حوارات

أحمد القيسي : أعتب على ” عدوليس ” وهذه هي قصة اللقاء …! (1من 4)

1-Feb-2020

عدوليس ـ ملبورن

أعرب القيادي السابق بالجبهة الشعبية عن إستغرابه ودهشته من الضجة التي أحدثها حديثة حول كشفه عن ” محاولات من أكاديميين اسرائيلين بالاتصال بتنظيمات إسلامية” حسب تعبيره ، واضاف ” لي عتب على موقع ( عدوليس ) اذ قام الموقع بعملية اختيار ما يمكن ان يكون موضوع إثارة وقدم الخبر المثير وهذا صنف من فنون العمل الصحفي ” حسب رأيه.

وأبان أحمد القيسي ملابسات الأمر واضعا النقاط على الحروف بشفافية واضحة ، كما أوضح ان الندوة بالأصل كانت حول الذكرى السابعة لعملية ” فورتو” وأستهدف من الحديث حولها ان يقدم المعلومات التي لدية حول العملية وتتقديم تحليل وتقييم للحركة وفي سياق النقاش جاء الحديث عن ” الأقازيان ” واضحت أنها صناعة أسرائيلية، متطرقا للحوار الذي جرى في مجموعة ” حوار لوعي مشترك ” على الواتساب وما جرى من نقاش.
جاء كل ذلك إجابة على سؤال عدوليس ضمن عدد من محاور لحوار طويل مع الأستاذ أحمد القيسي ستنشر تباعا.
فقط نود ان نلفت عناية القارئة والقاريء ان ظروف الحرب التي يمر بها اليمن حيث يقيم القيسي وإفرازاتها من إنقطاع الكهرباء وبالضرورة كل وسائل الإتصال والتواصل، ستؤدي لتأخير نشر الحلقات.
حاوره : جمال همـــد.
س / مدخلنا لهذا الحوار هو ما أثاره خبر عدوليس ومن لغط ومغالطات . فقد اتهم البعض تطوعا كاتب الخبر وناقله عدوليس بالتحريف .. كما اتهم البعض الأخير القيسي باختلاق الأخبار والحكايات الكيدية .. الخ. السؤال هو يمكنك استجلاء الواقعة ومتى وكيف حصلت .. وماذا تعني ب (تنظيم اسلامي)… وما هو تعليقك في الخبر الوارد في عدوليس ؟
ج / تحية أخ جمال مصحوبا بالشكر على هذه الاستضافة ، والواقع ان الموضوع لا يحتاج الي كل هذا الضجيج ، لكن الاشكالية هى في ثقافتنا السياسة والكم الهائل من تراكمات الخلافات والاحكام المسبقة حول واقعنا السياسي ماضيا وحاضراً ، وأتمنى ان لا يستمر مستقبلا بحيث يتم اسقاطه في الحكم علي كل الاحداث السياسية ، وأحيانا يشطح بِنَا الخيال لنغوص في قضايا فرعيه ونصبغها باهمية من عنديتنا لتصبح قضية قائمة بذاتها وبدون ان ندري نقع جميعنا في دائرة خلافات جديدة ومحصلتها استنزاف طاقات ، والابتعاد عن جوهر القضية المركزية ، انه نوع من تعذيب الذات نمارسه دون ان ندري ، في قضيتنا هذه لي عتب على موقع ( عدوليس ) اذ قام الموقع بعملية اختيار ما يمكن ان يكون موضوع إثارة وقدم الخبر المثير وهذا صنف من فنون العمل الصحفي ، بحيث التهب الموضوع وأصبح قضية رأي عام وأحزاب وتنظيمات ، بينما الموضوع كان قد تم حسمه خلال الندوة عند كتبت رأي بالنص حين لفت نظري احد الأعزاء من مشاركي الندوة الاخ وهو ابوحيوت ـ إبراهيم محمود قدم ــ وانتهى الموضوع.
الندوة التى دعيت اليها موضوعها ( حركة فورتو ) في ذكرها السابقة ، وقد كنت متحمساً لأنني يمكن ان تكون لي اضافة لهذا الحدث ،وهكذا كان الموضوع الذي كان سببا في كل هذه الضجة ، لا صلة له بموضوع الندوة إطلاقا ، والسؤال هوماهي مناسبة اثارة الموضوع وهنا اجد من الضروري توضيح نقطتين أساسيتين:
الأولي : تتعلق بي شخصيا وملخصها ان كان لي من دور العبه في هذه المرحلة فيجب ان يكون تعبويا يستند الى تاكيد وحدة هذا الشعب من خلال تمليك الحقائق استناد للتجربة الذاتية لعلا وعسى ان تساعد علي تأسيس وعى وادراك قادر علي ان يوجد عوامل التغيير ويواجه تحديات المرحلة.
الثانية : تتعلق بالوسط الاريتري ولا سيما فئة الشباب وغيرهم ايضا ، يلاحظ مدى تعطش الناس لفهم التاريخ وأحداثه والتطورات وتقلباتها ، وهذه ظاهرة إيجابية علي كل حال ، ولكن رغم إيجابياتها فهي تحمل اشكالية ان كان المتلقّى محكوم برؤية مسبقة يحاكم من خلالها معلومة او حدث لابد وان يحدث صدام ، وفِي اعتقادي هذه مسالة بحاجة الي تفسير ومعالجة.
كلا العاملين إلتقيا بحيث ان الندوة يمكن ان يقال مست كثير من القضايا ، ونتيجة لذلك جأت المسالة التى فسرت عنوة وبطريقة غريبة وكأنها مكايدة او تعكير صفو المكون الاسلامي ، بل بلغ الحد في الفيسبوك مداه ، بان علي الأجانب ان يكفوا من التدخل في شؤوننا والى اخره من التجريح الغير مبرر.
في سياق النقاشات اثير موضوع ( الاقازيان ) وركزت علي ثلاثة نقاط أساسية هي :
اولا: يجب نحن المكون الاسلامي ان لا نعطي أهمية ووزن لظاهرة ( الاقازيان ) لانها بالمختصر المفيد هم صناعة خارجية ولا صلة لهم بالواقع السياسي الإريتري لان هذا الواقع محكوم سياسيا بقوتين سياسيتين هما جبهة التحرير والجبهة الشعبية مع كل ما أفرز وفرض في تجربة الثلاثون عام . ثم انهم صناعة إسرائيلية.
ثانيا: ان المنطقة وطبيعة جيو سياسة قد وضع المنطقة وتحديدا القرن الأفريقي ونحن المنطقة الأكثر حساسية قد جعل جميع القوى الدولية والإقليمية حاضرة وفاعلة في المنطقة ، وإسرائيل في المقدمة بحضورها او من خلال من يدورون في فلكها ،. وهنا ركزت ان اجندة اسرائيل تركز علي المجموعات العرقية ، والتقرب إلى هذه المجموعة ، وهنا يجب التركيز على هذه المسألة.
ثالثا: لحظتها تذكرت نقطة مهمة يجب ان تُذكر، فقلت ان الموضوع لم يقتصر علي التجرينية ، بل هناك محاولات من أكاديميين اسرائيلين بالاتصال بتنظيمات إسلامية وللتوضيح أسهبت في تفاصيل الموضوع ومصدري في المعلومة ولم يخطر في بالي اي تنظيم إسلامي النهج ، بقدر ما كان المعنى ان الموضوع لا يقتصر علي التجرينيه بل هناك قوى إسلامية هكذا طرحت بمعنى نحن ايضا مشمولون بهذه الاجندة الخارجية ، والحقيقة انني أخذت الموضوع من زاوية ان لا يكتسب حصر موضوع الاقازيان بالتجريدية ، مما يخلق شرخا جديداً يمس الكيان الإريتري.
هذه هي القصة ، اما ردود الأفعال وافتعال معارك جانبيه فا موضوعها شيء اخر ، تجعلك تقف حائرا.
في البداية لم استوعب ماهو الموضوع. سوى الملاحظة التى تقدم بها الاخ ابو حيوت وقد أجبت عليه وفِي واقع الامر كانت إجابتي له شخصيا حتى لا أكون سببا دون وعي في غضبه.
وركزت ان العلاقة والتواصل ليس حراما ، فقط المطلوب ان تميز مصالحك العليا كدولة ، والمبادئ الذي يحكم سياستك الخارجية ، وأتهمت وكأني اروج للتطبيع ، الاخ العزيز كان يجب قبل ان يُتهم ان يسال. عن احوالنا في هذا البلد ،. بل وصلت المسالة ان احد الإخوة تسال باي صفة تمكنت من الحصول علي المعلومة ، وهناك آخر وآخر ، ولكن كان هناك من رفعوا راية الدفاع وعلي رأسهم شباب القوى الاسلامية وطلب منى ان استخدم مواقعهم في الرد والتصدي لهذه الحملة المفتعلة . شكري لهم واختتمها حسبنا الله ونعم الوكيل ، اما الموقف مستقبلا فقد يكون شبيها بموقف سعد زغلول حين خاطب زوجته بعد ان يأس من الحالة السياسية في مصر بتلك العبارة الشهيرة ( ما فيش فايدة يا صفية ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من المحرر : الجدير بالملاحظة هنا أن مصطلح (مسلم تختلف عن إسلامي أو إسلاموي )، كما هو الحال عند إستخدام ( تنظيم إسلامي ) أو تنظيم ( بمكون يغلب عليه مسلمون ) طبقا للمتعارف عليه في العلوم السياسية والدوائر الأكاديمية , وقد فرق القيسي بينهما في هذا الحوار بالقول ( تنظيم إسلامي النهج )، كما ان أسلوب الإثارة في الأخبار ليس ديدننا على وجه العموم.نتقبل “عتب” المناضل أحمد صالح القيسي ويسعدنا ان نستغل ذلك إيجابا لنقدم خدمة حوارية مميزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى