مقالات

مفاتيح : 24 مايو واستحقاقات المرحلة .. جمال همد

29-May-2007

المركز

بدلا من البكاء على اللبن المسفوح واللطم وشق الجيوب على الدماء التي أريقت في الداخل وعلى جنبات الحدود والشتم والتحسر على الماضي التليد والتخندق خلف التاريخ الذي ضيعه أصحابه والصراخ عبر ملفات انتهاكات حقوق الإنسان والتاريخ الذي زور ليلا ، وبدلا وبدلاً ….الخ

يجب مراجعة تجربة كل المعارضة الارترية منذ صبيحة 24مايو 1991م ، مجتمعة ومتحالفة ، وأثقل هذه الملفات ملف التحالفات منذ 1999م و الذي اتخذت الكثير من المسميات وصولا إلى تجربة بالتحالف الديمقراطي الارتري الذي انهار في مؤتمر أديس أبابا في فبراير الماضي ، كما يجب مراجعة تجربة وبنية كل تنظيم على منفردا .فقد نفذ الرئيس اسياس كل برامجه المعلن منذ مانفيستو ( نحن وأهدافنا ) والصادر في العام 1970م والذي اعتبر حينها ترهات اليسار الطفولي وهرطقات سياسي مراهق بدلا من التعامل مع المنفيستو بجدية تستلزمها مقولاته ، واستخدم فقط عند الحاجة السياسية التي ستلزمها الصراعات السياسية آنذاك . بل وتم التحالف مع مجموعة المنفيستو لفترات طويلة إلى أن نفذ الرجل مقولاته حرفيا ووصلت ذروتها بخروج جبهة التحرير الارترية من ساحة الفعل السياسي والعسكري في العام 1982م . ليأتي الاستقلال وبطريقته الخاصة . لينفذ الجزء الثاني للمنفيستو ويشمل وضع اللبنات الأساسية للدولة الارترية الوليدة مشتملة على الاستعلاء الثقافي والتغيرات الديمغرافية ( السكانية ) على الأرض ومحاولة صياغة الإنسان الاريتري بما يتناسب وذلك . خارجيا تنفذ اسمرا سياسة إقلاق المنطقة دائما ثم الدخول في الخط للعب دور التهدئة واستخدام الكروت كما في السودان أو الدخول مباشرة في الصدام العسكري وانتظار النتائج كما حدث مع صنعاء وأديس أبابا ، كما تتبع سياسة الابتزاز والسمسرة وتنفيذ أجندة خارجية لدول أخرى واللعب على التناقضات التي تحكم علاقات دول المنطقة واستثمار ذلك بجدارة والاستفادة القصوى من الصمت الأمريكي والسياسة الجديدة التي تحاول عدم دفع اسياس إلى مزيد من التطرف . و سياسة الباب الموارب للاتحاد الأوروبي. هذه السياسات أثمر بعضها حيث حصلت أخيرا على 122مليون يورو سوف تستخدم في تحديث وبناء البنية التحتية ودعم الاقتصاد المنهار هذا بجانب الدعم الليبي والخليجي والبترول السوداني وتوصيات بعض الدول المناوئة تقليداً لإثيوبيا مما دفع الدولة الارترية بعيدا عن حافة الانهيار الوشيك . هذا قطعا يزيد من القبضة الحديدية ويزداد تجاهل الإصلاح والتحول الديمقراطي في الداخل . هذا ليس جرداً كليا لما يجري في الداخل . وعند قلب الصفحة نجد المعارضة الارترية في أسوء حالاتها على مستوي الطرح والخطاب السياسي و البنية التنظيمية والعلاقات التحالفية مما أدى إلى عزلة جماهيرية و إقليمية ودولية تمنتها للنظام وحفل بها خطابها السياسي الديماغوجي طوال السنوات الماضية . فقد أضاعت المعارضة مجتمعة ومنفردة كل الفرص التي أتتها على طبق من ذهب بل وبددتها وهي منشغلة بصراعات استقدمتها من ملفات مرحلة التحرر لتفقد شيئا جديدا وهي تكابر بل وأصبحت عبئا ثقيلا على كاهل الشعب الاريتري وإذا أخذنا أوضاع كل تنظيم على حده نجد أن بعض التنظيمات هي من بقايا مرحلة ما قبل الاستقلال وثلث وأكثر من قياداتها ظلوا أسيري صراعات الماضي ، وبدلا من الارتقاء بالتنظيم بما يتناسب والأوضاع الجديدة قعدوا به ، وهذا انعكس في الجسم الذي تأسس للنضال من اجل التغيير والتحول الديمقراطي في الوقت الذي لم يتبعه التغير التحديثي والديمقراطي اللازم داخل كل تنظيم . فما المخرج نحول الغد الجديد ؟ ليس لدينا وصفات سحرية ولكن في الطريق إلى الغد المنشود يمكن الإشارة إلى الآتي :• ضرورة التحديث الداخلي لكل تنظيم في بنيته السياسية والفكرية والتنظيمية والقيادية ولا يأتي ذلك إلا بدفع دماء جديدة في مفاصله المتكلسة .• بناء شكل جديد من التحالفات السياسية بين قوى المعارضة تتناسب والمرحلة .• خطاب سياسي من طراز جديد يستوعب المتغيرات داخليا وإقليميا ودوليا يستجيب للوقائع الماثلة على الأرض بدقة ، وتأجيل الخلافات الجانبية وعدم الخلط بين ماهو استراتيجي وما هو تكتيكي .• دخول منظمات المجتمع المدني بقوة للحياة السياسية وتفعيل دور الإعلام المستقل بدلا من إعاقة حركته من قبل القوى السياسية التقليدية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى