مقالات

شرق السودان فى ظل الاهمال المتعمد. بقلم/ بكرى سوركناب

24-Dec-2015

عدوليس ـ نقلا عن الراكوبة

شرق السودان من اكثر المناطق المتخلفة في السودان, فنسبة الفقر ونسبة ضعف الدم ووفيات الاطفال دون الخامسة وكذلك وفاة الوالدات ونسبة الامية هي الاعلي ليس فقط في السودان, ولكن في العالم اجمع, حسب احصائيات قامت بها اليونسيف وهيئة الصحة العالمية واليونسكو ومنظمات غير حكومية متعددة.

رغم خصوصيتها الجغرافية والاجتماعية إلا أن قضية شرق السودان لاتختلف في جوهرها عن الازمة السودانية، وقضايا المناطق المهمشة الاخري.وهي ازمة تتعلق بغياب اهالي الاقليم قوميا وولائيا عن مؤسسات السلطة والتشريع والثروة، وتغييب ثقافات الإقليم ومحاولة دمجه والحاقه إجتماعيا وثقافيا بالمركز ذي الاتجاهات العروبية ـ الاسلامية الآحادية، بجانب حالة الفقر المدقع والامية والامراض التي يعاني منها.وحل ازمة الشرق برأي الكثير من ابنائه لن يتحقق من دون احداث تغيير حقيقي في المركز بحيث يمثل هذا المركز كل مكونات السودان ويعترف بها رسمياً وعملياً.وفصل قضية الشرق ومشكلته عن مشاكل السودان الاخري لن يؤدي لحل، بل والراجح انه سيقود لتعقيدات اكبر، واي حديث عن إجراء اصلاحات وتنمية في الشرق من دون الوصول لحل لعموم الازمة السودانية يعتبر ضرباً من احاديث الإستهلاك الاعلامي التي يمتلك السياسيون السودانيون رصيداً ضخماً منها (تثبت تجربة جبهة الشرق الاخيرة والاتفاقية التي وقعتها ان الحلول الجزئية غير مجدية .ومع ان بعض الاصوات تعلو هنا وهناك يشتم منها النفس الانفصالي او تهدد بالإنفصال صراحةً إلا أن التوجه الوحدوي وسط اهل الشرق هو الاعلي حتي الآن، ويساعد علي ذلك الوجود الكبير للسودانيين ذوي الاصول غير الشرقية بالاقليم والتداخلات الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن ذلك بجانب التاريخ الطويل والممتد لإنسان الشرق مع بقية القوميات السودانية.غير ان المظالم التاريخية لاهالي الاقليم وتردي الاوضاع الاقتصادية ونموذج حق تقرير المصير لجنوب السودان وربما أيضاً بعض الاجندة الدولية والاقليمية كلها عوامل تشكل أجراس إنذار تقتضي التعامل الجاد معها والبحث عن حلول ومخارج جدية.وفي ظل حالة العجز والفشل المصاحبة للسلطة في الخرطوم الآن وغياب اي امل للحل قبل حدوث تغيير جذري في المركز، يقع العبء علي كاهل المنظمات والناشطين ذوي التوجه الديمقراطي حيث ان عليهم زيادة درجات التنسيق بين فعاليات الاقليم المختلفة مع ناشطي المركز والاقاليم السودانية الاخري وإخراج الشرق من الحالة القريبة للعزلة التي يعيشها لان حالة العزلة والغياب القومي للشرق ستكون البوابة للافكار المتطرفة والإنفصالية.صدر فى نوفمبر عام 2013 من مجموعة الازمات الدولية ان عدم تنفيذ البنود الرئيسية للإتفاقية وتقسيم جبهة الشرق على أسس قبلية وإستمرار إستغلال موارد الأقليم بواسطة المركز الذي لا يقبل إلا بمشاركة الفتات أن فشل إتفاقية سلام شرق السودان نموذج آخر لفشل منهج السلام بالتجزئة وسياسة المؤتمر الوطني القائمة على ( فرق تسد ) .أن الأوضاع المعيشية والبيئية والصحية والمجتمعية لمحلية طوكر وصلت غاية من السوء والتردي والتهميش، بجانب ما يعانيه مواطنو طوكر من انعدام شبه تام لكل الخدمات من مياه وكهرباء وصحة وتعليم وطرق ومواصلات وان توقف آبار كرمبت مما دفع المواطنين لشرب مياه الآبار الملوثة والتي تسبب حالات من الإسهال اما مستشفى المحلية لا يوجد به إسعاف ولا دواء وتندر فيه الكوادر الطبية .اما جنوب طوكر فقد بلغت الازمات المعيشية هناك حد المجاعة الشاملة، يشتكي الان مواطنو المنطقة التي تتبع ولاية البحر الاحمر من تردى الاوضاع التنموية والمعيشية بمناطقهم ووصولها الى حافة الهاوية. وهو التصعيد الذي يمضي بالامر الى منعطف جديد في ظل عدم اعتراف كل من المسئولين في الخرطوم وفي الولاية بما يقوله المواطنون. ان انسان محلية جنوب طوكر تحت خط الفقر ، ولايملك ابسط مقومات الحياة ويبدو ذلك جليا على اجساد المواطنين ان جنوب طوكر من المناطق التي تعاني الجفاف وتقلبات الطبيعة، فضلا عن اثار الحرب التي اندلعت على اراضيها ولا يوجد بها طرق معبدة او مستشفى رئيسي او غطاء نباتي علاوة على تعرض سكانها للموت او النزوح الوقت الذي تخلو فيه المحافظة من اي وجود حكومي .إذا لم يؤدِ لغم أرضي بحياتك فلن تسلم أطرافك …وإذا لم يتسبب مرض السل والدرن وسوء التغذية في وفاتك فلن تستطيع الهروب من العمى الليلي والأمراض الجلدية …وإذا عرفت أن أحداهن قد فارقت الحياة وتركت من خلفها طفلاً لم يتجاوز عمره الأسبوع أو شهراً فتأكد أن عملية ولادة بالحبال قد أزهقت روحها …لاتفكر في رؤية الكهرباء في المنطقة وذلك لأن هذا الأمر يعتبره السكان ترفاً وحلماً بعيد المنال …طبيعي أن ترى عظام أحدهم قد بانت وكادت أن تبارح جسده ،ولاتعتقد أنه يخضع لبرنامج تخسيس بل هذا أثر الجوع ..أما إذا داهمك داء فلا تفكر في الذهاب الى مستشفيات عقيق ومرافيت وقرورة وذلك لأنه لايوجد أطباء ولادواء ..وفي ذات المنطقة المياه للشرب فقط وذلك لأنها غير متوفرة ،لذلك عندما ترى الأطفال في ثياب رثه ومتسخه فلا تتعجب .لم تكن كوارث الطبيعة وحدها من يقف خلف معاناة إنسان جنوب طوكر الذي عاش ظروفا انسانية سيئة عقب الحرب التي شهدتها المنطقة في العام 1997م والتي تسببت في نزوح الآلاف من المواطنين من قراهم ومدنهم ولجوئهم الي أطراف مدينة طوكر وبورتسودان في ظروف لا يحسدوا عليهم ، ولم يجدوا العناية من حكومة الولاية في ذلك الوقت ولا حتى منظمات المجتمع المدني .من رأى مدن سنكات , هيا , درديب , اروما وبعض المناطق التي إندثرت بإستراتجية اللا إنقاذ ( هوشيري , كلانييب , صمد ، تهميم , اجواتيرا , وقر , تندلاي , هداليا , اروما , همشكوريب , تكلباب , مناطق نهر عطبرة … الخ !!! كيف يعيشون , كيف يأكلون ويشربون ؟؟؟ كيف من هجير الشمس يستظلون ؟؟؟ كيف وكيف وكيف ناهيك عن الخدمات التعليمية والصحية … الخ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .فى ولاية البحر الاحمر هناك الكثير من الامراض المنتشرة والتى تتكتم عنها السلطات من ضمنها الحمى النزفية وصلت الى حد الوباء خاصة فى منطقتى بورتسودان وطوكر وتعتبر تقارير طبية، ان الحمى النزفية أحد الامراض المستوطنة فى ولاية البحر الأحمر، وأدت فى الأعوام (2008) و (2010م) ، إلى وفاة العديد من المواطنين، و,اقرت بذلك – وقتها – وزارة الصحة بالولاية، ويعود السبب إلى إنتشار الباعوض الناقل بكميات كبيرة نتيجة لتوفر المناخ الملائم لتكاثره.اما اذا اتينا الى منطقة اربعات وخاصة اربعات الزراعة فالحديث يطول عنه فالاهمال المتعمد من قبل حكومة الولاية يعتمد السكان فى منطقة أربعات الزراعة على مركز صحى وحيد فى منطقة (أيشنت) لايوجد به طبيب ولاتوجد به أى أدوية حيث يعتبر السفر إلى بورتسودان هو الحل الوحيد لتلقى الرعاية الصحية، أما فى مجال التعليم فتضم المنطقة (9) مدارس للأساس (4) منها إلى الصف الثامن بينما يترواح عدد المعلمين فى المدرسة الواحدة من (3) إلى (10) معلمين، وتفتقر معظمها إلى المبانى الثابتة والجيدة .رغم اتفاقية السلام والوعود المتكررة لا زال البجا يرزحون تحت اوضاع مأساوية تماما كما كانت قبل التوقيع ان لم تكن أسوأ . سمعنا عن وعود كثيرة لكن لم نراها على ارض الواقع فالاتفاقية نصت على اشياء كثيرة ولكن واحد من هذه البنود لم تنفذ حتى الصندوق الذى انشئ فى الاساس لاعمار الشرق لم نرى سوى اهتمامه بموظفيه والتى تخالف كثير من القوانين وهناك بند صرف فى الصندوق وهو ( قهوة ) !!!!!! وقد كشف المراجع العام فى تقاريره عن مخالفات كثيرة ارتكبها الصندوق …. ذكرت الاعلامية انصاف ابراهيم فى مقال لها الاتى : ( و بالرجوع الي خلفية اتفاق سلام الشرق الذى توقيعه حسب وجهة نظرى تحت ضغوط الحكومة الارترية بتاريخ الرابع عشر من اكتوبر 2006 بالعاصمة الارترية أسمرا ، بين حكومة السودان وجبهة شرق السودان .. والذي افضي عن اتفاقية تحمل في طياتها ثلاثة برتكولات وهي (السلطة – الثروة – الترتيبات الامنية) ، ملف السلطة يشمل المواقع الدستورية والتي كانت عبارة عن ستين موقعاً دستورياُ بالاضافة لملفات الخدمة المدنية المختلفة والتمثيل الدبلوماسي والمفوضات المختلفة اما فيما يتعلق بملف الثروة فلم يكن يمثل سوى مايسمى بصندوق إعادة إعمار الشرق وبضع ملفات للترتيبات خصصت لمعالجة اوضاع قوات جبهة الشرق بالاضافة لمجلس تنسيق ا لولايات الشرقية مما يعنى تضمين الاتفاقية في الدستور الانتقالي هذا بالاضافة الي اتفاقية طرابلس التي تم توقيعها بين حكومة السودان وتنظيم الاسود الحرة في عام 2000 وتمت مراجعتها في 2006 وكانت برعاية ليبية .والاتفاق علي جداول زمنية معينة للتنفيذ مع تكوين آلية رفيعة المستوي لمتابعة سير تنفيذ الاتفاق .)بقية المقال على هذا الرابطhttp://www.alrakoba.net/articles-act…w-id-36616.htmكثيرة هى الحقائق التى تحدثت عن قضايا الشرق وسنواصل فى هذا التقرير عن ولاية كسلا والقضارف .sorkinab@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى