مقالات

لانعزاليون والجغرافيا..!! بقلم/ حُمد كل

16-Sep-2020

عدوليس

ديكتاتور إريتريا لا يتعظ من دروس التاريخ ويتعاطى مع الجغرافيا بنزعات عصبيه ويتعامل بعنجهية مع ما جرى في القرن الأفريقى . الجغرافيه تقول أن القرن الأفريقي هو خاصرة من خواصر الشرق الأوسط ، ولأن أحكام الجغرافيا ابقى من تقلبات السياسة، وليس كما يريدها حاكم إريتريا، والمسلمات تقول العالم كما هو ولن يكون كما نحب . السلطه المطلقه تعمي البصيرة والأيام أثبتت أن السلطة المطلقة مثل النار توهم انها تدفئ لكنها تحرق ثم تدير لك ظهرها.

حاكم إريتريا يجب أن يعلم أن الدولة ليست مؤسسة أمنية فقط ، بل منظومة مؤسسات يأمنها نهج ديمقراطة.
متكامل وحريات انسانية ومجتمعات راسخة، وكان من المفترض قيام دولة مؤسسات حقيقيه قائمه على إحترام الفرد قبل تأمين امنه ورغيفه.
الجغرافيا هى الحقيقة الثابتة في السياسة وهي العامل الثابت في علاقة إريتريا بالعالم العربي والأفريقي.
يحاول البعض أن ينكر علينا إقامة العلاقه مع أشقائنا العرب حاملا فى جوفه عقده ضد العرب وضد اللغه العربيه ، وقد يقول قائل أين أنت وأين العالم العربى نفسه؟ . أنا هنا اتكلم فقط عن أحكام الجغرافيا ، ونحن الاريترييون نعيش فى محيط افريقي وعربي رضى من رضى ومن لم يرضى ، فاليناطح أحكام الجغرافيا.
أن النظام الحالي فى إريتريا نظام انعزالي يتجاهل أحكام الجغرافيا والتاريخ ويلجأ إلى العالم العربي عند الملمات ، هو نظام بلا قلب ، بلا عقل ، بلا كبرياء ، نظام لا يعرف كيف يصون اريتريته وكرامته وكبرياء شعبه.
يقول المراقبون أن السياسه الخارجية لحاكم إريتريا وقد قاربت ثلاثة عقود تتجاوز القواعد الديبلوماسية والأعراف الدوليه أصبحت تسبب قلقا لهذه الدول. انهم يرون انه نظام خطير جاحد لا يأتمن وليس له صديق ، الجميع يتعامل معه حتى يتجنبون شروره لأنه نظام مخابراتي بوليسي ، يلعب على التناقضات الموجودة فى المنطقه . قبل سنوات حاول أن يتعامل مع الأتراك وبناء صداقة مع إيران وكاد أن يفتح سفارة فى إيران ، وفى السودان يتآمر على الحدود الشرقيه للسودان ومحاولة كسب بعض االاثنيات .
في المظهر نرى حاكم إريتريا له علاقات مع السعوديه والإمارات ، لكنها علاقات تتسم بالحذر وبالشك .والريبة .
العلاقات مع إبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا هي عبارة عن حلف لمواجهة قيادة “الوياني تقراي” ـ الجبهة الشعبية لتحرير تقراي ، في الإقليم الشمالي الإثيوبي ـ وبالرغم من ذلك فإن قطاعات واسعه من الشعب الإثيوبي أبدت عدم رضاها لهذه العلاقه،والمعلومات تقول حتى فى افريقيا غير مرحب به.
الحاكم الغير شرعي يعذبه ضميره وينتابه احساس دائم بفقدانه للشرعية ، شرعية ما يرتكبه من أفعال ولأنه خارجا على اهله وخارج عن القانون وهو ما يجعله فى حالة انتظار مؤلم لتلك اللحظه التى يتم فيها القبض عليه لأخذ القصاص منه ، لذلك يبحث دائما ليس عن حليف بل عن راع يرعاه ، ويرعى أعماله الإجرامية خلف الستار ، راع يعمل خلف الستار ، حتى الجريمه لها رعاة .!
أن العقرب لا يلدغ لأنه يريد أن يكون حشرة شريره بل يلدغ لأنها طبيعته.
كل الديكتاتورييون أرادوا أن يجعلوا البشرية عبارة عن عجينة فى ايديهم أو تحت أحذيتهم ، وجميعهم تركوا العالم من حولهم كما تركوا بلدانهم جريحه ضعيفة مدمرة ، هتلر وموسولينى تبادلوا الكذب والخداع ، ونقض المعاهدات الموقعه وفى النهايه شنق الإيطاليون موسولينى من ساقيه ، وأطلق هتلر النار على صدغه الايمن متأخرا جدا ، فلم يكن قد بقي شىء من برلين المدمرة.
عندما يعجز حاكم عن حماية بلده و مواطنيه فإن استمراره يصبح نوع من العبث التاريخى والاخلاقى.
وهذا حالنا فى إريتريا ، شعوب تركت ارضها وهامت على وجوهها فى الوديان والجبال والصحارى والبحار ، مات من مات وآخرون استقر بهم المقام فى المنافي وعيونهم مجروحة الأغوار شاخصة نحو الوطن.
الرابط الاساسي فى العلاقه بين رئيس الوزراء الإثيوبيي ابي أحمد وحاكم إريتريا هو الصراع المحتدم مع قيادة اقليم التقراي.
إبي أحمد يسعى لإنهاء دور القيادة فى اقليم تقراي وحاكم إريتريا يمنى نفسه لسحق قيادات الويانى تقراي،وبالدرجه الثانية تأتي مسألة (بادمي ) المنطقة التي كان متنازع عليها بين إريتريا وإثيوبيا ، وحكمة المحكمة الدولية لصالح تبعيتها لإريتريا.
فهل سنشهد حرب ضروس كما شاهدناها من قبل والتى بدأت فى شهر مايو ١٩٩٨ واستمرت إلى عام ٢٠٠٠ وحصدت من الجانب الاريتري ١٩ الف شهيد وعدد غير معروف من الجرحى والمعوقين ، بدأت بصراع بين ملس زيناوي وحاكم إريتريا وانتهى باحتلال بأدمي.
الآن يقال أن هناك تحالف بين إبي أحمد وحاكم إريتريا ضد قيادة “تقراي” والضحية هو الشعب الاريتري وشعب تقراي وشعوب إثيوبيا.
و يمكن فى اى وقت أن تبدء الحرب لكن نهايتها ستكون مقدرة باقدار أخرى ، أكثر من ذلك فإن حروب الإقليم لا تنتهي وإنما يطول أمدها مثل الحرب من أجل بأدمي والحرب فى الصومال ، والسودان ، سوريه ، الحرب فى اليمن وليبيا.
انها حرب تنتقل من الريف إلى المدن ، ومن البر إلى البحر ، انها حروب لا تنتهى ، وقد تتداخل فيها توازنات المصالح الدولية ليطول أمدها ، وقد تتسبب بدمار في المنطقة وربما نشهد زوال انظمه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى