مقالات

عندما تسقط الأقنعة عن (مستور) هنقلا : ماليليا بخيت

7-Jan-2010

المركز

الجميل في الأستاذ “هنقلا” أنه –حسبما ذكر – يكتب حتى “يقهر ذاكرة النسيان” (لاحظ هنا التضاد بين الذاكرة والنسيان)او في موضع آخر يكتب “حتى لا يهلك”.. !وأي كانت الأسباب فإن المقالين السابقين له قد أثبتا بما لا يدع مجالا للشك ، أنه لا يقهر فيهما إلا “ذاته” التائهة (في مقالة الوهم والذات الموهومة)، ولا يَهلِك في تلك الصورة سوى “المتخيل ” في إدراك القارئ عن “الذات الكاتبة” (ارجوا أن تتقبلوا تلك المفردة الجديدة !!! ).

في مداخلتي السابقة تعقيبا على ما سمي تجاوزا وتنطعا بـ “قراءة تفكيكية ” قدمت الرؤية المعرفية المدعومة بالمراجع الأكاديمية عن ماهية “التفكيكية” كآداة وكمنهج نقدي وتحليلي ،وتساءلت اين نجدها في قراءة “هنقلا” ..وكنت اتوقع أن اتعثر بالإجابة في مداخلته الأخيرة التي اسقطت كل الأقنعة الى درجة “التعري”..لكنه مارس نوعاً آخر من “التوهان والتنطع المتهافت” دون أن يكون قادرا حتى على الإشارة لماماً على انه استخدم المنهج التفكيكي في قراءته تلك ( التي يعتقد انها نقدية !!!!) .بل أن الادهي والأمر انه وضع معايير وتصنيفات جديدة “للنقد الأدبي” لم يسبقه اليها أحد تتمثل في : ” التوحد مع المنتج حتى الذوبان – او الاحتفاء كاحتفاله –شخصيا- بالمرايا، اومسح الجوخ ” !!وهنا أتساءل أي “هلاك ” يمكن أن يقع اكثر من هذا الفعل ،حتى يعتقد “هنقلا” أنه يعاند “الهلاك “بكتاباته تلك ؟!.دعونا نتجاوز قليلا ، حتى لا نرهق القارئ الكريم او نساهم –لا قدر الله – في قتل “الذات الكاتبة ” له(!).يقول : “نبدأ بهذاالسطر ( النقد هو عمل معرفي وابداعي واعي موازي للنص) اي نص تقصدين بهذا الكلام ؟” الرجل الذي امتطى صهوة النقد او ما اسماه ” يحتف كما احتفلنا بها ، وهي القراءة النقديه” والذي إدعى انه يستخدم “التفكيكية” في قراءة النص لا يعرف اين هو النص ولا يمكنه تحديد “المنتج” الذي صرف كل ذلك الوقت والجهد والأدوات المعرفية –حسب وصفه- لتحليله وقراءته ! اي مهزلة تلك التي وقعت فيها “الذات الكاتبة ” ؟!! وفيما يذهب في عبارة من عباراته ان ” الأنطولوجيا يصعب تعريفها لكن المقاربة لها هي أختيار شيء من كل شيء ثم عرضه” يعود “بذاته الكاتبة” ليختزل هذا المفهوم في العبارة التالية ” اما اذا كنت تقصدين بالنص نصوص الأخوة المنشورة في المرايا,في هذه الحالة لا احتاج الى وكيل مسوق” !!و وفقا لهذا الفهم فإنه يعتبر أن “الأنطولوجيا ” ما هي إلا مجرد عمل “تسويقي” للنصوص !وبالتالي فإن مطالبه التي كشف عنها لاحقا في حديثه عن انه ما “الخلل من بحث الكاتب عن ذاته الكاتبة ” وأحقيته –شخصيا- في المطالبة بإضمان نصوصه فيها (وهو اعتراف نادر) لم يكن سوى تحقيقا لرغبة تجارية ” تسويقية لنصوصه “(!!) ليس إلا . وهنا “يتعرى المستور ” الذي اشرنا اليه في المقالة السابقة في انه لم يكن يبحث –في كل ما كتب- سوى عن “احلامه الهاربة – او حوارية زمنه الردئ ” !سيما بعد أن كتب يقول “وعندما أحس ان دوري قد جاء في تسلسل القائمة ,انتقل من العام الى الخاص .وأعلن ثورة المطالب الشخصية” ثم يتساءل ” ثم اين الخلل أن يبحث الشخص ذاته الكاتبة” ويضيف بسذاجة مضحكة ” لماذا يخجل الفلاح المنتج أن يعلن عن انتاجه بصوت عال”.وهنا نقول له ليس هناك خللاً أن يبحث الكاتب عن نصوصه في “انطولوجيات تصدر هنا وهناك ، كما ليس عيباً أن يرفع مطالبه الشخصية ، لكن العيب والخلل هو التدثر بأردية الأسرى والمعتقلين وغيرهم لإستجداء الناس ، و التحجج بقميص “عثمان” للإطلالة من خلفه على الذات ..العيب هو محاكمة الكاتب في أسواق الإيدولوجية القذرة عبر استخدام اسماء “حق يراد بها باطل” ، كل ذلك في رحلة “البحث عن الذات”ضمن فصول الانطولوجيا وليس عن تلك الأسماء والنصوص .وبعد هذا الإعتراف (النادر من هنقلا شخصيا ) يتأكد للقارئ أننا لم نكن نقرأ “الفنجان ” كما إدعى بقدر ما كنا نستنبط ونربط النتائج بالأسباب ، أما مفردة “كما يبدو والله أعلم” التي أثارته كثيرا فهي ايضا مسببة ، أولا ً لقناعة عقدية بان الله فعلا أعلم منا جميعا ، وثانيا لأمر موضوعي هو ” أن الحقيقة في العلوم الأنسانية نسبية ” أو ” لا تقاس بالمسطرة ” حسب قوله . فهل كان يمارس قراءة الفنجان عندما قال ذلك ام كان في حلقة “تواكل” ؟!لكن ليس هذا المهم عموما ، بل العودة للسؤال الجوهري ، هل غياب “الذات الكاتبة لهنقلا قد أثر جوهريا على شكل ومضمون الانطولوجيا ” ؟!الواقع أن قناعة الإجابة على هذا السؤال بثقة تعززت لدي أكثر هذه المرة .. وذلك حتى لا تهبط الأنطولوجيا لمستوى التسويق التجاري “لمنتج ردئ”! (بالتأكيد وفقا لذات الفهم الهنقلاوي) .سيما وأن الأنطولوجيات تُعني بالأساس بتقديم ” الجزء عوض الكل” وبالتالي فهي تهتم “بالمنتخب والمنتقي من النصوص” وليس بالضرورة بـ”الأكثر رداءة ” او حتى الأكثر “حضوراً” في المشهد الإعلامي المحلي ، نظرا لذهنية العلاقات والتشبيكات القائمة في بعض مواقع الانترنيت الارترية (التي مثلا ترفض نشر تعقيب ثم لا تمانع من نشر تعقيب –آخر- على التعقيب المرفوض وغير المنشور في موقعها ، وذلك في تطبيق لعملية اقصاء واضحة وديمقراطية جدا *!!).وفي هذه المفاصلة بالتأكيد فإن المنتج بالضرورة يوثق ويؤرخ لجزء منتخب من الأعمال الأدبية والفنية، ولذلك يسمى بالانطولوجيا وليس “الموسوعة” وهنا الفارق الواضح والصريح بين المصطلحين . وهنا يتضح ايضا للقارئ الحصيف هشاشة طرح “التضاد” الذي حاول “هنقلا التحصن خلفه .بل إن “صاحبنا” بقصد او دونه يضع ذاته (الكاتبة) في تناقضات عديدة ففي الوقت الذي يقر فيه بأن احد مقاربات الانطولوجيا تشير الى انها : ” أختيار شيء من كل شيء ثم عرضه ” يعود ليتساءل بطريقة هزلية تندرج ضمن الكوميديا السوداء : ” وأن الأنطو لوجيا أهملت بعض الشعراء الأساسين الذين يكتبون بالشعر الحديث.اذن ماذا نسمي هذا الأهمال؟وماذا نسمي هذا الأختيار الجزئي من الكل؟الم تكن محاكمة غير معلنة !؟”فإذا كان “كاتبنا” يقر ان مفهوم الانطولوجيا في حد ذاته هو “إختيار جزئي ” من المنتوج الكلي، فكيف يتجرأ ليتهم الناس بـ “الإهمال والتجاهل ” لعدم ايراد الكل ؟! وكيف تسنى له وصف الاختيارات بالمحاكمة ؟!ثم في الوقت الذي يتنطع فيه “صاحبنا” في استخدام مصطلحات وأدوات معرفية غربية /انسانية (دون ان يصل لمضمونها طبعا) وينافح بضرورة استخدامها وفقا لقراءة كل شخص بل ويشن حربا على المتحصنين حول ذواتهم المعرفية فيصفهم “باللاوعي” وبالقطون في ” معسكر الاغاثة للأنتاج المعرفي” -في ذات الوقت وذات المقال- ينبري “كاتبنا” ليقول : ” اما سحب واقع الآخرين على واقعنا هو نوع من انواع الظلم .فهناك فارق زمني .هم في زمن التغير النوعي .ونحن في زمن بذرة التراكم !!!!”هنا تتضح لدينا أموراً كثيرة : أولاً: ذلك التناقض الكبير بين دعوة المواكبة ودعوة التخلف. وثانيا : محاولات تمرير النصوص الرديئة بدعوى أننا لا زلنا في زمن “بذرة التراكم” وهي فرية مردودة لا يدافع عنها إلا ” الرديئين” ممن يعتقدون أنهم “كتاب” ، فهم عبر تلك التبريرات يحاولون ستر “عورة الرداءة والركاكة ” التي يمارسونها.ثالثا : محاولة الهروب من المشهد الأدبي والثقافي (الإنساني) الذي يتعارف على تلك المفاهيم والمضامين ، وخلق فضاء موزاي يتم فيه التعاطي وفق معايير تتناسب و “قامة صاحبنا” طبعاً.ولعل أحد أهم مؤشرات تلك المعايير هو التصنيفات الجديدة للقراءات النقدية التي ابتكرها صاحبنا في مستهل مقاله “الذاتي” ، فضلا عن اعتقاده أن القراءة المغايرة “للنص” لا تأتي بالضرورة إلا على ايقاع مسامير مدمية ومؤلمة !! فهل هناك مهزلة أكثر من هذه ؟! وحتى لا نطيل نتساءل ما المقصود بـ “فقيه السلطان ” ؟ ثم القول : “هذا التنظيم والترتيب.نحن نسميه عشوائي” سؤال بديهي : من أنتم ؟ (ربما سيادتك +ذاتك الكاتبة!)وقفات بسيطة : ان كتابت التاريخ / طبعا يعني ان كتابة التاريخ .نترك الأجابت لك / نترك الإجابة لك .وانتي سمي ما تشائي / وانت سميه ما تشائين للأعمال اغائبة رقم تماثلها/ للأعمال الغائبة رغم تماثلها لنرجسية صاحبت المقال/ لنرجسية صاحبة المقال.لأن لاادري / لأنني لا أدري وبتالي لا يوجد / وبالتالي لا يوجد ..بالتأكيد هذا غيض من فيض الركاكة والرداءة و”التهافت” هذا الاخير الذي يتهم به الآخرين لحاجة في نفسه . وليعذرنا القارئ لمجاراة صاحب المقال في منهجه مع الترفع عن الانجراف للمهاترات .–

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى