ثقافة وأدب

أوراق ارترية محمود أحمد لوبينت

21-Mar-2006

لوبينت

لا جـَـدِيــــدَ !! يا خليلي.. نـَحِّي الصَّّمتَ عنكَ.. لستَ من أهلِِ القبورَْ
لا تقلْ : ” لا جـديـدَََ ” إنما التجديدُ منكَ, فأقلبْ موازينَ الأمورْ..
من قصيدة (( ياخليلي)) للشاعر/ عثمان حامد عبد القادر

>عـُـدتُ والعــــوْدُ أحْمــــدُ
الأخوة القراء الأفاضل ها أنا أعود بعد طول غياب الى الكتابة من جديد , ولكن ليس بنفس الزخم القديم أو الوعد بالالتزام بالنشر بصفة منتظمة . وأرجو أن أكون بهذا قد وضعت حــدا ( للاجازة المفتوحة ) التي منحتها لنفسي الامارة بالسوء وشخصي الضعيف , وأجبت – ولومتأخرا – على تساؤلات بعض الاصدقاء و القراء الأفاضل حول سبب انقطاعي” المستمر ” عن الكتابة و الظهور في موقع النهضة الذي يربطني به التزام أدبي, وتشدني اليه والى قرائه -المنتشرين في ارجاء المعمورة -علاقة تفاعل وتواصل وود واحترام متبادل . كنت – والحق يقال – خلال فترة ” البيات الشتوي ” الذي إمـتـد حـولا أو يزيـد ( ولأسباب صحية بحتة ) أحن- في بعض الاحيان – الى الكتابة بغرض النشر في النهضة وبدلا من أن أجد أسبابا للعودة الى الكتابة – والعود أحمد – كنت أركن الى التمسك بعذر ” يتيم ” يبرر استمراري في الاستمتاع بالاجازة المفتوحة التي منحتها لقلمي- غير المقلَّم – وذهني – غير المتقد- وذاكرتي – التي أصيبت بالخمول –وقاكم الله شره . فما هو هذا العذر اليتيم ؟ انه ” عذرأقبح من ذنب ” وعبارة تتكون من كلمتين ليس إلا : ” لا جــديــد ” .. إقتنعت بان ” لا جديد ” لدى يستحق النشر. وكانت النتيجة أن استمرأت الكسل وأصبحت ” مُــُرجئــاً أو مـُؤَجلاتي ” وهى حالة مرضية يرجئ المصاب بها ” عمل اليوم الى الغد ” يقرر ولا ينفذ , ويعد ولا يفي , فيتحول الامهال عنده الى إهمال , أهمال شئونه الخاصة طبعا ..ورغم معرفته بطبيعة حالته المرضية وخطرها – اذا ما إستفحلت – الا انه يعمد الى ” تأجيل ” البحث عن علاج لها .. وهكذا وأدت الرغبة في الكتابة , والتواصل مع القراء … حتى عندما تشبع سوق المواقع الالكترونية ( بالعملة الرديئة ) لم أر في ذلك مبررا للتعقيب أوالادلاء بدلوي في الدلاء حتى ولو من باب التمسك بحقي كقارئ, بل قلت لنفسي:” لا جـــديــد ” فالعملة الرديئة تطرد العملة الجيدة من السوق ( ولكن الى حين )..كما يقول الاقتصاديون. لذلك آثرت الصمت المطبق – عملا بالمثل القائل (بلغة التيجرى ) : نبَـراكَـا بَـالـعْ ئي تَـهـَبَّـا و زَعَــتـْكـَا سَـامعْ -فما الذي تغير الآن ؟ لا شيئ .. -هل من جديد ؟ لا جــديد مع الاسف الشديد. -إذن لماذا عدت الى الكتابة الآن ؟ انه الشعر وسلطانه الذي لا يقاوم وحبه الذي لا يقارن .
(1) الشاعر /عثمان حامد عبد القادر
عدت بفضل الشاعر” عثمان حامد عبد القادر ” الذي وجدت له بين أوراقي القديمة قصيدة عنوانها ” يا خليلي ” نشرتها مجلة النبراس/العدد الثاني/اكتوبر – نوفمبر 1995م التي كان يصدرها ( الاتحاد الوطني لشباب وطلبة اريتريا- فرع مصر ) فتملكني بعد قراءتها إحساس بان الشاعر يخاطبني شخصيا بقوله : يا خليلي.. نحي الصَّّمتَ عنكَ لستَ من أهلِِ القبورَْ لا تقلْ : ” لا جـديـدََ ” إنما التجديدُ منك فأقلبْ موازينَ الأمورْ. انها نصيحة غالية جاءت في حينها ومن ناصح أمين لم أتشرف بمعرفته بعد , ولا أعرف عنه – مع الاسف الشديد – شيئا , باستثناء قصيدته التي كتبها – والعهدة على مجلة النبراس-( في 1/12/1987 م في السودان ) فمن هو عثمان حامد عبد القادر ؟ هل كان من ” طلبة القاهرة ” ورواد الاتحاد بشارع شريف ؟ وهل له قصائد أخرى منشورة في ” الصحف والمجلات والدوريات العربية؟ أو ديوان مطبوع يضم بين ضفتيه بعض أعماله ؟ و هل من بين القراء الكرام من يجيب على هذه الاسئلة أو بعضها ؟ أين أنت يا أبا عفان ؟ إظهر وبان وعليك الامان !! ولا تحرمنا من شعرك الجميل و الجزل, ومن اسلوبك السهل الممتنع, الذي ينساب عذبا كالنهر , ويخاطب العقول قبل العواطف, ويترك في النفوس أثرا وتأثيرا طيبا . وأعذرني على نشري لقصيدتك السالفة الذكر دون علمك أو الحصول على موافقتك ولك العتبى حتى ترضى .. والى أن أسمع منك وعنك كل خير , لك مني السلام .. يا خليلي شعر/ عثمان حامد عبد القادر يا خليلي مالي أراك واجماً ما بال نفسك لا تثور ماذا دهاك مُبحلقاً..مُـتطلعا..أهو الغرور أم أنه قد طال عهدك بالديار..وقد تراكمت الدهور ما بالك لا تثور..أما همة ..أما عزم جسور .. فأجابني بتنهدٍ..وبنبرةِ الحرِ الأسير ” أوَََ أشرقتْ شمسُ الضحى بناموسٍ مثير يُشْفى به المعلولُ وتنشرحُ به الصدور أو ليس الأمر كما كان..أم راعك الظلم الحقير؟ لا جديد يا خليلي منذ هاتيك العصور ” قلت قاتل الله العِـدَا فقد أماتوا فينا الشعور لا فلرضى نفوسنا بانقشاعِ الدجى وإنبلاجِ نور يا خليلي نحي الصمت عنك لست من أهل القبور لا تقل ” لا جديد ” انما التجديد منك فاقلب موازين الأمور. واذا كان الشيئ بالشيئ يذكر فان الشاعر بالشاعر يذكر (2) الشاعر أبو أحمد الحامدابي كان الاخ عبد الرحيم الشاعر قد سـألني من قبل عن الشاعر أبو أحمد الحمدابي , وأجبته بانني لم أسمع عنه من قبل , ثم تفضل الأخ حسن ود الخليفة وأمدنا ببعض المعلومات القيمة عنه . ثم تلقيت من أحد الاخوة رسالة يقول فيها : الشاعر أبو أحمد الحامدابي هو من مواليد مدينة أغردات واسمه الحقيقي محمد الأمين حامد الأمين وشهرته أبو أحمد الحامدابي نسبة الي الشيخ حامد ولد نافعوتاي جده الكبير والذي أوردت فيه قصيدة علي قولاي الشهيرة .. بدأ حياته الدراسية في معهد أغردات الاسلامي وواصلها في السودان كما قضى شطرا من حياته في بغداد والكويت في الدراسة والعمل وهو الآن يعيش في السودان وترك الشعر وتفرغ لحياة التصوف مع اتباع الطريقة الدندراوية ولم يزد انتاجه الشعري على ديوان واحد بعنوان ” لغة البنادق ” وان كانت له بعض الأشعار التعبدية الصوفية . واعتذر الاخ في رسالة ثانية عن امدادي ببعض اشعار الحمدابي الصوفية وغير الصوفية أو ببعض القصائد من ديوانه المطبوع لانه لا يحتفظ بها في محل اقامته الحالي ( رد الله غربته وغربتنا جميعا ) . كم كنت أود لو أمدنا بعض الاخوة القراء بشعر ” الحمدابي ” الصوفي لان هذا حسب اعتقادي مجال لم يطرقه من قبل أحد من شعرائنا الذين كتبوا بالعربية , وان كان هناك الكثيرون ممن تناولوا المدائح النبوية والقصائد الصوفية باللغات الارترية الاخرى ( ارجو أن أعود اليهم في حلقة أخرى) (3)الشاعرة/ آمال علي محمد صالح وجدت قصيدة “وأغني للوطن ” للشاعرة /آمال علي محمد صالح منشورة في كتاب بعنوان : جذور الثقافة العربية والتعليم في ارتريا , لـ ” محمد عثمان أبوبكر” نقلا عن مجلة الثورة الارترية ( العدد47 ) لكنه لم يذكر أية معلومة عن الشاعرة . فمن هى آمال علي محمد صالح ؟ من مواليد مدينة كرن , درست الأدب الأنجليزي والصحافة التلفزيونية في دمشق وبعد التحرير عادت الى ارتريا وعملت بالتلفزيون الارتري مذيعة ومعدة ومقدمة برامج عربية , بالاضافة الى الكتابة النثرية في مجلة الشباب وارتريا الحديثة . وغادرت ارتريا لتستقر – مؤقتا – في لندن يسعدني أن أعيد نشر قصيدتها اليتيمة “وأغني للوطن ” بعد الحصول على موافقتها طبعاً.وآمل أن تتعطف وتتكرم الأخت آمال بالافراج عن قصائدها الأخرى , فالساحة بحاجة الى أصوات نسائية ( ومعذرة على جهلي وتقصيري , اذا كانت هناك أصوات نسائية أخرى لم أسمع بها ولم أقرأ لها أو عنها حتى الآن) وأغني للوطن شعر /آمال علي محمد صالح تفتنني الأحلام والأشواقْ يدغدغني البحثُ عن ذاتي فيك وفي الأفاقْ موزعة أنا (1) بين بكائية الفراقْ وحتميةِ العناقْ.. وطني… أنهكني التمني يا جسدَ رجلْ يا مهدَ طفلْ ” لم ينته المسير” با أرضَ ” الدوم” القاسي والفلفلِ الأحمرْ يا وجهَ إمرأةٍ أسمرْ.. وطني … أهاجر منك ..اليك غريبة فيك وفي سفري (2) وحيدة..(3) لم تعد لي لعبي لم يعد لي قمري خبأ الأطفالُ عني تمائمهمْ ولم يبق ما اخفيه على صدري سوى ذكرى نفي ووداع الرملِ والأحجارِ والشجرِ لم يبق ما اخفيه على صدري سوى ثأري.. وطني … أحبك أكثر من الحب الأولْ لأنك الأجملْ ولأن خطاى الموصولة بسمائك لن تتحول ولأنك علمتني كيف يكون الحب لن أحلم … وطني أحبك يَكْبُرُ فىًََّّ الحبُّ والحزنُ وتكبر الأحلامُ تحاورني أشياؤك صمتا كأطفال يتقاسمون الأمومةَ والحربَ ولا سلامْ كثائريْنِ يمتلكان الخندقَ والليلَ والوطنْ لن أحلمَ .. لن أنامْ.. ********** (1) في الاصل ( موزع ) (2) في الأصل (غريب ) (3) في الأصل ( وحيد) ولا ادري لماذا استخدمت ” التذكير” بدلا من” التأنيث” مع ان الانوثة واضحةفي القصيدة..واعتقادي بان هذه من قبيل الاخطاء المطبعية هو الذي دفعني الى اجراء التعديل . برقيات لم ترسل بعد : الأخوة المسئولين عن موقع أيلولhttp://aylool.com/ أيلول /سبتمبر شهر عزيز علينا جميعا.ومعزته تزيد من اعبائكم ومسئولياتكم تجاه القراء المتعطشين لكل ما هو جــاد وجــديد..جديتكم لا غبار عليها وجديدكم هو تخصصكم في ” الثقافة والأدب والفن ” فأنشروا إبداعاتكم , وأطلقوا العنان للأقلام الشابة أينما كانت , فالحرية فضاء واسع لا حدود له ..أما “هامش الحرية” قيد لا أعتقد انكم ستلجأون اليه كاسلوب للتعامل مع “جرأة الشباب وتجلياتهم ” وأنتم أدرى بواقع الثقافة والادب والفن بحكم موقعكم ..فالراية معكم والمقود في يدكم والسكة سالكة.. فالى الأمام.. واردد هنا ما قاله أديبنا وشاعرنا الكبير ” أحمد عمر شيخ ” في نهاية مقابلتكم معه : أتمنى أن يكون هذا الموقع إضافة نوعية للمواقع الارترية، متمنيا التوفيق للقائمين عليه، وأن يتضافر زوار الموقع للإسهام الإيجابي والدعم الهادف، ليكون وجهاًً إرترياً مُشرِقاً ….. الأخ أبو الأشباح والأرواح قدمت نفسك باسلوب جامع مانع,وسهل ممتنع, فسحرت القارئ واستوليت على عقل وفؤاد المستمع…انت المعصوم من الخطأ والنسيان, وزلة القدم واللسان , وانت الصادق- بل انت الصدق بعينه- في هذا العصر والأوان, المليئ بالباطل والبهتان , وشتان بينك وبين فلان وعلان, من الرعيان والعربان , فأنت ادرى بهم وأخبر , فهذا شيوعي أحمر, وذاك بعثي أغبر , أحدهما نهاز يعرف من اين تؤكل الكتف, والآخر جعجاع يهتف بما لا يعرف , ومن مواعين الكذب والبهتان يغرف,الأول يصف طريقا لم يسلكه ,والثاني يتاجر برأس مال لا يملكه, لذالك خاب مسعاهم, وبارت تجارتهم, فانحرف مسارهم, وقادهم مسراهم ,الى حيث باعوا ذممهم , فعوز الشيطان منهم , وتبرأ من أفعالهم , وأنكر علاقته بهم الى يوم الدين.. فهنيئا مريئا غيرداء مخامر , والعبرة بالأواخر .. وعلى نفسها جنت براقش.. والى لقاء باذنه يتجدد…. lobinet@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى