مقالات

24 عاما على الإستقلال ..والضرورة قائمة للإصطفاف والوحدة لإسقاط النظام بقلم/ محمد نور احمد

13-Jun-2015

عدوليس ـ ملبورن

مضى 24 عاما على إستقلال إريتريا وقد حقق بعد نضال دام ثلاثين ، قدم فيها شعبنا الغالي من الأنفس والنفيس . كان طليعة النضال الشهيد البطل حامد إدريس عواتي ومجموعته التي لم تتجاوز سبعة مقاتلين وهم نفس الأفراد الذين كانوا تحت إمرته يحمون المواشي الإريترية في إقليم القاش ـ سيتيت ، بعد أن كلفته بذلك حكومة تدلا بايرو في عام 1952م ، ثم إلتحقت به العناصر الإريترية التي كانت منتسبة لقوة دفاع السودان ، بعد ان أنهت تعاقداتها ، وهم على سبيل المثال الشهداء طاهر سالم وعمر إزاز ومحمد إدريس حاج ، والمناضلين محمود ديناي التي إعتقله أسياس في أسمرا بعد الإستقلال ولا يعرف احد ان كان حيا أم ميتا ، ومحمد عمر الشهير بـ ” أبوطيارة ” وعثمان أبو شنب ومحمد علي أبورجيله وآدم قندفل رحمهم الله جميعا ، ومن أفراد الشرطة الإريترية الشهيد محمد سعيد شمسي وقمحت إدريس وموسى محمد هاشم ومالك أدونا وغيرهم . كما إلتحقت أعداد من شباب الريف الإريتري وعدد من طلاب جامعة أديس أبابا ومنهم سيوم عقبامكئيل واسياس أفورقي ومسفن حقوس ، وطلاب من الإريترين الدارسين في القاهرة ، ثم الموجات المتلاحقة من الطلاب والشباب من مختاف المدن الإريترية ولاسيما العاصمة اسمرا منذ عام 1970 م .

أطر الجميع بطولات إسطورية لتحقيق هذا الإستقلال ، وعندما تحقق رقص جميع افراد الشعب الإريتري إينما وجد فرحا وطربا وأملا في مستقبل مشرق ونسوا الآلام والأحزان التي لازمت سنوات النضال الإريتري في إعزاء لهم وهبوا أرواحهم للوطن ، كما نسوا ما سببته سياسة الأرض المحروقة التي أتبعتها إثيوبيا وكانت محصلتها الدمار واللجوء والتشرد والموت .والسؤال البديهي ما الذي تحقق منذ يوم الإستقلال وحتى اليوم ؟ الشيء الوحيد الذي تحقق هو تحرير الأرض وإزالة الإدارة الإستعمارية ونصب العلم الإريتري محل العلم الإثيوبي ، وتنصيب أسياس رئيسا للبلاد محل الإثيوبي منقستو هيلي ماريام الذي كان كان يحلم إثيوبيا وأنتهى حكمة بإنتصار الثورتين الإريترية والإثيوبية ، وليواصل اسياس حكم البلاد بنفس طريقة سلفه الإستعماريين منقستو ومن قبله هيلي سلاسي . فلا دستور ولاحكم قانون يحمي الحقوق والحريات الاساسية ، ولا تنمية إقتصادية أو بشرية ، لهذا تدهور الإقتصاد إلى درجة أدنى مما كان عليه في العهد الإستعماري ، ونتيجة لذلك حدث ارتفاع لأسعار السلع الاساسية ، وتفشي البطالة وإمتلاء السجون بكل من تجرأ بكلمة وشكوى من ضيق الحياة المعيشية ودفع الشباب دفعا إلى الخدمة العسكرية الإلزامية الدائمة حتى لايطالب بحقه في مواصلة التعليم وتوفير فرص العمل لاعالة اسرته ، وصارت الخدمة العسكرية سجنا مؤبدا لا يستطيع من يدخله الخروج منه . ومن إستطاع ووفق بالهروب من جحيم الخدمة وقع فريسة بيدي تجار البشر ودفع إحدى كليتيه أو تدفع اسرته فدية مالية كبيرة وفي الغالب الأعم تجمع هذه الفدية من الأقارب في الخارج، وهنالك الآلاف الذين أبتلعتهم صحراء سيناء والصحراء الكبرى وأمواج البحر الأبيض المتوسط ، ومن نجو من ذلك بقدر الله وعنايته هم لاجئين الآن في اسرائيل وأوربا .لقد تبنت الجبهة الشعبية في مؤتمرها في مدينة نقفة في عام 1994م مشروع الدستور وإقامة نظام ديمقراطي بتعدديه سياسية ، وكُونت مفوضية لوضع مسودة الدستور وتمت المصادقة عليه في عام 1997م وكان يتضمن الحقوق والحريات الأساسية مع أنه لم يتضمن لغة رسمية للدولة ، لكن أسياس الذي يعلم تماما ان الشعب الإريتري فقد الثقة في حكمه وانه سوف لن يأتي به رئيسا مرة ثانية في ظل حكم ديمقراطي لذا أفتعل حرب بادمي العبثية . بادمي التي سلمها بنفسه للجبهة الشعبية لتحرير تقراي . نعم أفتعل اسياس تلك الحرب العبثية ، وعطل الدستور تحت مبرر ان البلاد في حالة حرب ووضعها لايسمح بتطبيق دستور يكفل الحريات الأساسية للشعب والقى في السجون ودون محاكمات ولا مدة محددة مجموعة الـ ( 15 ) التي طالبت بتطبيق الدستور ، وهم ممن كانوا يتقلدون رتبا رفيعة في الدولة ومواقع قيادية متقدمة في التنظيم أثناء فترة الكفاح المسلح ، وقد لعبوا أدورا بارزة حتى التحرير ، ولا يعرف أحد اليوم ان كانوا أحياء أم ميتون ، كما أغلق الصحف المستقلة وزج بمحرريها في السجون ، ولا يعرف احد ايضا ان كانوا على قيد الحياة .يعتمد اسياس اليوم في حكمة على بعض المنتفعين من قيادات القوات المسلحة وجهاز الأمن المدعوم من المعارضة الإثيوبية المسلحة التي يتكون اغلبها من منطقة “تنبين” في إقليم تقراي ، وهي ذات المنطقة التي جاء منها جده ابراهام والد افورقي ، واستقر في قرية ” ظلوت ” في إقليم حماسين . سبب هذا الجذر لأسياس الأحساس بعدم الإنتماء للشعب الإريتري ، لهذا هو يسعى لهدم البلد ، كما جاء في كتاب الدكتور عندبرهان ولد قرقيس الموسوم بـ ” إريتريا في مفترق طرق ” إذ يقول اسياس : ” انكم تنعتونني بـ “العقامي ” من وراء ظهري .. ولكن مهلا سأريكم كيف سأسقط قدر هذا البلد إلى أدنى مستوى ، كما رفعته عاليا ” .هذه هي عقدت اسياس ، عقدته وحده ، ولايتحمله احد غيره ، إذ ليس عيبا ان يكون جذره من “العقامي ” أو من منطقة ” تنبين ” أو أي مكان آخر . يكفي ان والده ولد في إريتريا وأنه أيضا ولد وترعرع فيها وإلتحق بالثورة لتحريرها ، وكان احد قيادتها الذين تحقق على أيديهم التحرير ورقص معه الشعب الإريتري في شوارع وطرقات أسمرا . واسياس ليس وحده الذي ينتمى لجذور خارج الحدود الإريترية فهنالك من استشهد مثل محمد حسين ضافر وسعيد باشميل وهما من مواليد إريتريا من أب مهاجر وام إريترية ، ونذكر هنا أيضا المناضل الشهيد آدم أبكر وهو سوداني المولد والنشأة أنتمى لإريتريا عن طريق مناضلين إرترين تعرف عليهم في العمل ، وانضم للثورة الإريترية وشغل منصب عسكري رفيع حتى إستشهاده في معركة حلحل الشهيرة . والقائمة طويلة ومشرقة ومشرفة . هؤلاء الشهداء والمناضلين لم يحسوا بإنهم أجانب وإحساسهم بإريتريتهم هي التي دفعتهم للنضال من أجل عتق الشعب الإريتري من ربقة الإستعمار وهو نفس الأحساس الذي جعل اسياس يلتحق بالثورة ويناضل في صفوفها من أجل تحرير البلاد . فليلم اسياس نفسه في عقدته ” العقامية ” ، وبسبب عقدته هذه يدفع الشعب الإريتري ثمن حكمه الجائر , لهذا بوجود اسياس في السلطة سيزداد سعير نار الظلم حتى تحترق البلاد بكاملها ولن تكون هنالك منجاة إلا بإزالة هذا النظام ، ولكن كيف ؟الشعب الإريتري في الداخل عاجز اما لجهله بحقوقه ، ومن يقاوم بات مصيره ظلام السجن ، وحتى الذين حاولوا في 2013م في معركة ” فورتو” قمعوا دون رحمة مع أنهم أستخدموا القوة لفرض الحوار من أجل تطبيق الدستور ، وكذلك مجموعة الـ ( 15) الإصلاحية الذين لم يكونوا على بينة من خصائص خصمهم الخبيثة ، وإنجروا في حوار إنصرافي حتى تمت محاصرتهم وتم القضاء عليهم. ومع ذلك يمكن لهذا الشعب ان يتحرك رغم كل ما ذكرنا ، لو تحرك ابناؤه في المهجر سيما الدين يعيشون في البلاد التي يسودها حكم القانون كاوروبا وامريكا الشمالية واستراليا ، فعلى هؤلاء ان يلعبوا دورهم ويدعموا المعارضة والتي يتأطر 95% منها تحت ظل المجلس الوطني للتغيير الديمقراطي .صحيح ان المجلس الوطني لم يقم بالمهام التي اوكلت إليه من مؤتمره الأول وقد يعود ذلك إلى حداثة تجربته وعدم أهلية القيادة التي أنتخبها مع كثرة عددها ، لكن هذا سيتم مراجعته في المؤتمر القادم ، والذي يتم الإعداد له ، وآمل ان يلتحق في هذا المؤتمر من هم خارج مظلة المجلس فيزدوه قوة أكبر .ان مشكلتنا نحن جماهير المهجر نجلس في الأماكن العامة وغرف ” البالتوك ” ونعدد فشل المارضة دون ان يسأل أي احد نفسه عن ما الذي قام به أو قامت به شخصيا من اجل إزالة هذا النظام الغاشم . نعم من حقنا ان ننتقد المعارضة لأن هذا يكشف لها الاخطاء فتصححها ، لكن في ذات الوقت علينا دعمها لكي تتمكن من القيام بمهامها ، فنحن الجماهير مصدرها الأساسي ، وما كانت الثورة الإريترية لتنجح لولا دعم الجماهير لها ، ان دعمنا المادي سيمكنها من التحرك ، لتحرك المجتمع الدولي من حكومات واحزب وبرلمانات ووسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان والشخصيات المؤثرة في كل مجتمع ، ولايمكن ان تتحرك ما لم تكن ميزانيتها تغطي تحركها من تذاكر سفر فالمواصلات المحلية في كل بلد يصل إليه وفدها بالإضافة للمنصرف اليومي لهذا الوفد، وهنالك المتفرغين من قيادات وكوادر لهذا العمل ، والوحدات العسكرية أي كان عددها إدا لابد من توفير قوتهم اليومي والمتطلبات الأخرى للقيام بدورها حسب طاقتهم . لذا يتوجب علينا جميعا مسؤولية إسقاط نظام الحزب الواحدوالرجل الواحدوإقامة البديل الذيمقراطي .إريتريا بلد يتمتع بموارد طبيعية معدنية وغازية وزراعية ، وشعب منتج ، وموحد بالرغم من تنوعه وموقع أستراتيجي يحسد ، قد تنقصة الخبرة والتكنولوجية لإستثمار الميزات وسيأتيذ دلك بمجرد إقامة النظام الديمقراطي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى