مقالات

مهام عاجلة امام التحالف الديمقراطى : عمر محمد احمد – روتردام

18-May-2008

المركز

شكل المؤتمر الأخير نقلة نوعية فى المسيرة النضالية للتحالف الديمقراطى، اذ أكد انه مظلة جامعة يمكن ان تتعايش فيه مختلف الأفكار والتيارات السياسية. كما أكدت المناقشات والأسلوب الذى كانت تحسم فيه القرارات، ان التحالف لم يعد اسير منطق الغالب والمغلوب،وتجاوز عقلية ضيق الأفق…. وانطلق الى الفضاء الرحب… والأحتكام الى مبدأ المساومة كشرط اساس و وحيد للعمل المشترك الناجح بين مختلف القوى السياسية.

لا شك ان نجاح المؤتمر الأخير عتبر خطوة هامة فى درب الأنحياز النهائى الى مبدأ “المساومة” . لا زال هذا الأنحياز فى هذه المرحلة “امكانية” مرجحة. بيد ان الإنتقال من الأمكانية المشوبة بالقلق وعدم الثقة الى تجسيد تلك المهمة التاريخية، بحيث تصبح واقعا معاشا تكرس فيه كافة الطاقات المادية والمعنوية، للنضال من اجل اسقاط النظام الدكتاتورى واقامة البديل الدمقراطى، يتطلب خوض نضال مرير وانجازمهام اساسية فى مجالات عديدة.وهل هناك بديل لهذا الخيار العقلانى؟الم نستخلص الكثير من الدروس والعبر من تجربة “التجمع” و “التحالف خلال السنوات الماضية؟الم تهدر الطافات و الوقت فى المهاترات والمناورات العقيمة؟لوحنَّا في السابق بسيوف من خشب وهرولنا وراء تطلعات ” دونكيشوت”بيد ان الأوهام تبددت..اعتقد ان البعض ان فى الأمكان استنساخ تجربة “فتح” فى فلسطين او ” اهودج” فى اثيوبيا. لكنهم نسوا ان تجارب التاريخ لا تتكرر، وان الزمان والمكان وارادة الشعوب تشكل الأحداث.وتمسك البعض الآخر ب ” الأغلبية” و “الأقلية” بفهم ميكانيكى لصناعة الأحداث التى تخلق واقعا افضل. بيد ان الأغلبية والأقلية قوالب تتضمن محتوى سياسيا واجتماعيا. وهذا يترك بصماتهالواضحة على اطراف ” الأغلبية” و “الأقلية” ، فتتغيير المواقف والأدوار. علينا بطى صفحة وفتح صفحة جديدة تتسم بالموضوعية والشفافية والابتعاد عن المهاترات والمعارك الأنصرافية، فبذلك وحده نستطيع تحرير الشعب والوطن من الكابوس الذى يجثم على صدرهما.وكخطوة صحيحة فى المشوار الطويل علينا بالمساهمة فى خلق مناخ صحى. وهذا يتطلب مغادرة دائرة الفرجة والاتكال وضيق الأفق والأنطلاق الى الفضاء الرحب…. حيث يعمل الجميع من اجل امتلاك المبادرة واجراء المناقاشات والحوار الصادق وصولا الى القواسم المشتركة والمداخل الصحيحة لأيجاد حلول ناجحة لمعضلات الوطن والمجتمع.انطلاقا من هذا الفهم اود ان اطرح افكارا او مهاما عاجلة، آملا ان تجد آذانا صاغية من قبل القيادة الجديدة للتحالف الديمقراطى.اولا: العمل من اجل ازالة الآثار السلبية لمعركة المؤتمر “الأخير” وتطبيع العلاقات بين مكونات “التحالف” …. بل بالأحرى العمل من اجل توطيد العلاقات الرفاقية بين فصائل التحالف.نعلم جميعا ان المؤتمر الأخير شهد مواجهات حادة. ورغم اتفاق الجميع على الأحتكام الى الواقع، فمن الطبيعى ان لا يكون تقبل نتائج المؤتمر بنفس الدرجة من الحماس، وربما قبلت بعض التنظيمات السياسية بعض القرارات، بإعتبارها دواءاً مراً و لم تقتنع بعد بإعتبارهالحل الأمثل.يدفعنى الى اثارة هذا الأدعاء ما يدور من همسات وتذمر فى بعض الدوائر، وعدم ترحيب بعض مواقع “الأنترنت” ذات الصلة ببعض مكونات التحالف بنتائج المؤتمر. اما عدم تسليط الأضواء على المؤتمر او نتائجه او اتاحة المجال امام بعض الأقلام التى تلمح ان بعضتنظيمات التحالف ترهن ارادتها بإستراتجية النظام الأثيوبى!!وللحيلولة دون اعادة انتاج المناخ غير الصحى الذى ساد بعد فشل المؤتمر الثانى، فعلى القيادة ان تبدأ فى اتخاذ قرارات ووضع ترتيبات كفيلة بإشاعة الثقة.ثانيا: التوصل الى صيغ جديدة للعمل المشترك مع التنظيمات والشخصيات السياسية الدمقراطية خارج اطار التحالف. هناك العديد من الحلقات والتجمعات السياسية خارج “التحالف” وتتبنى النضال من اجل اقامة نظام دمقراطى فى ارتريا.وكان بعض منها عضوا فى” التحالف” فى فترات سابقة. وهذه الأطراف تنشط فى اوساط لم تتمكن بعد تنظيمات التحالف من استقطابها.وبغض النظر عن احجامها وتأثيرها فهذه ظاهرة لا يمكن تجاهلها. ولابد من البحث عن صيغ للعمل المشرك بينها وبين التحالف.وحتى لا نهدر الطاقات فى معارك انصرافية يجب ان يكون المعيار الوحيد فى تقييمها هو مدى جديتها فى المساهمة فى النضال الدمقراطى بأى شكل من الأشكال.وبذلك تضع حدا لظاهرة المجاميع التى تدخل فى مرحلة “البيات الشتوى” وتستيقظ فى المناسبات الهامة، وتدفعها لتصعيد انشطتها فى صفوف الجماهير، كما تدفع “التحالف” لنبذ الكسل السياسى ويبتكر آليات جديدة تنسجم مع المستجدات فى الواقع السياسية.وقبل هذا وذاك سيكون العمل المشترك فى صفوف الجماهير بين التحالف وتنظيمات خارجة بمثابة”تمرين سياسى” يعد “التحالف” اعادا جيدا للتعامل الفعال مع التطورات التى يمكن ان تطرأ داخل ارض الوطن.وبكلمات اخرى يمكن ان يفرز الصراع السياسى داخل ارض الوطن معطيات جديدة.وحتى يكون “التحالف” اداة نضالية فاعلة وقادرة على التعامل الواقعى مع مختلف السيناريوهات، فعليه اولا ان يكون قادرا على حشد كافة القوى السياسية خارج ارض الوطن وراء مطلب اقامة بديل دمقراطى.ثالثا: التمسك بضرورة استخدام اللغتين العربية والتغرينية فى النشرات والمواقع “الألكترونية” الناطقة بإسم التحالف. فبذلك نؤكد التزامنا بالميثاق السياسى، وتمليك الحقائق للجميع دون ان تكون اللغة حجر عثرة، كما تشجع الحوار والمناقشات فى صفوفالقواعد وسائر الجماهير الأرترية.رابعا: تكوين لجان من الشخصيات الكفؤة لإعداد دراسات جادة تعتمد عليها قيادة التحالف فى معالجة القضايا الرئيسية لاسيما فى مجال:- اللجؤ- الشباب- الأرض- الحكم اللامركزى- العلاقات الخارجية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى