مقالات

مرسى فاطمة بقلم / محمد إسماعيل الطيب

13-Jan-2014

عدوليس ـ نقلا عن الملحق الثقافي بجريدة الخرطوم

لايكف صاحب سمراويت روايته الاولى ابدا البحث عن وطن الضائع والحبيبة المفقودة ..ففى (مرسى فاطمة ) يرصد حجى جابر الكاتب الارتيرى التعب الذى يلاحق الانسان الارتيرى فى بئية مازالت تعانى من اثار الاحتلال الايطالى (مرسى فاطمة)، رواية يضيء من خلالها حجي جابر جزءا بسيطا من عالم إرتريا المعتم، من عالم الإنسان الإرتري. رحلة مؤلمة في وطن صار مسكنا للأوجاع.

تحكي الرواية عن رحلة البحث عن سلمى التي اختفت فجأة لتبدأ رحلة الشقاء في المعسكرات ومقاطعات تجار البشر، ورعب تجاوز الحدود، وبؤس القرى المنسية.والرواية تاخذ القارئ ايضا الى تجارب قاسية يعانيها كثير من الارتيريين الذين يغادرون وطنهم هربا لتتلقفهم عصايات الاتجار بالبشر بين ارتيريا والسودان مرورا بسيناء فى الطريق الى اسرائيل وعن هذا العمل يقول حجي جابر إنه أراد ممارسة الفضح لهذا العالم الموبوء بالفظاعات والبشاعة فوق قدرة الإنسان على الاحتمال.
وتطرقت الرواية ايضا عبر مشاهد سردية الى احوال تلك العصابات وماتحكمها من قوانين وغاصت بجراة فى داخل نفوس افرادها .فيما اعتمد الراوى فى ذلك على الفنون الصحفية .والوصف الدقيق للشخصيات والاجواءالتى تقع فيها الاحداث وعكس الواقع بكل تفاصله . وفي الرواية خلاص من متلازمة “أدب ما بعد الاستعمار”، ذلك الأدب الذي يحمل المستعمرين مسئولية الإخفاق المحلي دائما.تحمل رواية (مرسى فاطمة ) شهادة صريحة وجريئة فى اوضاع المجتمع الذى تصوره .السجن .الظلم .الفقر.الاتجار بالبشر …وان كانت الرواية تقوم على حدث واحد هو غياب سلمى المفاجئ .الاان الكاتب قدم صورا متناثرة من حياة بلده الذى عاش فية .كانت تلك الصور عبارة عن لوحات تعكس حوادث ووقائع حصلت هنا وهناك على ارض بلاده.
مرسى فاطمه اضافة جديدة الى المكتبة العربية كما اراد لها مؤلفها وان تعمل على جسر الهوة بين الادب الاريترى المكتوب بالعربية والقارئ العربى فى كل مكان .
اخير عن المؤلف : حجى جابر صحفى وروائى ارترى من مواليد مدينة مصوع يعمل حاليا كصحفى فى غرفة الاخبار بقناة الجزيرة ..حصلت روايته الاولى ( سمراويت على جائزة الشارقة للابداع العربى .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى