مقالات

مفاتيح :الحرية لزملائنا … الحرية لنا :جمال همد*

25-Sep-2011

المركز

بضع دقائق هي التي استغرقتها جلسة تكليف الوزير الجديد للإعلام والرئيس أسياس افورقي وحدث كل ما يرغب فيه الرئيس .
الوزير المكلف نايزقي كفلو يدرك ما يفكر فيه الرئيس جيدا .. والرئيس يعرف عقلية نايزقي وأساليبة ، هي رحلة طويلة !! .

هي أيام وتجد ان الأمور قد وضعت في نصابها الذي نريد .. وأنت تعرف كيف أتعامل مع مثل هؤلاء !!.بهذه المفردات الواضحة خاطب نايزقي كفلو رئيسه وهو يغادر المقر الرئاسي ويتوجه لمكتبه الجديد بعد ان طٌلب من الوزير السابق الإخلاء دون صدور مرسوم رئاسي ودون تسليم وتسلم كما جرت القوانين المرعية والأعراف الدولية .أمام الوزير ملفات الصحفيين الذين يديرون الصحف المستقلة ، وكل ملفات الصحفيين العاملين ضمن وزارة الإعلام .. فرك الوزير يديه الملطختين بالدماء طوال أكثر من عقدين إنفردت تقاطيع وجهه وهو يستعيد مهنته المحببة ويشحذ همته ويستدعي خبراته القديمة مضاف إليها الان أراء وعقلية ( غوبلز ) التي تستعيد نفسها وتعمل بسرعة في مواجهة الخطر الداهم .في الجهة المقابلة كان جموع الصحفيين تخوض أولى معاركها في شد إزر الدعوات التي يروج لها من قبل الاصلاحيين لتفعيل قانون الأحزاب والصحافة والحريات العامة .الحكاية بدأت عندما هب الجنود في20 أبريل 1993م وأمتص الرئيس تلك الهبة التي غلب عليها التفكير الثوري الرومانسي . أنتظر الرئيس وأزلامه قليلا من الوقت ليعتقلوا كل الرؤوس التي قادت التمرد . تبعها التضيق في وسائل الإعلام عندما أتى محمد طاهر بادوري مديرا عاما لوزارة للإعلام والذي نفذ كل رغبات الرئيس بإقتدر يحسد عليه .. أول ما فعلة ان نقل المكتبة من دار الإذاعة والتلفزيون تبعها خلط غريب للإدارات والإقسام وإلغاء بعض الأقسام كقسم التحقيقات وأنتهى به الأمر بحذف وظيفة المدقق اللغوي من القسم العربي .ثم دارات عجلات القمع وسريعا ، ليزج بالعشرات من المناضلين في السجون وغالبيتهم من رجال حركة التحرر الوطني في عامي 95 و96 م لتصل الموجات أوجها بعد ظهور ورقة مجموعة الـ 13 وتبعتها المجموعة الإصلاحية والتي عرفت بمجموعة الـ 15 والتي ساندتها الصحافة المستقلة والموؤدة في سبتمبر 2000م . لم تواجه أيه صحافة في العالم ما تواجهه الصحافة في إريتريا ، فإن يسجن الصحفي ويلاحق قضائيا أو يقتل بسيارة مسرعة في الطريق العام ، هذا شيء يومي وعادي في كل دول العالم الثالث ، اما ام يزج به في مكان غير معلوم فهذا مثير للأشمئزاز وقمة في الإستهتار بقيمة الإنسان .زملائنا المعتقلين في اقبية وسجون النظام تجاوزت مدد عقوبتهم حتى الآن عقد من الزمان ، ولا أفق !! والحوجة ملحة لتحريك ملفاتهم وفق خطة منهجية لخلق أوسع حركة تضامن معهم ، وهذا لايتأتى إلا عبر إيجاد منبر يضمنا جميعا نستطيع من خلالة طرح مشكلاتنا وتحريك ملف زملائنا .فكما تحتجز حريات الزملاء هناك ، هنا أيضا من يحاول تدجيننا لنخدم هذا الخط السياسي أو ذاك ، وإغرق ساحتنا بمزيد من أنصاف الكتبة الرسمين ممثلي التنظيمات والأحزاب والحركات المعارضة ـ مع إقراري بحقهم في الإنتماء السياسي والفكر ــ واعني هنا انصاف الكتبة ــ ، وهذا ما لا يتناسب وحريتنا وتلك الحرية التي ننشد .أجمل هدية نقدمها للزملاء في عيدهم هذا العام ان نجد الطريق نحو بعضنا من أجل إيجاد :1/ التشاور في أوسع نطاق ممكن من أجل الإتفاق على ميثاق شرف صحفي ، ينظم العلاقة بيننا وبين القوى السياسية المعارضة .2/ إيجاد منبر أو إتحاد أو أي مسمى آخر من أجل حماية أنفسنا من السياسي الذي يتربص بنا ومن أنفسنا لكي لا ننزلق في مهاوي خدمة الآخرين ، بما يتناقض مع مهنتنا .3/ دفع الساحة الإريترية المعارضة من أجل الإقرار بحقوقنا للحصول على المعلومة وتداولها ونشرها على أن ينص ذلك صراحة في برامج لتنظيمات والأحزاب المعارضة وما نشهده الآن لا يبشر بعلاقة سوية بين قوى المعارضة والصحافة المستقلة في إريتريا المستقبل . مزيد من التحرك للضغط على النظام لإطلاق سراح زملاء المهنة … مزيد من الضغط من أجل الاعتراف بحقوقنا في إطار الحملة من أجل التضامن مع المعتقلين 0 نص الكلمة التي بث في راديو[ أسنا] بتاريخ 14 سبتمبر 2011م* نشر في صفحة نافذة على القرن الإفريقي – صحيفة الوطن السودانية -23 سبتمبر 2011م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى