مقالات

مفاتيح : خلاف استراتيجي بين مكونات التحالف المعارض !!! جمال همد*

28-Jan-2011

المركز

ـــ 1ـــ
في سابقة هي الأولى من نوعيها كشف حزب الشعب الديمقراطي عن وجود خلافات بينه وقيادة التحالف ، وصفها بأنها (خلافات إستراتيجية فيما يتعلق بمشكلات البلاد والطرائق الكفيلة بإيجاد الحلول الناجعة لها) .

ولم يوضح البيان المقتضب الذي أصدره المكتب القيادي بتاريخ 22يناير الجاري ، ما هي هذه الخلافات الإستراتيجية . وهذه هي المرة الأولى الذي يتحدث فيها حزب إريتري معارض عن خلافات استراتيجية بين مكونات المعارضة ، ولننتظر ونرى ما هي هذه الخلافات في الملاحق التوضيحية التي وعد الحزب بإصدارها . ولكن علينا ان نتوقف حول ما هية هذه القضايا الإستراتيجية المختلف حولها بدلا من ( اللت والعجن ) بعيدا عنها لنتعرف على هذه الخلافات وما علاقاتها بمصير ومستقبل بلادنا ؟؟ المعارضة الإريترية تمر بمخاض عسير .. هذا مفهوم .. ولكن ان يُقال ان الخلاف استراتيجي فهذا يحتاج لتوضيح ؟ ويحتاج أيضا لإنتباه . يحتاج لتوضيح بيَن لا لبس فيه من الحزب الذي يدعي ذلك، ويحتاج لإنتباه من جماهير الشعب الإريتري حتى لايصرفها البعض في كتابات تعويمية كتلك التي درج البعض على تدوينها . ــــ 2ـــــ وجوه مشرقة تعمل بعيدا عن الأضـــــواء الكاذبة بعيدا عن العراك السياسي والذي يدور رحاه بين قوى المعارضة الإريترية ، والنشاط المحموم الذي يرافق ذلك من بعض الكتابات التي لا تدب فيها الحياة إلا في الأزمات وتتوالد في برك الخلافات الآسنة ، بعيدا عن هذا الجو المسموم ، تنشط فئة من المثقفين الاريتريين الذي يكتبون باللغة العربية والمسكونين بهموم بالأنسان الإريتري ، وإبراز قضاياه ومناقش همومه وتلمس تاريخه . الصديق الروائي أبوبكر حامد كهال والاستاذه القاصة حنان محمد علي يمثلان نموذجا مشرقا لإنسان إريتري يُفتخر ان يقدم للناس . الأول يقيم في الجماهيرية العربية الليبية ، اشتغل لسنوات في كتابة القصة القصيرة ، أصدر عدد من الروايات كانت أهمها ( تايتنيكات أفريقية ) والتي احتفت بها الأوسط الأدبية العربية ، وآخر انشطت الاستاذ كهال مشاركته في معرض الكتاب العربي بطرابلس الغرب في دورته العاشرة والتي اختتمت في نهاية ديسمبر العام الماضي . شارك كهال في أمسية الثامن عشر من الشهر ذاته حيث قرأ عدد من القصص القصيرة والتي ستضمها مجموعته القصصية ( ماسح الواجهات ) . كهال وبعيدا عن ضوضاء السياسة أوصل مأساة شعبة للقاريء العربي . ويتوقع ان تنشر له عدد من دور النشر العربية . ولأول مرة في تاريخ معرض الكتاب الدولي ببيروت وما أدراك ما بيروت ! وقعت القاصة الإريترية حنان محمد صالح المقيمة بالمملكة العربية السعودية م باكورة نتاجها الأدبي ( المرأة انسان من الدرجة الثانية ) وماذا يعني ان يوقع كاتب ما كتابة في معرض دولي كمعرض بيروت ؟ الأجابة لاتحتاج الى كثير مداد . كتبت عنها ليندا عثمان في جريدة السياسة اللبنانية 🙁 وقعت الكاتبة الأريترية المقيمة في المملكة العربية السعودية حنان محمد صالح, مجموعتها القصصية “المرأة انسان من الدرجة الأولى” على هامش معرض الكتاب العربي الدولي الذي أقيم أخيراً في بيروت, وهذه المجموعة الصادرة عن دار الرمك للنشر, تتضمن حوارات قصصية, تحاول الكاتبة من خلالها أن تعيد الانسان لانسانيته والتراحم الى موضعه من النفوس عبر نسيج ناعم رائع مغلف بالعاطفة والشاعرية المعبرة وجمالية التصوير. وتعتبر كما قالت في حوارها مع “السياسة”, أن الحوار وسيلة من وسائل الاتصال بين الأفراد والجماعات, ويتخلل حواراتها القصصية الترحيب والحب, وأحياناً الخصام والعتاب, وفي أوقات أخرى قصص وحكايات, لذا قدمت حوارات على ألسنة أشخاص منهم الزوج والزوجة, العشاق, الخطاب, الأصدقاء ودائماً الحوار يكون ما بين الرجل والمرأة, وذلك لكي يفهم كل طرف شخصية الآخر, من حيث التفكير والنظرة الى الأمور, وما يتخللها من عتاب واختلاف, والكثير من الحب والشوق والحنين والوجد في “المرأة انسان من الدرجة الأولى” تقدم الكاتبة لحظات تأمل ونقاش واعتراف واعتذار. والوطن دائماً في حنايا السطور, كذلك الرحيل والتهجير والاقامات المؤقتة والمواعيد الموسومة بالأنين والشوق, هي تكتب بشغف الأنثى التي تعيش دقائق الانتظار وتحلم بالوطن الأم الذي تركته طفلة حيث تقول: ورحلت, وفرقتنا سنين, وأبعدتنا ليال, وبقيت نافذة كوخي مفتوحة لشعاع التغير ليختفي الجدار وتتسع الآفاق). هذه المشاريع الأدبية التي لاتتمتع بأي رعاية حكومة كانت أو أهلية تستحق الإشادة والإهتمام ويثور سؤال هام هنا للمدافعين عن طاحو عن الثقا فة العربية وحاملها اللغة العربية أليس من الأجدى ان تتنادوا لرعاية مثل هذه الإنشطه بدلا من الصراخ المجاني في البراري ؟؟. * نشر في صفحة نافذة على القرن الغفريقي – صحيفة الوطن السودانية – الجمعه 28يناير2011م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى