الكاتب تجربة ” جبهة التحرير الارترية ” موضوعا محوريا لها.* ومن هنا كان “إختياره المسبق ” لقرائه أمرا مفروغا منه ” فهم جبهجيون و من فئة عمرية معينة” .* ومع انه لم يعايش التجربة عن كثب لكن إعتماده على معلومات مؤكدة مستقاة من مصادر لها علاقة بالتجربة أعطى الرواية مصداقيتها .* لا يرسم الكاتب صورة واضحة المعالم للشخصية التي يتناولها ولكن يقدم معلومات مساعدة وخطوطا عامة و يستخدم المعلومة إستخداما جيدا عند الضرورة ” إشارته الى روح السخرية التي كان يتميز بها فعلا سعيد صالح ” على سبيل المثال.* أسلوبه إختزالي وليس تفصيلي ” الإقلال لا الإملال ” شعارٌ سهلٌ رفعُـهٌ وصعبٌ تطبيقه, لكن الكاتب لم يواجه صعوبة في تطبيق الشعار.* سخريته مبطنة لذلك لا تظهر على السطح .* تلميحاته ذكية لا يفهمها الا القارئ الملم بالتجربة (( جاء رئيس قسم الاشارة المناضل ” ودي بعلوم ” ليلقي الأمر الصادر من القيادة العليا على مسامعهم : إنسحاب !!,,,.الى أين سأل حامد …إلى الجهة الغربية ! ))ص 57* يلعب الموت ( قتلا أو إغتيالا أو إنتحارا ) دورا رئيسيا في الرواية وهو لا يلاحق الاشخاص فقط ويقضي عليهم وإنما يقضي على الأحلام والآمال والفكر والرموز والثوابت الوطنية والوطن أيضا.* ذكرتني روايته بديوان الشاعر محمد مدني ” نافذة لا تغري الشمس ” المسكون بالموت . فقد وردت المفردة في القصائد -التي كتبت في فترة زمنية محددة -أكثر من عشرين مرة ( ان لم تخن الذاكرة) . * كما ذكرتني بقصة قصيرة للقاص جمال عثمان همد ” فواتير مبدئية لذاكرة الآتي” التي كانت نهايتها الموت أيضا ( بدأ بطل القصه مشواره من ” المعسكر ” في مكان ما في أسمرا ثم عرج على ” شارع الحرية ” الذي يتجول فيه الناس جيئة وذهابا ومنه الى ” شارع الشهداء ” ومنه الى إستراحة الامبرطور التي تحولت الى ” متحف ” ومن هناك يصل الى ” مستشفى الحياة ” ثم يجد نفسه في مواجهة السور الهائل تحت تلة منطقة ” حزحز ” ويتوقف في ساحة تقبل العزاء..ويندهش للسرعة القياسية التي قطع بها المسافة من المعسكر الى هناك.. وينتهي به المطاف في ” مدافن الشيح الأمين”….) حيث انتهت القصة .* لم ينطلق الكاتب من فراغ عندما إختار إسم ” حامد ” للشخصية الرئيسية في الرواية فــ” خير الاسماء ما حـُمٍّـد وعُـبٍّـد ” فقال عنه :- (( انه ليس كسائر الاطفال فقد فض غشاء البراءة وتجاوز عتبة الطفولة مبكرا , انه طفل إستثنائي كبر على سنه فحازى أكتاف الرجال وإستطال بحسه المرهف وذكائه المتقد حدو الشمس فأرخى أذنيه المثقلتين بالانتماء حتى العظم الى الارض والوطن )) أول فقرة في الرواية صفحة 7* و إنتساب حامد لجيش التحرير الارتري الذي مر بمخاض عسير (( كان ….ميلادا حقيقيا لبطل من أبطال الثورة الذين مهروا بالحب والوفاء لوحة إسمها الوطن )) ص15* وتجربة حامد الثورية هى تجربة جبهة التحرير الارترية بكاملها فيه تتجسد إنتصاراتها وإنتشارها وإنكساراتها وإنحسارها ..* ومن خلال علاقة حامد بالآخرين نتعرف على شخصيتهم الحقيقية وما يمثلونه بالنسبة للثورة أو للجبهة: (1) البصيري” لاحظوا إختيار الإسم ” هو قائد الكتيبة التي إلتحق بها حامد (( فخلع عليه لقب بنجوس وذلك لصغر سنه وغمره بفيض من الحب والرعاية ما حدا به ان ينظر اليه كأب وليس كقائد ولكن دون ان يخدش ذلك وجه العلاقة العسكرية او النضالية بينهما )) ًًص16* وفي رسالة بعث بها حامد الى أمه من الميدان يؤكد لها انه في الحفظ والصون ويقول : (( أوجد الله لي أبا يضاهي في أبوته والدي رحمه الله, انه بصيري هذا القائد الخرافي يجعلني أتفاءل باقتراب ساعة النصر والحرية في بلادي فأرجو أن تشمليه بالدعاء في صلواتك)) ص19* وباستشهاد بصيري فقدت الثورة أهم سمة تميزت بها منذ البداية : بصيرتها وحنوها وصونها للمجتمع ومحافظتها على قيمه ومثله وتقاليده وبالاضافة الى ذلك فقدت روح التفاؤل فساد التشاؤم الساحة وتمكن التسيب منها بعد أن فقدت صرامتها … فقد ((ا عرف بصيري بانه قائدا صارما لا يتساهل او يبطئ في تنفيذ الخطط العسكرية او التقيد بها)) ص16(2) هُـــمَّــد – الذي يرمز الي حزب العمل – يبادر الى إتهام الآخرين بـ ” الرجعية ” لــكــى يثبت ” تقدميته ” فحين قال له حامد (( يبدو انك مصاب بوباء الشيوعية التي أراها تنهش جسد الثورة هذه الأيام ….)) صاح هــمــد بانفعال وحدة في وجهه صديقه (( أنت رجعي )) ص 38 * يميل همد الى تسطيح القضايا المعقدة .. فعندما قرر الزواج من “سلماويت ” تلك الصبية القادمة من المرتفعات و تحدى جميع من إعترضوا على زواجه منها ,(( وصف ذلك الزواج بانه ” مشروع وحدة وطني بين مسلمي ارتريا ومسيحيها )) ص37… وهنا يترسم هـمــد خطى زعماء ” محبر فقري هغر / جمعية حب الوطن ” وعلى رأسهم ولدأب ولدماريام وإبراهيم سلطان الذين تناولوا(قبل ستين عاما ) دجاجتين ذبح إحداهما مسلم والأخرى مسيحي لتأكيد الوحدة الوطنية بين الطائفتين …* وحين اعترض حامد ((بشدة على الزواج متعللا بفارق الاديان الذي من شأنه أن يخلق حواجز تؤدي الى عواقب وخيمة أو كما قال : هب إن الله رزقكما بالابناء فعلى أي دين سينشأ هؤلاء الأبناء ؟ ” قال له هـمـد متباهيا بالمعرفة ” الدين لله والوطن للجميع “)) ص38 . وهنا يتضح لنا ان هـمـد يهرف بما لا يعرف ويردد كالببغاء مقولات وعبارات أكبر من حجمه فعبارة ( الدين لله والوطن للجميع ) مقولة ينسبها الحبايب لــ ” ولد أب ولدى ماريام ” والإثيوبيون للأمبرطور هيلى سلاسي , لكنها في الأصل شعار رفعته ثورة 1919 في مصر وورد في خطبة سعد زغلول بعد ذلك .* وحين يحاول همد ان يهدئ من روع حامد الذي ((هام على وجهه منكسرا وقد طوقته الكآبة فغدا كغراب ينعق في حقد بعد ان كسرت الاقدار جناحيه)) نجده يقول له (( يجب ان نحارب الـَّنـفَـَسْ الضيق فقد إنتكست معظم ثورات العالم لكنها عادت وإنتصرت في نهابة المطاف )) ص 57..* لكنه وعندما وقع المحظوروانتهى كل شيئ – حسب تعبير حامد- ودخلت الجبهة الى السودان لم يحارب همد النفس الضيق في نفسه بل قال : (( إذا فقد إنهار السقف… ثم إستأذن لقضاء حاجته وهناك في أطراف المعسكر شهد الرفاق إنتحارمناضل وجد في الموت طهورا من درن المهانة ورجس الهزيمة وعارها )) ص 60 * وفي رسالة وجهها الى رفاقه المناضلين يؤكد همد انه لم يتحمل وقع الصدمة وهو الذي كان حتى الأمس القريب يدعو الآخرين الى الصبر والتماسك ويقول (( لم أتصور أن تؤول الثورة التي منحتها أجمل وأنضر أيام العمر الى مزبلة التاريخ …)) ص60* وبانتحار همد ” هـَـمــَــد مشروع الوحدة الوطنية بين مسلمي ارتريا ومسيحيها” لانه فقد ثاني قطب مؤسس بعد سنايت التي إختطفها الموت من قبل . (3)عواتى ( من عوت أى النصر في اللغتين التيغرى والتيغرينية ) : هو الثمرة التي تركها وراءه “مشروع الوحدة الوطنية ” وأوصى همد رفيق دربه حامد بان يمنحه إهتماما ورعاية,, فتعلق به حامد (( وأحبه كابنه تماما فكرس كل حياته لاجله وتفانى في رعايته)) ص65 لكن تم إغتيال عواتى في إنفجارإستهدف حامد ” الذي كان ((على وشك أن يطوي صفحة من القطيعة معهم ” يقصد نظام الحكم في ارتريا ” إنطلاقا من مواقف وطنية بحتة سمى فيها بحسه الوطني الرفيع فوق الجراح … وجاء إغتياله ليهدم جسور التلاقي ويطفئ آخر شعاع في نهاية النفق )) ص66ولنعد الى حامد* فهو واع وملم بكل ما يجري من حوله.* فإثر تحريره ورفاقه من براثن السجن والاغلال في عدي خوالا لم يهنأ حامد (( بحياته الجديدة خارج القضبان بل كثيرا ما تحسر وندم على انه لم يمت بين تلك الدهاليز المظلمة في عدي خالا فما وجده بين الرفاق كان كفيل باغتيال الفرحة في مهدها وإختطاف البسمة ومحوها من الشفاه )) * ومعاناة حامد وإحساسه بالضياع وإنكفائه الى داخله يعكس لنا الاوضاع التي كانت تمر بها الجبهة. بعد عام 1975 – العام الذي خرج فيه حامد من سجن عدي خالا وشهدت الساحة تدفق أبناء المرتفعات باعداد لم يسبق لها مثيل – نراه يهيم(( على وجهه منكسرا.. و طوقته الكآبة فغدا كغراب ينعق في حقد بعد ان كسرت الاقدار جناحيه واعاقته عن التحليق هاجمته أنياب الحزن بشراسة ونخرته الهزيمة فبدا الجرح عميقا لا يمكن رتقه)) ص57* ومآل حامد هو مآل الثورة الارترية ومصيره مصيرها• فحامد “رجل (( موبوء بالخيبة …صادرت الرياح أمانيه .. ))ص 65• وحامد اصيب بالعقم (( اذ أغمد الوحوش خناجرهم المسمومة في جسده النحيل ليفجعه الطبيب بعد ذلك بحقيقة مفزعة خلاصتها انه قد فارق دنيا الابوة وعالم الاطفال فلن يتثتى له الانجاب ولن يهنأ بتكوين أسرة يستظل تحت سقفها الدافئ .))ص63• وحامد يقول لنا ان تجربة الثورة ممثلة في جبهة التحرير الارترية قد ماتت.• وحامد يذهب الى أبعد من ذلك ..عندما يقول (( ليس بوسعنا إلا أن ننعي هذا الوطن ..الوطن الساكن في الضلوع وفي جفون الاغنيات الحزينة)) ص71 انه ينعي لنا نفس الوطن – بذاته وصفاته التي نعرفها عنه – الوطن الذي خصه حامد بآخر ما تبقى من مداد سكبه في مفكرة بالية وناجاه بقوله :
” أيا وطنا يطل عبر ثقوب الذاكرة ليس بوسعنا ان نحبك أكثرفقد إهترأت على شفاهنا حروف الوجد والتحنان .ها نحن نضخ شلالات من العشق السرمدي لتروي جذور أوتادكفتبقى شامخا عملاقا رغم عاتيات المحن.يا وطنا حملناه في حدق العيونوغرسنا في ذراته بذورالعشق والهوىفلم نجد عند شرفتهسوى قلاع من الصد والحرمان ” ص
61• وحامد هو البداية والنهاية :- به بدأت الرواية عندما (( فض غشاء البراءة وتجاوز عتبة الطفولة مبكرا)) وإلتحق بالثورة.- وبه إنتهت الرواية عندما مات – على سريره – في تلك اللحظات التي كانت فيها (( أروتة تتزين و تستعد لعرسها القادم على صهوة الفرح والحبور , وهكذا حين أزفت ساعة النصر وأشرقت الشمس وسطعت فوق هاتيك الروابي الجميلة كنت تسمع على الضفة الاخرى لنهر القاش نواح وعويل لنساء كن يبكين فارسا ترجل ومضى في موكب الرحيل الاخضر. )) آخر فقرة في الرواية صفحة 77فماذا تبقى لنا من حامد الفارس الذي ترجل ومضى ؟ بقيت أمنية عزيزة عليه وعلينا جميعا (( يجب أن تستمر الثورة.. يجب أن تستبدل هذه القيادة ))ص 61. كانت هذه أمنيتة التي لم تتحقق في حياته وتحولت بعد وفاته الى” وصيــــــة ” ولم تجد – مع الأسف الشديد وحتى يومنا هذا – من ينفذها . لماذا ؟ لأن تنفيذها يتطلب توفر فكر جديد وطرح جديد ومعالجة جديدة لقضايانا ومشاكلنا …باختصار المطلوب ” جـــيـــل جـــديـــد “جـــيـــل جـــديـــد حدد سماته وملامحه الشاعر الراحل نزار قباني في قصيدته ” هوامش على دفتر النكسة ” التي كتبها في أعقاب نكسة 1967 فقال :
نريدُ جيلاً غاضباً.. نريدُ جيلاً يفلحُ الآفاقْ وينكشُ التاريخَ من جذورهِ.. وينكشُ الفكرَ من الأعماقْ نريدُ جيلاً قادماً.. مختلفَ الملامحْ.. لا يغفرُ الأخطاءَ.. لا يسامحْ.. لا ينحني.. لا يعرفُ النفاقْ.. نريدُ جيلاً.. رائداً.. عملاقْ..
والى أن يأتي هذا الجيل سيستمر الاقزام في تعملقهم وسيموت فينا كل يوم جزء من الوطن الذي نحمله في المنافي والملاجئ والشتات وفي داخل الوطن نفسه … ثم ماذا ؟أرجو من الأخ عبد الوهاب حامد أن يواصل مسيرته الابداعية في المجالات التي يجد فيها نفسه. وأن يتحفنا بنشر أعماله تباعا – بدءا بالمواقع الألكترونية – لكى يثبت لنا ولنفسه ان رواية” وطن وأحزان ” ليست ” بيضة الديك ” ولكنها – كما نأمل – وفي زمن القحط والجفاف والسنين العجاف باكورة أعماله و” أول الغيث قطرة ” وفقك الله وسدد خطاك في درب الابداع الادبي يــا عـــبـــد الوهــاب…والى لقاء……………..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى