مقالات

وشهد شاهدٌ من أهلها! : أبو رامي ـ جدة

3-Mar-2008

المركز

* هاربة من جهاز “الدعاية” في حكومة “هقدف” تكشف أساليب نظام أسياس في خنق الحقائق وتلميع صورة رأس النظام
*الشعب يقضي ساعات للحصول على رغيف الخبز والنظام يصرف بسخاء على مهرجانات الرقص

بالأمس كشفت إعلامية إريترية فرت إلى اثيوبيا مؤخراً أساليب الإعلام الإريتري الذي بات يوظف لصالح أهداف نظام “هقدف” الحاكم، وذلك بغلب الحقائق وإظهار البلاد أمام العالم الخارجي وأمام أتباعها في الخارج وقد تحولت إلى جنة ينعم أهلها برغد العيش والسلام والوئام في ظل حكومته الوطنية الساهرة على راحته ورفاهيته، في الوقت الذي تعيش فيه شعوب المعمورة التخلف والأمراض وغلاء المعيشة والظلم الاجتماعي، وإنعدام الأمن والاقتتال الداخلي . وكشفت الإعلامية الإريترية (أببا يوسيف) المذيعة بقسم الأرومو التابعة للفضائية الإريتري التي لم يأتي ذكر تاريخ هروبها أو كيفيته، والتي أطلت من خلال الفضائية الاثيوبية مساء أمس لتروي معانتها ومعاناة زملائها العاملين في وزارة الإعلام الأريترية وحالة التوجس والخوف التي تسود أوساط الموظفين الذين يخضعون للمراقبة الشديدة من قبل جلاوزة الحزب الذين يتجسسون على المشكوك في ولائهم للنظام، خاصة بعملية هروب الإعلامين المتكررة وفضحهم فظائع النظام الدكتاتوري الذي حول البلاد إلى سجن كبير يعد عليهم أنفاسهم ويتحكم في مصيرهم .وقالت أن وزير الإعلام علي عبده يطبق دور “جوزيف جوبلز” مهندس الدعاية في ألمانيا النازية والمسئول الأول عن تحسين صورة أدولف هتلر ، وأضافت: ان الإعلام الإريتري بأسلوبه البوليسي البطشي كغيره من أجهزة الدكتاتوريات لا يتوانى في إستخدام كافة الوسائل المتاحة ومنها التصفية الجسدية والترهيب لإخضاع العاملين في جهازه في سبيل تلميع صورة النظام ورئيسه والحزب الحاكم واستشهدت بزملاء العمل الذين اختفوا من الوجود أو زج بهم في السجون ولا يعلم ذووهم مكان تواجدهم رغم مرور سنوات من إختفائهم.وتطرقت الصحافية أبابا يوسيف، إلى مجال عملها في جهاز الإعلام والمختص بالبرامج الموجه لقومية الأرومو، وقالت أن ما يسمى بالمقاومة الأورومية المتواجدة في إريتريا ما هي إلى أداة في أيدي المسؤولين الإريتريين وأن كافة البيانات التي تصدر باسم تنظيم الأرومو المعارض من التلفزيون الإريتري تتم بأفكار وأقلام إريتري يتم ترجمتها فيما بعد إلى لغة الأورومو، وحتى الحورات التي تتم داخل الأستوديو مع من اسمتهم بمسؤولي التنظيم فأن المسؤولين الإريترين هم من يملون عليهم ما يريدون قوله أو التصريح به وقالت ” فبركنا” كل شيء ورد في برنامج الأورومو من تصريحات وبيانات مروراً برسائل المشاهدين التي كنا نحن من يحرر محتوياتها وحتى الأشخاص الذين ترد أسماؤهم في الرسائل من بنات أفكارنا” .وقالت ان المعارضين الأثيوبيين في إريتريا لا يملكون من أمرهم شيئاً وهم في الواقع قيد الاقامة الجبرية .. فقط ينفذون ما يأمرون به بهدف تشويه صورة النظام الحاكم في أثيوبيا كما استخدمت من قبل المعارضة السودانية كورقة ضغط مع الحكومة المركزية في السودان وكان ناجعاً بحسب عقلية نظام الشعبية التي تعتمد أسلوب المؤامرة والخداع والشك والريبة في تعاملها مع دول الجوار .وللتأكيد على مصداقية أقوالها أشارت الإعلامية أبابا يوسيف إلى واقع الحال البائس الذي يعيشه الشعب الإريتري الذي يقضي ساعات طويلة وقوفاً أمام محال توزيع الخبز للحصول على “رغيفتين” لا تكفي لطفل في الخامسة من العمر وقد يحتاج لثالثة، في الوقت الذي يصرف فيه نظام الشعبية الملايين في تلميع صورته من خلال مهرجانات الرقص والغناء التي يقيمها بين الفينة والفينة، وقالت ” اعتقد ان كسوة 1500 أو 2000 راقص وراقصة يكلف الكثير من المال كان من الجدير توظيفه في تحسين ظروف الشعب الذي يعاني المجاعة وتكميم الأفواه” (انتهى حديثها). ** أعتقد كغيري من البشر بأن “حبل الكذب قصير” ومهما اخترع النظام من أكاذيب وخزعبلات سينكشف أمره في النهاية .. ولكن متى سيحصل هذا .. أنه من أمور الغيب .. ولكنني أعي تماماً أن نظام الشعبية قد تعمق في فهم مكامن الضعف في هذا الشعب ونجح في استغلاله بامتياز على مدى هذه السنوات الطويلة!! من أقوالهم: “ممكن ان تخدع بعض الناس كل الوقت .. و قد تخدع كل الناس بعض الوقت .. و لكن من المستحيل ان تخدع كل الناس .. كل الوقت” (ابراهام لينكولن)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى