مقالات

في ذكرى اليوم العالمي لمناهضة التعذيب:التحالف الديمقراطي الإرتري -مكتب الإعلام

2-Jul-2005

التحالف

مرت قبل أيام وبالتحديد في السادس والعشرين ذكرى اليوم العالمي لمناهضة التعذيب الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في إعلانها الصادر في عام 1975م , والذي يقضي بحماية جميع الأشخاص من التعذيب , وقد عرف الإعلان مفهوم التعذيب بأنه ” كل فعل بنزل بشخص عن عمد ألما أو انواعاُ حادة من العذاب بدنية كانت أو ذهنية وذلك من جانب موظفين عموميين أو بتحريض منهم بهدف الحصول منه بصفة خاصة أو من شخص ثالث على معلومات أو إعترافات أو معاقبته على فعل أرتكبه أو يشتبه أنه إرتكبه أو تخويفه أو تخويف أشخاص آخرين ” .

لقد حرصت العديد من الدول التوقيع على إعلان مناهضة التعذيب غير أن التقارير السنوية التي تصدرها المنظمات الحقوقية وبعض الدول الغربية عن حقوق الإنسان حول العالم يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن دول العالم على الرغم من توقيعها على العديد من المواثيق المتعلقة بإحترام وحماية حقوق الإنسان إلا أنها ما تزال تنتهك الحقوق بصورة متزايدة وجسيمة .إن ما يتعرض له الأشخاص وخاصة السجناء من ممارسات مهينة لكرامتهم يثير الكثير من الإشمئزاز وخيبة الأمل في نفس الوقت أكثر من أي وقت مضى , حيث ما تزال الدول تبتكر أساليب جديدة لتعذيب وإذلال الإنسان تفوق في أحيان كثيرة صور التعذيب الواردة في التعريف أعلاه , وذلك بدلاً من الإلتزام بالمقررات والاتفاقيات الواردة في هذا الصدد على الرغم من أن معظمها قد وقع عليها .والأدهى والأمر هو أن الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بحجة نشر قيم الحرية والديمقراطية حول العالم ما تزال تنتهك تلك الحقوق , وما فضيحة سجن أبو غريب في العراق والإنتهاكات التي وقعت فيه ببعيد , كما أن ما يجرى في سجن غونتينامو وفي سجون أفغانستان على يد الأمريكان والقوات الغربية المتحالفة معها خير شاهد على ما وصلت إليه قضية حقوق الإنسان التي تتشدق بها تلك الدول .لا يستقيم عقلاً ولا منطقاً قهر وإذلال الشعوب بدعوى تكريس ونشر قيم الحرية والديمقراطية في واقع هذه المجتماعات , وقديماً قال الشاعر :ـ لاتنهى عن خلق وتأتي بمثله ** عار عليك إذا فعلت عظيم وفي خضم هذه التجاوزات والإنتهاكات التي تصبغ الواقع الدولي في ظل دعاوي الحرية والديمقراطية وإحترام حقوق الإنسان التي لم يسبق لها مثيل , كيف هي اوضاع التعذيب خاصة وحقوق الإنسان في إرتريا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لا يختلف إثنان ليس في إرتريا فحسب ، بل في العالم أجمع بأن أوضاع حقوق الإنسان في إرتريا متردية بصورة مخيفة , حيث يعتبر النظام الإرتري بشهادة العديد من الدول والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان من أكثر الأنظمة في العالم إنتهاكاً لحقوق الإنسان وخاصة السجناء الذين يتعرضون لأبشع صنوف الأذى المادي والمعنوي .يبدو أن النظام الإرتري لم يسمع أو يطلع على الإعلان العالمي لمناهضة التعذيب , وإن سمع به أو أطلع عليه لا يود التوقيع عليه والإلتزام به , وإلا كيف نفسر تصريحات الأمين محمد سعيد سكرتير الجبهة الشعبية الذي يقول : بان مسألة حقوق الإنسان ليست من أولويات نظامه . أليس الإنسان هو الهدف والغاية من كل نشاط إنساني بما فيه مسألة الحكم ؟!!!!! ألم يدفع الشعب الإرتري تضحيات جسيمة من أجل الحرية على مدى ما يقارب النصف قرن ؟!!!!! , ولكن لقد إنحرف هؤلاء منذ البداية ولاحياة لمن تنادي وقديماً قيل :ـ لقد أسمعت لو ناديت حياً ** ولكن لا حياة لمن تنادي لقد حول هذا النظام إرتريا كلها إلى سجن كبير , ولا يهمه في هذا الصدد أن يكون هناك إعلان عالمي لمناهضة التعذيب أو لم يكن , حيث الأمر عنده في الحالين سيان .فقهر الآخرين وإذلالهم سياسة ثابتة وراسخة في قاموس وممارسات هذا النظام , بل هي الوسيلة الوحيدة لبقائه في سدة الحكم , وبالتالي فمن تجاسر للتغبير عن رأيه أو أبدى ملاحظاته حول ممارساته فمصيره هو الإغتيال أو الإعتقال في غياهب السجون التي هي في معظمها سراديب وحفر جهزت خصيصاً لهذا الغرض .وحظر النظام الدكتاتوري على ذوي السجناء زيارة سجنائهم كما رفض المطالب المتكررة من قبل المنظمات الحقوقية وعلى رأسها الصليب الاحمر الدولي من زيارة السجناء والإطلاع على أحوالهم وظروف إعتقالهم .يعد المتهم في إرتريا مجرم إلى أن تثبت براءته عكس القاعدة القانونية المعروفة ” المتهم برئ حتى تثبت إدانته ” وبالطبع لا يمكن إثبات براءة المتهم ما دام النظام لا يقوم بتقديمهم للمحاكم . إن وضع السجناء وخاصة السياسيين منهم في ظل التعتيم الذي يضربه النظام على أوضاعهم تثير الكثير من المخاوف حول مصيرهم خاصة وأن معظم السجون في إرتريا لا تخضع للمعايير المعتبرة دولياً , وهي عبارة عن زنزانات في شكل سراديب وأقبية تحت الأرض الدكتور ” لوران ” المشرف على مركز ضحايا التعذيب والحروب في جنيف : بأن المجتمع الذي يرتكب فيه التعذيب هو مجتمع مريض ومصاب بخلل , وهذا ما توصل إليه من خلال مراقبته اليومية لضحايا التعذيب منذ الثمانينيات . ويرى دكتور ” لوران ” بأن أنجع وسيلة للوقاية من التعذيب هو العمل على إعادة تأهيل الضحايا والجلادين معاً .ومع قناعتنا وإتفاقنا التام مع دكتور ” لوران ” بأن الضحايا والجلادين في حاجة إلى إعادة التأهيل , غير أن لدينا سؤالين … الأول هو هل يعقل أن نقول أن مجتمع ما على إطلاقه مصاب بمرض يحتاج معه إلى إعادة تأهيل , وإن سلمنا بذلك كيف يتم ذلك ؟!!!!!!والسؤال الآخر لدينا قناعة بأن النظام الإرتري من رأسه إلى أخمس قدميه مصاب بمرض ويحتاج إلى إعادة تأهيل , ولكن من يقنع هؤلاء الجلادين المرضى بأنهم مرضى ويحتاجون إلى علاج ؟؟؟؟؟؟؟وفي الأخير نناشد الدول والمنظمات الحقوقية العالمية والإقليمية وبمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب أن تمارس الضغط اللازمة على النظام الإرتري لوقف إنتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان وفتح سجونه لمنظمات حقوق الإنسان , كما يجب أن تمارس عليه ضغوطاً إضافية حتى يقوم بإطلاق سراح السجناء وخاصة سجناء الرأي والضمير الذين يقبعون في سجونه دون محكمات منذ شنوات بسبب آرائهم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى