مقالات

مفاتيح :تصريحات القيادة الإثيوبية … وأوضاع المعارضة الإريترية : جمال همد*

30-Apr-2011

المركز

التصريحات التي أطلقها رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي ونائبه ووزير خارجيته هيلامريام دسالني ، وضعت المواطن الاريتري في الداخل والخارج أمام عدد من التساؤلات لم يجد لها إجابات يقينية ولم يجد الجهة التي تطمئنه ويفترض انها المعارضة ، بل نهضت أمامه عدد من الاسئلة، وزادت من قلقه المقيم منذ سنوات ، حول مستقبله ومستقبل بلاده .

فحسب ما أوردته وكالة رويترز في 21أبريل الجاري :(اتهم وزير الخارجية الاثيوبي هيلامريام دسالني أسمرة بالعمل على زعزعة استقرار بلاده والاطاحة بحكومة أديس أبابا ) وقال “شرعنا في رد فعل مماثل .. وهو تغيير النظام (في اريتريا )” وأضاف (تغيير النظام لن يكون بغزو اريتريا وانما بدعم الشعب والجماعات الاريترية الراغبة في تفكيك النظام. نحن منخرطون بشكل كامل في عمل ذلك ) .وفي وقت سابق كان رئيس الوزارء الإثيوبي ميليس زيناوي قد حذر كلا من اريتريا ومصر من محاولة “زعزعة استقرار” اثيوبيا التي لن تكتفي بالدفاع “السلبي امام الاعتداءات” وستساعد الشعب الاريتري على التخلص من “النظام الدكتاتوري” في اسمرا. حسب تعبيره وذلك أمام البرلمان الإثيوبي وأوضح ان بلاده سوف لاتكتفي بالدفاع السلبي الذي لا يشكل “البديل الوحيد”. بل مساعدة الشعب الإريتري على الإطاحة بنظام الرئيس أفورقي . موضحا “لا ننوي اجتياح هذا البلد لكن يجب ان نوسع نفوذنا فيه”.والسؤال كيف سيتم توسيع النفوذ الإثيوبي في إريتريا ؟ لا نملك الأجابة القاطعة على هذا السؤال ولكن نتوجه بدورنا للمعارضة الإريترية التي تتخذ من العاصمة الإثيوبية مقرا لها ، فهل تعرف ماهية النفوذ الإثيوبي المقصود؟ وما علاقة هذا النفوذ بالاستراتيجية العامة للتحالف؟وما هي طبيعة علاقة التحالف الديمقراطي الإريتري بالنظام القائم في إثيوبيا ؟ أسئلة كثيرة تحتاج لإجابات من قوى المعارضة الإريترية داخل التحالف وخارجة . وما يقلق في الأمر أكثر وجود تنظيمات داخل التحالف وخارجه يقوم برنامجها على مبدأ حق تقرير المصير حتى الإنفصال وبدعم إثيوبي وبرعاية كاملة من مكتب الجنرال مسفن حلقة الوصل الرئيسية بين القيادة الإثيوبية والمعارضة الإريترية ، وعلاقة غير واضحة تربطها مع قوى المعارضة الأخرى . نتفهم وجود مصالح مشتركة بين الشعبين الإريتري والإثيوبي ، ونتفهم أيضا ان تكون علاقات البلدين قائمة على التعاون التعاضد وعدم الإيذاء، ونتفهم معاناة أديس أبابا جراء السياسات الإقليمية لأسمرا ولكن ما لم نفهمه أبدا أن يكون لطرف ما نفوذ أو وصاية على الطرف الثاني ، لأن هذا يعني إنتقاص من السيادة الوطنية و تكرار لتجارب وعلائق فاشلة في العلاقات الدولية ودونكم علاقة سوريا ولبنان .ونرجو أن لا يكون المقصود هذا النوع من العلاقات، خاصة ان القيادة الإثيوبية قد اعلنت أكثر من مرة إحترامها لخيارات الشعب الإريتري وقدمت دعمها وفق ذلك ، وهنا نعلن ترحيبنا بالدعم الإثيوبي المعلن والسؤال هل المعارضة الإريترية وخاصة التحالف الديمقراطي الإريتري ، هل هو مؤهل للإستفادة من هذا الدعم المأمول ؟ الإجابة قطعا بالنفي ، لأن التحالف الديمقراطي بوضعه الحالي لا يستطيع ذلك فقد أضاع فرص ذهبية أقليمية وقارية، وكل الأسباب التي أهدرت منه أو أهدر بسببها تلك الفرصة قائمة ان لم نقل قد تفاقمت الآن، فابتداءا من بعض من مكوناته التي تعيش صراعات داخلية وإتيحت لها الفرص ولم تحسم الكثير من مشكلاتها ( الغير سياسية ) وكذلك عدم قدرتها على مغادرة الحالة التي صممت من أجلها قبل أكثر من ثلاثة عقود وإنتهاءا بالإصطراع داخل التحالف . والموضوع الأهم ان المعارضة لم تستطع ان تقدم نفسها حتى الآن كبديل مقنع للشارع الإريتري دعك من إقناع الدول الإقليمية والعالمية ، كما وأنها في أشد حالات ضعفها.المطلوب الآن هو سرعة تحرك لمراجعة أوضاع التحالف وأوضاع مكوناته وتحالفاتها وإعادة هيكلته وتحديث خطابه السياسي ورؤيته الإستراتيجية وقبوله علنا بكل المواثيق الدولية إبتداءا من الاعلان العالمي لحقوق الانسان والعهد الدولي وإنتهاءا بكل ملحقاتهما ، نقول ذلك لان هنالك الكثير من الممارسات التي تتصادم وذلك . والتغيير لا ريب قادم ومن ينتظره وهو بحالته هذه قد كتب لنفسه شهادة عدم صلاحية ، علما بأن التحالف ليس هو الجهة الوحيدة التي ستشكل البديل الديمقراطي للوضع القائم في اريتريا ، ولا التنظيمات القائمة الآن هي أحزاب الغد بالضرورة . * نشر في صفحة نافذة على القرن الإفريقي – صحيفة الوطن السودانية 29ابريل 2011م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى