مقالات

مفتاح المرحلة عنوانه : إعادة ترتيب الأوليات بقلم / جمال همــد

25-May-2014

عدوليس

في هذا اليوم الأغر .. يوم دخول الجيش الشعبي الظافر مدينة اسمرا منهيا ثلاثة عقود من الإحتلال العسكري والهيمنة السياسية الإثيوبية . باقات زهور وورود لكل من حمل السلاح وتنكب كفنه من أجل الشعب الإريتري ، تحية للنساء حاملات أسرار الثورة .. للشاب من كانوا وقودها ، للبنات وهن يطرزن المناديل والطواقي للقادمين من الجحيم لنسائم الفجر ، تحية للقرى التي أحتضنت الثورة رقم فقرها .ففي هذا اليوم التحية خالصة لشعبنا في الداخل وصموده الأسطوري طوال عقدين وهو يكافح وجيدا أعزل .. التحية لمناضلي الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا وهم يعانون الأمرين ، اكرر الأمرين .

التحية والحرية للمناضلين في السجون والمعتقلات وهم يكابدون من أجل الحياة ، هذه المعتقلات التي تضم الجميع ولم تستثني أحد .التحية لمن رحل عن دنيانا داخل وخارج إريتريا وهو يحلم من أجل حياة كريمة لشعبنا .في هذا اليوم تحية لمن ساند الثوار ووفر لهم المعينات .. ومن فتحوا قلوبهم ومنازلهم لدعمنا خاصة في السودان الشقيق .في هذا اليوم أشد ما نجتاج إليه هو المراجعة ثم المراجعة وإعادة ترتيب الأولويات بعيدا عن ثقل تاريخ مرحلة التحرر الوطني وإشكالاتها وقريبا من الطريق نحو الغد . ليس صعبا .. ولكنه مؤلم قليلا ومريحا بعد ذلك .نحتاج لاعادة تقييم الثورة وقراءة التاريخ .. نحتاج لقراءة ما نحن فيه الآن بعقل مفتوح وبقدر ما نستطيع ، وإن لم نستطع فهنالك من يعيننا في ذلك ، الخبرات والتجارب العالمية تداخلت الآن.كنت استغرب في ان تختلف المعارضة في وسيلة إزاحت النظام للتتبارى في إدانة وتجريم من لم يستخدم أو يرفض وسيلة ( السلاح ) وكأن من يدعو لاستخدامه قد رتب كل شيء في مستقبل البلاد وما تبقى فقط هو ( شحذ السلاح ) !! مع ان المعارضة الاريترية منفردة كانت أو مجتمعه لم تستخدم السلاح ضد النظام بشكل مؤثر . كما ان المعارضة كانت تعتقد انها ستطبق ولوحدها شعار إسقاط النظام فقط بمعونة الدول المجاورة ، معونة دون أي أجندة سياسية ، كما يعتقد البعض من ( قيادات ) المعارضة انها هي اللاعب الوحيد مقابل النظام !، وما حدث يوم 21 يناير 2012م قلب الفكرة . بعيدا عن كل ذلك وغيره ، ما نحتاجه الآن هو ترتيب الألويات على أسس جديدة وقطعا كثيرة ولكن دعونا اختصرها في الآتي :1/ إعادة قراءة التاريخ الإريتري الحديث بروح بعيده عن الصراعات التنظيمية ( جبهة / شعبية ) وثنائيات أخرى .2/ على الشرائح المكونة لما يُسمى إصطلاحا بالطبقة الأوسطى ان تتحرك لبناء إطاراتها الخاص للدفاع عن نفسها أولا ثم تقديم العون للمجتمع الإريتري كله وللقوى السياسية .وذلك من أجل وضع اللبنات الصحيحة للمجتمع المدني منعا لتغولات الساسة والاحزاب السياسية مستقبلا.3/ ان يتصدى الكتاب وقادة الرأي والاكادميين والمثقفين والأدباء للحديث حول علائق ومستقبل العلاقة مع الشعوب المجاورة، وتقديم الحلول للمعضلات الكبرى التي توجهنا من خلال ورش العمل والحلقات الدراسية والأوراق العلمية ، بدل من الإستمرار في خانة الانتظار أو إنفعالات وردود الأفعال . 4/ إعادة ترتيب البيت الرئيسي للمعارضة الإريترية وأقصد هنا التحالف الديمقراطي الإريتري ، وإعادة الحوار الذي توقف بعد خروج حزب الشعب منه ، والوصول لإتفاق حد أدنى على ان يسبق ذلك حوارات بين قيادات الصف الأول من قيادات وتطوير الأتفاق بين حزب الشعب الديمقراطي وجبهة التحرير .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى