مقالات

بطل من ذلك الزمان : عبدالله بلال ، كنتيباي محمود ، بهتا حقوس – بقلم : محمد سعيد ناود

27-Jun-2007

تا

عبد الله بـلال شهدت منطقة دنكاليا مقاومة باسلة لكل أجنبي وطأ أرضها، وعندما قام الإيطاليون باحتلالهم للأراضي الإرترية فإن شعبنا بتلك المنطقة قاومهم وسطر بطولات لم تسجل حتى الآن. من أولئك الأبطال عبد الله بلال الذي دوخ الإيطاليين وظل الجيش الإيطالي يطارده من مكان إلى آخر وهو مستمر في قتالهم ومقاومتهم،

وفي إحدى المرات عندما كان عبد الله بلال بداخل منزله حاصره الجيش الإيطالي المدجج بالسلاح، وعبد الله بلال لم تكن معه سوى بندقيته وكان بعيداً عن جيشه، فطالبوه بالاستسلام وخرج إليهم من منزله حاملاً بندقيته، وعندما شاهد الجيش الذي يحاصره من كل الاتجاهات قال لهم: “أعرف أنني وحيد أمامكم وأنتم جيش كبير، لكن لدي شروط للاستسلام وهي أولاً: لا يتم تجريدي من سلاحي، ثانياً: لا يتم تقييدي، وثالثاً: مستعد لمرافقتكم ولكن وأنا على رأس حصاني، وإذا رفضتم هذه الشروط فإنني مستعد لمقاتلتكم مع أنني أعرف النتيجة”. فقبلوا بشروطه، فامتطى حصانه وهو في وسطهم حاملا بندقيته، وعندما تحرك الركب باتجاه مصوع وكلما مروا بقرية ما, كانت النسوة تبدأ بإطلاق الزغاريد له. فقال كلمته المشهورة: “لقد استقبلت بالزغاريد يوم مولدي, ويوم ختاني, ويوم زواجي، واليوم أيضاً استقبل بالزغاريد وأنا ذاهب للموت”. وبالفعل قتله الإيطاليون وهو في السجن بعد أن رفض القاضي الإيطالي أن يحكم عليه بالإعدام باعتباره مقاتلًا وليس لصاً أو قاطع طريق. كنتيباي محمود اعتقل الإيطاليون كنتيباي حامد ناظر قبائل الحباب بالساحل بتهمة التآمر عليهم ومحاولة إقامة دولة إرترية بالاتفاق مع زعماء القبائل، وكما يشاع فإنهم أعطوه السم الذي يقتل بعد فترة من الزمن، وبعد فترة من سجنه أطلق سراحه حيث مات بعد فترة وجيزة، وتبوأ موقعه ابنه كنتيباي محمود الذي تمرد على الإيطاليين ورفض دفع الضرائب أو توريدها لهم، وعندما قرر الإيطاليون مواجهته بجيشهم، ربما كان في يده من السلاح الذي ورثه من والده، قام بجمع قبيلته واتجه إلى السودان، وفي الحدود لحق به الجيش الإيطالي ولولا تدخل الجيش البريطاني ووقوفه بين الجانبين لكانت المواجهة العسكرية حتمية بينه وبين الجيش الإيطالي، حيث التجأ للسودان بجيشه واتباعه، وكان ذلك في عام 1894م, أي بعد دخول الإيطاليين إلى إرتريا بأربعة أعوام فقط ودون أن يرضخ أو يدفع الضرائب لهم. بهتا حـقوس ينتمي بهتا حقوس إلى إحدى عائلات إقليم (أكلي قوزاي) القديم، وقد قام بمواجهة (رأس ألولا) الذي كان يقوم بغزوات ضد الشعب بتلك المناطق، بل شملت غزواته عموم إرتريا. وقد طارده رأس ألولا وهدم بيوت جماعته، فالتجأ بهتا حقوس مع أشقائه إلى قبيلة الحباب، وبعد دخول إيطاليا والسماح لهم بالعودة إلى منطقتهم أراد أحد أشقائه الانصراف إلى أعمال السطو كوسيلة للعيش، وحاول بهتا حقوس ردعه فلم يرتدع، ثم حاول إقناعه بأنه بعد استعادة الأرض عليهم أن يتعاونوا لإعادة سطوة ونفوذ العائلة، وزيادة عدد الأصدقاء والإثبات أمام الله أنهم يستحقون استعادة الحرية، لكن أخاه لم يقتنع، فقام بهتا حقوس بقتل شقيقه حتى لا يجلب العار إلى نفسه وعائلته. قام الإيطاليون بإكرام بهتا حقوس بعد عودته إلى موطنه سقنيتي بأكلي قوزاي، واعترفوا به مسؤولا عن المنطقة وأعطوه سلاحا، لكن في نفس الوقت بدأ الإيطاليون بانتزاع الأراضي من المواطنين الإرتريين وتسليمها للمستوطنين الطليان لاستثمارها، احتج بهتا حقوس على هذه السياسة رافضاً انتزاع الأراضي من أصحابها. وعندما لم يستجب الإيطاليون له حشد أنصاره ودخل في معركة طاحنة ضد الجيش الإيطالي، حيث قاتلهم ببسالة وبالأسلحة التي أعطاها له الطليان، وقتل في تلك المعركة مرفوع الرأس دفاعاً عن الأرض والكرامة. وكان ذلك في عام 1894م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى