مقالات

كلمة إرتريا: على هذا البيان أن يصدر*

30-Nov-2007

المركز

منذ نهاية اجتماع القيادة المركزية للتحالف الديمقراطي الإرتري( التنظيمات السبعة ) في الثامن عشر من شهر نوفمبر الجاري ، وبداية لجنة الحوار بين جناحي التحالف من أجل توحيد مظلة المعارضة والأنظار مشدودة إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ،

كما لا يمر يوم والمتابعين عبر الإنترنيت يتصفحون المواقع باحثين عن هذا البيان ( ونعني به بيان توحيد المعارضة الإرترية ) وهو البيان الذي لم يصدر حتى كتابة هذه الافتتاحية ، ورغم أن اللجنتان اتفقتا على سرية المداولات وعدم التصريح للإعلام لكن الذي تسرب حتى الآن لا يوحي أن التأخر هو لمزيد من التجويد ، بل لأن الخلافات حول آليات التوحد هي الذي يؤخر الاتفاق ، والحديث يدور حول مقترح قيادة مؤقتة أو طارئة ، توصل المعارضة إلى مؤتمر عام ( مؤتمر قضايا التحول الديمقراطي ) وبين من يرى العودة بالخلاف إلى نقطة البداية حيث اجتماع القيادة المركزية الموحدة للتحالف ، وقد لا تكون هذه هي الآراء المتعارضة وحدها ولكن هذا قد يكون هو الإطار العام للخلاف حتى الآن ، وبالتأكيد أن لكل الرأيين مزايا ومثالب ، لسنا بصدد التعرض لها لضيق المساحة ، ولكن ما نود أن نقوله هو أن كل هذه الخيارات هي ميكانيزمات وتكتيكات ومن هنا يجب أن لا تسمو على الهدف الجوهري والمصير الإستراتيجي لمآلات الحوار .إن الشعب الإرتري المغلوب على أمره يتعلق بهذه القشة دون أن يدري هل هي وسيلة حقيقة لنجاته أم لا ، ولكن حتى وإن لم يأنس التحالف في نفسه كفاءة قيادة لواء التغيير فحرام أن يحرم هذه الشعب من التعلق بالأمل ، ويكون نهباً لليأس والضياع .إن تراثنا السياسي إبان الكفاح المسلح كان يعلق كل خيباته على الإنفصالات ، وقد صدق ضميرنا وعقلنا الباطني هذا التبرير ، لذا يصعب على هذا الشعب أن يتجاوز كل ذلك الغرس ومن هنا فإن مدخل كسب تعاطف الجماهير الإرترية هي هذه المفردة السحرية ( الوحدة ) دون الخوض في الإبعاد الفلسفية لصحتها ، أو الإبعاد العملية عن إمكانية تحققها على أرض الواقع .إن المسافة بين القيادة المؤقتة ، العودة إلى اجتماع القيادة المركزية ليس أمراً بعيداً ، لأن السؤال البديهي هو ما الذي سيتخذه اجتماع القيادة المركزية من قرارات في هذا الشأن ، ولماذا لا ننفذ مباشرة إلى المقترحات التي ستقدم إلى اجتماع القيادة المركزية ونضعها في الطاولة مع خيار القيادة المؤقتة ومن ننظر في أيهما أصلح للمرحلة ، ثم إذا لم نتفق على تلك الآليات منذ الآن فذلك يعني أن ينتقل الخلاف إلى مربع القيادة المركزية ونعيد نفس السيناريو الباهت لمؤتمر فبراير الماضي ، عليه فإن المطلوب في هذه المرحلة هو إدارة حوار الخيارات المتعددة ، وليس حوار الغالب والمغلوب ، والتمترس حول رأى واحد والتشبث به ، كما المطلوب هو النفاذ إلى لب الموضوع من حيث توسيع الآفاق لنغوص في مخرجات المقترحات ، مثل إلى أين سيأخذنا المؤتمر التحول الديمقراطي إذا ذهبنا إليه وهل ما سيتمخض عنه هذا المؤتمر يناسب واقعنا ، وهل عندنا من الوقت ما يناسب ذلك ، وهل نضمن اتفاق المؤتمر على القضايا المطروحة ، وإذا لم يحدث الاتفاق في المؤتمر إلا يتوسع الشرخ بحيث يستعصى على الرتق مرة أخرى بانتقاله إلى مربع جديد ، وكذلك العودة إلى اجتماع القيادة المركزية الذي عجز عن حل الخلاف في السابق هل هنالك جديد يجعله يتجاوز ذلك الخلاف ، وإذا كان الخلاف حول القيادة فهل من أفكار جديدة في هذا الإطار ، وإذا فشل اجتماع القيادة المركزية مرة أخرى أليست هذه مصيبة سياسية وتاريخية .على أهمية الحوار بين طرفي التحالف أعتقد أن المطلوب هو إرادة أكبر مما هو موجود ، وتقدير للتطورات السياسية بشكل يجعلنا ندرك مآلاتها المستقبلية ، وفي كل الأحوال على هذا البيان أن يخرج !!! * ( كتب الأستاذ إبراهيم قدماً مقالاً بعنوان على هذا الرجل لن يرحل ومن ذات العنوان نستوحي عنوان افتتاحيتنا لهذا الأسبوع )* نشر كإفتتاحية في نشرة رسالة إرتريا التي يصدرها المركز ضمن صفحات يومية الوطن السودانية -30نوفمبر2007م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى