مقالات

كلمة تابين : محمد علي لباب

8-Jun-2011

المركز

الاخوة والاخوات الحضور الكريم بعد السلام عليكم ، قال سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوالله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) صدق الله العظيم. الحضور الكريم . نلتقى اليوم هنا، القلوب مكلومة والعيون دامعة والحسرة تملأ النفوس، لنأبن رجلا وأى الرجال، رجلا بطلا ورمزا وطنيا نذر نفسه بل وروحة لقضية آمن بها وبعدالتها وبحق شعبه فى الحرية والاستقلال الوطنى، من الاحتلال الاثيوبى الغاشم. انه القائد الرمز الراحل المقيم عبدالله ادريس محمد سليمان.

ولد فقيدنا فى الثامن عشر من مارس عام 1944 م بقرية “شلاب” من محافظة اغردات فى غر ب ارتريا، درس فى الكتاتيب المحلية القران الكريم، هاجر الى السودان لينهل من فيض علمه،وعند انطلاقة الثورة الارترية ، التحق فقيدنا كغيره من الشباب الارترى ، الا ان القائد عواتى طلب اليه ان يعود لصغر سنه وليكمل تعليمه ، كأن القائد عواتى قد تنبأ بأن فقيدنا سيكون له دوراو شاناعظيما فى الثورة وقد كان.هاجر الى مصر الكنانة فى العام 1963 م والتحق بالازهر الشريف، حيث اكمل تعليمه الثانوى، ولما كان نداء الوطن، اقوى من اى شى آخر، قطع دراسته ليسافر فى بعثة تدريبية مع ثلة من رفاقة الى سوريا ليلتحق بكلية ضباط الاحتياط بحلب، حيث تخرج فيها ضابطا فى العام 1966 م التحق بالميدان فى اوائل عام1967 ، حيث كلف بتدريب مجموعات القوات الخاصة، ثم كلف بقيادة السرية الاولى فى المنطقة الخامسة، كما كلفته القيادة الثورية لقيادة المنطقة الخامس بعد تسليم قائدها للعدو الاثيوبى لفترة ، حيث شارك فى اجتماع قادة المناطق فى (اى اكارع) قبيل معركة (حلحل) فأ ختير عضوا فى قيادة الوحدة الثلاثيةفى العام 1968 م.فى مؤتمر ادبحا فىاكتوبر عام 1969 م اختيرعضوا بالقيادة العامةومسئولا للمكتب العسكرى.فى المؤتمر الوطنى الاول عام 1971 م انتخب فى المجلس الثورىونائبا ثانيالرئيس جبهة التحرير الارترية مسئولاعن الشئون العسكرية.فى المؤتمر الوطنى الثانى عام 1975 م انتخب عضوا بالمجلس الثورى ريئسا للمكتب العسكرى للجبهة.توسعت تحت قيادته قطاعات جيش التحريروانتشرت وحداته على كامل التراب الارترى وتم تحرير كل الريف الارترى . انتقلت الجبهة الى خطوة هامة حيث بدأت معارك تحرير المدن وتم تحرير معظم المدن الارترية بين عامى 77 – 1980 م.واجهه المؤامرة التى استهدفت تصفية الجبهة فى العام 1981 م عندما دخلت الى الاراضى السودانية، رفض القائد الرمز بكل عناد القائد اسقاط بندقيته المقاتلةفكانت انتفاضة25/مارس/1982 م تلك الانتفاضة التى حافظت على استمرار الكفاح المسلح وبقاء جبهة التحرير الارترية حجر الزاوية وعنصرا هاما وفاعلا فى كل المعا دلة الارترية.فى العام 1983 م انتخب من المؤتمر الوطنى الثالث رئيسا للجبهة.فى العام 1985ماختير نائبا اول لرئيس جبهة التحرير الارترية للتنظيم الموحد اثر توحيد التنظيمات الثلاثةبعد اتفاقية جدة.انتخب رئيسا للجبهة فى المؤتمر الرابع عام 1989 م. اعيد انتخابه رئيسا للجبهة فى المؤتمر الخامس عام 1995 م.انتخب رئيسا للجبهة فى المؤتمر السادس عام 2001مانتخب رئيسا للجبهة بعد الوحدة الاندماجيةبين تنظيمى الجبهة والجبهة المجلس الوطنى.فى العا2002 م. انتخب رئيسا للجبهة فى المؤتمر السابع فى العام 2005 مشارك فقيد الوطن فى كل الجهود التى بذلت من اجل وحدة الصف الوطنى دون اى حسابات سياسية او تنظيمية لأنه كان يؤمن ايما لاياتيه الشك بان الوحدة الوطنية هى مفتاح الحل للمشكلة الارترية، لذلك لم يا لوجهدا من اجل تحقيقها والوصول اليها خاصة بعد التحرير وانفراد نظام الشعبية المتسلط الاقصائىبالسلطة.اختير رئيسا للتحالف الوطنى الارترىفى العام 1996 م، ثم رئيسالتجمع القوى الوطنية الارتريةفى العام 1999 م ، ثم رئيسا للقيادة العليا للتحالف الوطنى الارترىفى العام 2002 م . الحضور الكريم. فقيدنا يعتبر من اعظم قادة نضالنا الوطنى من اجل الحرية ، اننا نؤبن اليوم رجلا افنى عمره من اجل والوطن وحرية شعبه، بنى القائد الرمز، مجدا عظيما وتاريخا سيظل مفخرة لكل الاجيال الارترية. رجل عرف بالجسارة والجرأةوالشجاعة فى مواجهة العدو وبالعناد فى الدفاع عن الحق وبرجاحة العقل فى مواجهة التحديات وبنكران الذات والصبر عند الشدائد، رجل لم يركن للراحة وهو الذى كان يعانىمن عدة امراض، لم يكن يبال بالمخاطر وهو المستهدف بشكل مستمر من قبل النظام الدكتاتورىالبغيض، تعرض الراحل المقيم لعدة محاولات اغتيال داخل وخارج ارتريا،رحل القائد الرمزولانامت اعين الجبناء، فان مات جسده ستظل روحه وما تركه من ارث ملهما لنا جميعا لنسير على الدرب حتى تحقق الاهداف التى من اجلها سقط شهداءنا دونها. سقط القائد عبداللة طريح الفراش يوم 25/اغسطس العام 2003 م عند جاء الى هنا فى بريطانيا للاشراف لاول مهرجان دولى لاحياء ذكرى الثورة الارترية فى الاول من سبتمر ، الا ان الاقدار ابت الايشارك فيه ومع ذلك فانه كان بيننا يوجه ويسال ، وهو فىسيارة الاسعاف فى طريقه الى المستشفى كان يسالنى ان كانت الاستعدادات للمهرجان تسير بشكل جيدوطوال فترة مرضه سيما السنوات الاولى لم يسالنى يوما عن اسرته الصغيرة بل كان دائم السوال عن العمل الوطنى ،كنت انقل اليه كلما يستجد من معلومات، فكنت احس بارتياحه لما سمع كان يطلب منى ان ابلغ الاخوان فى القيادة ببعض التوجيهات ، وحتى عند ما اشتد عليه المرض وكفه عن الكلام ما خلابعض االاشارات كنت اتحدث اليه بشكل عادى واعلمه بما يجرى سواء كان عن التنظيم (الجبهة) او عن عمل المعارضة بصفة عامة وكنت الحظ فى اسارير وجهه الارتحيان لما قلته .تميز القائد الراحل بكفاءة عسكرية عالية وبقدرات ادارية فريدة وقد تجلى ذلك من خلال قدرته على تطويرالقدرة القالية والتسليحية لجيش التحرير الارترى وفى الانتصارات التى حققها الجيش تحت قيادته، كما تمتع القائدالكبير خلال مسرته الطويلة بمحبة مروسيه الذين كان يهتم بشؤنهم ورعايتهم كابناءه. لم يكن يوما متشائما ولم يتسرب الياس يوما اليه ولم يستسلم الآى انسكار اوهزيمة، كما عرف فقيدنا بحكته السياسيةخلال سنوات ترؤسه للجبهة وحتىالتحالف وبعلاقاته الواسعة مع مختلف الوان الطيف الساياسى الارترى فكان مكان احترام وتقدير الجميع ، كما استطاع ان يبنى علاقات صداقة واسعة فى المنطقة مع العديد من المسؤلين وقد كرسها لصالح العمل الوطنى . الحضور الكريم لقد رافقت الراحل القائد عبدالله فترة طويلة وفى كثير من الرحلات فى الوطن العربى عندما كنت مسؤلا للعلاقات الخارجية كان حقا قائدا وطنيا دون منازع لانه كان يعبر بوطنية يقنع بها محدثه ايا كان ذلك الشخص ويترك لديه قناعة بما لايدع مجالا للشك بانه زعيم شعب يناضل من اجل الحرية والاستقلال، كان لايعرف الكلل ولا الملل ولايجامل ولايخشى لومة لائم فى قول الحق حتى على نفسه. كان سياسيا بمعنى الكلمة له قدرة عجبية فى ايصال المعلومة التى يريد ايصالها للطرف الاخر بكل سلاسة ويسر. كان فى نهاية اليوم يجلس ليسجل مذكراته اليومية ماانجزمنها وما لم ينجزفكان يقيم يومه على اساس ما تحقق. له بعض الكتيبات التى الفها كما له كتاب تحت الطبع احسب انه سيكون ردا لكل ما قيل ويقال من لقط الكلام وردا علىكثير من التساولات التى قدتشفى قليل الكثرين.عرفته انساناوصديقا واخا ، عرفته حازما وجادا وصادقا فيما يقول او يفعل كان يتحلى بروح النكته والدعابة فى احلك الظروف ،هذا قيض من فيض لايتسع المجال لذكر كل ما اعرف عن القائد من خصال وصفات وقدرات لنترك ذلك لمجال آخر. اننا ندرك تماما ان رحيل عبدالله ادريس ليس خسارة لنا نحن فى جبهة التحريرالارترية فحسب بل هو خسارة لكل الشعب الارترى، ولمسيرة النضال ضد الدكتاتورية والدليل على ذلك ،الاجماع الوطنى منقطع النظير هنا فى بريطانيا او فى السودان وكافة انحاء المعمورة معزين وناعين ومؤبنين تلك الحشود التى ودعت واستقبلت وشيعت جثمانه الطاهرومشاركتكم انتم هنا اليوم اكبر دليل على كبر الفاجعة ومكانت الفقيدوحب وتقدير الناس لدوره الوطنى التاريخى.الاخوة والاخوات الحفل الكريم . فقيدنا عاش من اجل ارتريا واستشهد من اجلها وحد الناس حيا ووحدهم وهو ميتا ،الارث كبير التركة ثقيلة ولكن عهد علينا جميعا ان نحمل الراية التى لم ولن يسقط باذن المولى حتى تتحقق الاهداف التى سقط كل شهداءنا الابطال دونها،وستظل روح القائد الرمز ملهمتنا انشاء الله. رحم الله الراحل المقيم بقدر ما اعطى وقدم لشعبه ووطنه.الحضور الكريم اود قبل ان ابرح مكانى ان اتقدم بخالص الشكر وعميق التقدير لكل من وقف الى جانبنا معزيا وشادا على عضدنا سياسيا وادبيا وماديا ومعنويا الامر الذى خفف عنا وطأة الفاجةالاليمة. كما اخص بالشكر العنصر النسائى المشارك ، وليس غريبا عليهن ذلك ، لأن المرأة كانت ومازالت جزأ مهما فى الحركة الوطنية خاصة فى الثورة الارترية. وكان الفقيد كثير الاهتمام بدورها وضرورة اشراكها فى اعلا المستويات القيادية.كما لايفوتنى ان اتقدم بالشكر الجزيل للسفارة السودانية بالمملكة المتحدة لما قدموه من تسهيلات ساعدت على نقل الجثمان الى السودان، والشكر موصول للسفارة الاثيوبية وتعاونها لما قدمته ايضا من تسهيلات كبيرة ، لايفوتنى ان اتقدم بالشكر لجمعية المواساة الارترية والقائمين عليها لموقفهم الداعم والمساند ، والشكر ايضا للآخوة فى جمعية الجبرعلى الموقف المساند ، ايضا الشكر للاخوةاللجنة المنظمةلهذا الحفل الكبير والشكر لكم الحضور الكريم فأن ذلك ان دل علىشئ انما يدل على عبدالله ادريس محمد سليمان هو ابن ارتريا البار. رحمه الله رحمة واسعة واسكن فسيح جنانه مع الصدقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا . انا لله وانا اليه راجعون ولاحول ولاقوة الابالله.محمد على لبابعضو المجلس المركزىممثل الجبهة بالمملكة المتحدةلندن 5/6/2011 م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى